الوسيلة الأولى/ الابتسامةقالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب
وهي مع ذلك عبادة وصدقة، (فتبسمك في وجه أخيك صدقة) كما في الترمذي، وقال عبد
الله ابن الحارث (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه
وسلم).
الوسيلة
السادسة / حسن السمة والمظهروجمال الشكل واللباس وطيب
الرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (إن
الله جميل يحب الجمال) كما في مسلم.
الوسيلة السابعة /بذل المعروف وقضاء الحوائجسهم تملك به
القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم.. فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ بل تملك به محبة
الله عز وجل كما قال صلى الله
عليه وسلم: (أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس)،
والله عز وجل يقول {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}.
الوسيلة الثامنة / بذل المال
فإن لكل قلب
مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان، صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين
بعد أن استنفذ كل جهوده في الصد عن
الإسلام والكيد والتآمر
لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ويطلب منه أن يمهله شهرين
للدخول في الإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لك تسير أربعة أشهر، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين
والطائف كافراً، وبعد حصار الطائف
وبينما رسول
الله صلى الله عليه وسلم ينظر في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماً وشاء ورعاء، فجعل عليه الصلاة
والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا
يا أبا وهب قال نعم، قال له النبي صلى الله
عليه وسلم هو لك وما فيه، فقال صفوان عندها ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا
نفس نبي، اشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله، لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب أن يصل لهذا القلب بعد أن
عرف مفتاحه.
الوسيلة التاسعة /
إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهمفما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن
الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل
عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم،
فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب،
واسمع لقول المتنبي
إذا
ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه.. وصدق ما يعتاده من توهم
عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك (المؤمن يطلب معاذير
إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم).
الوسيلة العاشرة / أعلن
المحبة والمودة للآخرينفإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره
بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (إذا أحب أحدكم
صاحبه فليأته
في منزله فليخبره أنه يحبه) كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية
مرسلة ( فإنه أبقى
في الألفة وأثبت في المودة)، لكن بشرط أن تكون المحبة لله، وليس
لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال،
والشهرة والوسامة والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء
والمرء
مع من أحب كما قال صلى الله
عليه وسلم - يعني يوم القيامة
وللأسف، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على
طرفي نقيض، فهناك من يتعامل
مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق
والإعجاب والتعلق بالأشخاص، والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب
الأحوال
والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه
فضل الله يؤتيه من يشاء .
لوسيلة الحادي عشر /
المداراة
فهل
تحسن فن المداراة وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة روى
البخاري
في صحيحه من
حديث عائشة رضي الله تعالى عنها (أن رجلا استأذن على النبي
صلى
الله عليه وسلم، فلما راءه قال بئس أخو العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى
الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل،
قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت
في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله
عليه
وسلم، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً إن شر الناس عند
الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء
فحشه) .
(
والفرق
بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا
لصلاح
الدنيا أو الدين أو هما معا، وهي مباحة وربما استحبت، والمداهنة ترك الدين
لصلاح
الدنيا).
إذا
فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش
والبذاءة،
أولاً اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرط
عدم المجاملة في الدين،
وإنما في أمور الدنيا فقط .