الاردن :مباراة مختلطة بين الجنسين
رغم التحفظ الذي يبديه كثيرون حول الرياضة النسوية وما يصاحبها
من مخالفات شرعية، إلا أنه لم يكن يخطر في بال هؤلاء أن يصل الأمر إلى
إقامة مباراة مختلطة بين المنتخب النسوي لكرة القدم وفريق الفيصلي
للناشئين، ففضلاً عن أن هذا الأمر مخالف للأحكام الشرعية، والعادات
والتقاليد، بحسب من التقيناهم ، فإنه ليس من المعتاد أن تجري مباريات بين
الشباب والشابات في أنحاء العالم أجمع، بحسب مستشار الأمير علي بن الحسين،
الكابتن محمود الجوهري.
الجوهري أكد رفضه إقامة مباريات مختلطة بين الجنسين، مطالباً بأن تكون المباريات النسوية ضمن صالات مغطاة.
وفي محاولة منه لتفسير إجراء هذه المباراة، أضاف: "بقيت 10 أيام على مشاركة
المنتخب النسوي في دورة أولمبية، ويبدو أن الوقت والظروف لا تسمح باستضافة
فرق نسوية من خارج البلاد، ما اضطر المديرة الفنية إلى اللجوء لإقامة
مباراة مع شباب لا نشك أن سلوكياتهم جيدة، إضافة إلى تواجد أولياء أمور
اللاعبين واللاعبات".
واستدرك: "أخطأت المديرة الفنية حينما أعلنت أن هناك مباراة مختلطة، فالأمر لا يعدو أن يكون حصة تدريبية وحسب".
وجواباً على سؤال لنا حول وجود ما يسمح بإقامة مباريات مختلطة بين الجنسين
في لوائح الاتحاد العام لكرة القدم، قال الجوهري: "لا يوجد ما يمنع، ولا ما
يسمح".
"الإفتاء": حرامٌ في بلد يحكمه الهاشميون.
من جانبها، قالت دائرة الإفتاء العام في تعليقها على إقامة المباراة
المختلطة: "الحكم الشرعي واضح وصريح بأن هذا الأمر حرام لا يجوز، إضافة إلى
أنه يخالف قيمنا وعاداتنا وثقافتنا العربية والإسلامية".
وأضافت: "نحن في هذا البلد الذي يحكمه الهاشميون لا نقرّ مثل هذه الأفعال
المحرّمة التي يكون فيها اختلاط بهذه الطريقة بين الرجال والنساء"، مبديةً
استغرابها من إقامة مباريات مختلطة "لم تجر العادة على إقامتها في العالم
أجمع".
د. الخالدي: جريمة كبيرة
أستاذ القرآن وعلومه في جامعة العلوم الإسلامية الدكتور صلاح الخالدي، وصف إقامة المباراة بأنه "جريمة كبيرة".
وأضاف في حديثه: "هذه صورة من صور الانحراف الأخلاقي، وجريمة وحرام ومنكر
وإفساد في الأرض"، مؤكداً حرمة لعب البنات وحدهن في ملاعب مكشوفة للجميع،
"فكيف لو كانت المباراة بين مراهقين ومراهقات، ويقع فيها ما يقع من تلامس
بالأيدي وكشف للعورات، إلى غير ذلك من المحرمات القطعية".
وطالب د. الخالدي بالتحقيق في الموضوع، متسائلاً: "من الذي أوعز بإقامة هذه
المباراة؟ ومن الذي نظّمها؟ ومن الذي أشرف عليها؟" مشدداً على ضرورة تقديم
كل من له يد في المباراة إلى المحاكمة.
وأكد أهمية أن يقوم العلماء والدعاة بواجبهم "بإنكار المنكر بصوت عال"،
مخاطباً إياهم بالقول: "قولوها بالفم الملآن، اتقوا الله بالشباب والبنات
ولا تفسدوهم بهذه المباريات التي لا تتفق مع دين البلد وقيمه ودستوره".
ولفت إلى أهمية أن يقوم المسؤولون بمنع المخالفات الشرعية، والمنكرات
الظاهرة؛ لأنها "تؤدي إلى الانحرافات الأخلاقية التي تؤدي إلى توترات نفسية
وعصبية، قد تنعكس على أمن المجتمع"، وتابع: "إن كانوا حريصين على الأمن
فليمنعوا المنكرات".
د. السرطاوي: الخروج عن القيم يؤدي إلى الاحتقان
من جهته، قال أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمود السرطاوي،
إن إقامة المباريات المختلطة بين الجنسين مرفوض بكل الأحوال.
وأضاف أن الخروج عن قيم المجتمع يؤدي إلى الاحتقان، وهذا ينتج عنه أزمات
للحكومات التي يحملها المواطنون مسؤولية هذا الأمر، مشدداً على أهمية
التزام القيم الإسلامية التي تحرّم إقامة مثل هذه المباريات.
وأبدى السرطاوي استغرابه من إقامة مباريات مختلطة في "الأردن الذي نعتز بأن
له قيمه الخاصة التي نفتخر بها"، مؤكداً عدم ممانعته من إقامة مباريات
خاصة للسيدات وفق ضوابط معينة، ومن غير تواجد للرجال.