بعد أحداث ثلاثاء الغضبتوتر يخيم على المدن اليمنيةأحد المشاركين في مظاهرة ثلاثاء الغضب في ساحة التغيير بصنعاء (الفرنسية)
تعيش
المدن اليمنية خاصة العاصمة صنعاء حالة من التوتر عقب وقوع قتلى وإصابات
في صفوف المتظاهرين المناوئين للنظام الحاكم الذين خرجوا في مسيرات حاشدة
في إطار ما أطلق عليه اسم "ثلاثاء الغضب".
فقد
أفاد مراسل الجزيرة في صنعاء عبد الحق صداح أن جوا من التوتر يخيم على
مناطق واسعة في اليمن في ظل الأنباء التي أكدت سقوط قتيلين وإصابة 88 شخصا
آخرين في ساحة التغيير في صنعاء، حيث يعتصم عدد كبير من المتظاهرين
المطالبين بتنحي الرئيس
علي عبد الله صالح .
وأوضح
المراسل أن القتيل الثاني مات في المستشفى متأثرا بجروح أصيب بها، لافتا
إلى أن الساحة تشهد إقبالا كبيرا من المعتصمين من الشباب مع زيادة حدة
الانتشار العسكري المعزز بالآليات المصفحة.
المستشفى الميداني ونقل
مراسل الجزيرة نت في صنعاء حامد عيدروس عن أطباء في المستشفى الميداني في
ساحة التغيير قولهم إن إصابات المعتصمين تراوحت بين حالات إغماء، وتشنج
بسبب الغاز المدمع، وإصابات مباشرة بالرصاص الحي.
مصاب يتلقى الرعاية الطبية في المستشفى الميداني (الجزيرة نت)
وأفاد
المراسل بأن الطلاب المعتصمين أعربوا عن غضبهم واستنكارهم لتدخل قوات
الأمن بطريقة قمعية لتفريق المتظاهرين، وحملوا الرئيس اليمني مسؤولية ما
جرى في ساحة التغيير الثلاثاء مؤكدين استمرارهم في التظاهر والاعتصام حتى
تحقيق جميع المطالب.
وأوضح
مدير المستشفى الميداني الدكتور محمد العُباهي للجزيرة نت أن الأطباء
المتطوعين -وهم من اختصاصات مختلفة- يستقبلون الإصابات بما في ذلك حالات
إنعاش أو تدخل جراحي سريع لإنقاذ المصابين قبل تحويلها إلى المستشفيات
الأخرى المتخصصة.
ولفت العباهي إلى أن المستشفي الميداني بحاجة ماسة لبعض المعدات الطبية والأدوية وسيارات إسعاف إضافية لمواجهة الحالات الطارئة.
إطلاق نار وبحسب
مصدر مشارك في الاعتصام الطلابي، أقدم جنود من قوات النجدة الثلاثاء على
إطلاق النار وبشكل كثيف على المعتصمين في ساحة التغيير قرب جامعة صنعاء مما
أسفر عن إصابة العديد الذين تم نقلهم إلى المستشفى الميداني.
وأضاف
المصدر -الذي كان يتحدث لمراسل وكالة أسوشيتد برس للأنباء- أن إطلاق النار
وقع في الجهة الشرقية من ساحة التغيير حيث صادرت قوات الأمن خيام
المعتصمين بعد أن منعت دخولها للساحة.
وجاءت
هذه الأحداث بالتزامن مع مقتلأربعة أشخاص وجرح عشرات أثناء تدخل قوات
مكافحة الشعب والقوات الخاصة خلال تمرد قام به السجناء في السجن المركزي
بالعاصمة صنعاء حيث تردد أن بعض السجناء رددوا هتافات مطالبة بإسقاط
النظام.
من مظاهرة ثلاثاء الغضب في مدينة إب (الفرنسية)
ونقل
مراسل الجزيرة نت في صنعاء عبده عايش عن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني
باليمن إدانتها الشديدة لما أسمتها "جرائم الاعتداء البشعة التي ارتكبتها
قوات الأمن مساء الثلاثاء ضد المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء".
وقالت
اللجنة -التي يقودها الشيخ حميد الأحمر في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه-
إن "هذه الجريمة تأتي في سياق الجرائم السياسية والإنسانية التي ترتكبها
سلطات الرئيس ضد المواطنين اليمنيين".
ثلاثاء الغضب وكان مئات آلاف اليمنيين قد واصلوا الثلاثاء اعتصاماتهم ومظاهراتهم في إب و
تعز وعدن ومدن أخرى مطالبين بإسقاط النظام.
وفي
عدن جنوبي اليمن أعادت القوات الحكومية انتشارها بالمدينة واستحدثت عددا
من نقاط التفتيش في المداخل والتقاطعات, في الوقت الذي يواصل فيه آلاف من
المتظاهرين اعتصامهم في المنصورة وكريتر والمعلا والشيخ عثمان ومدينة الشعب
وخور مكسر للمطالبة بإسقاط النظام.
كما
اعتصم عشرات في جامعة عدن للمطالبة بإطلاق المعتقلين من الأساتذة على
خلفية الاحتجاجات، في حين شهدت المكلا ولحج مسيرات تطالب برحيل النظام،
وقامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين بالرصاص والقنابل المدمعة بعد اقتحام
مقار السلطات المحلية.
أحد المشاركين في مخيم الاعتصام بمدينة كريتر بعدن(الجزيرة نت)
اشتباكات وأفاد مراسل الجزيرة نت في
عدن سمير
حسن أن منطقة العريش الواقعة شمال بلدة خورمكسر شهدت في ساعة متأخرة من
مساء الثلاثاء اشتباكات بين الجيش ومسلحين أسفرت عن إصابة جندي نقل إلى
مستشفى النصر العسكري بخورمكسر.
وفي
حين تحدثت بعض المصادر عن سقوط جريح من المواطنين جراء تبادل إطلاق النار
بشكل عشوائي، فإنه لم يتسن للجزيرة نت التأكد من صحة تلك الرواية من مصدر
محايد.
ونقل
مراسل الجزيرة نت عن مصدر أمني قوله إن عمليات الانتشار تأتي عقب ما وصفها
بأعمال فوضوية وتخريبية شملت المنشآت العامة والحدائق وأعمدة الإنارة
بمديرية المنصورة وخورمكسر يوم الاثنين، متهما عناصر مسلحة باقتحام عدد من
مدارس المحافظة وإغلاقها وبث حالة من الرعب بين الطلاب أمس الثلاثاء.
بيد
أن متظاهرين نفوا صحة تلك الاتهامات مشيرين إلى أن المطالبة بإغلاق
المدارس تمت بطرق سلمية في إطار شعار المحتجين "لا دراسة ولا تدريس حتى
يسقط الرئيس".