موضوع: افضل طرق اللعب مع الاطفال الأربعاء فبراير 23, 2011 3:44 am
ابتكار أنشطة ترفيهية يحتاج الطفل الى ضمانات تحميه من سوء التكيف، وهذه الحماية تتوافر في التربية المشوّقة التي تتركز فيها جميع الوسائل التي تشرّع الأبواب أمامه للإنطلاق وممارسة النشاطات والهوايات التي يجد فيها ملاذاً للتعبير عن ذاته ورغباته والتحرّر من إحباطاته وصراعاته النفسية... من حق الطفل أن يحظى برعاية شاملة حتى يكبر ويشتد عوده... وفي ذلك أسمى آيات التكافل والتضامن .الإجتماعي. لذلك لم تألُ علوم التربية والنفس والإجتماع جهداً في سبيل ابتكار مناهج هادفة تغني عالم الطفولة وتملأه حياة وسلاماً وطمأنينة.. فكان الإتجاه نحو الأنشطة الترفيهية واللعب الذي وجد فيه الخبراء أهمية بالغة للنضج المعرفي عند الطفل وقيمة علاجية ووقائية نافعة، حيث ثبت أن اللعب يساعد الطفل على تصريف انفعالاته الحبيسة. ويُخرجه من صحراء الرتابة والملل ويملأ وقته بالمفيد، وقد سمّى خبراء التربية وعلم النفس مرحلة الطفولة، «سنوات اللعب».. واجمعوا على أنه عنصر هام للتكيّف السويّ.
يعدّ اللعب من المهارات التي تتيح للطفل فرصاً جيدة، ويمكن القول أن الطفل بدءاً من الشهر الأول لولادته وحتى عمر السنتين ينتقل من نشاط الى آخر ويكون فياضاً بالحيوية، ويشغل اللعب حيزاً كبيراً من نشاطه الذهني واهتماماته، وتعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل النمو الحركي والذهني التي يمر بها حيث يبدأ منها باكتشاف العالم من حوله وفي حدودها تتكوّن خبراته ومفاهيمه واهتماماته.. وقد بيّنت الدراسات أن اللعب هو الوسيلة الأولى للتعبير والنشاط، والطفل المحروم من اللعب هو طفل محروم من السعادة، وهذا الشعور يسيء اليه ويجعله انطوائياً، متمركزاً حول ذاته، عاجزاً عن التركيز، فاتراً في العلاقات التي تتطلب المشاركة مع الآخرين، كما إن حرمان الطفل من اللعب، يحوّله الى فردٍ إنسحابي وأنانيّ وسلبي المعشر.
من اللعب يتزوّد الطفل القدرة على التركيز والإنتباه.. وهو مجال خصب لتعلّم الفنون التي تبلور إدراكه وتصقل خياله وتساعده على تكوين قاموسه المعرفي والوصول الى مستوى متقدم من المهارة والإبداع.. صحيح ان اللعب ضروري لإيجابية التكيّف عند الطفل وأنه يشكّل دوراً كبيراً في ثباته الإنفعالي، ولكنه ايضاً يوجب الحذر وانتباه الأهل. لأن لعب الأطفال يتخذ شكلاً عشوائياً في الأشهر الأولى من عمرهم، حيث يُظهر الطفل حماسة كبيرة للعب واللهو ويعبث بكل ما يصل الى متناول يده من أشياء وأدوات، وقد تكون حادّة ومؤذية وهذا يشكّل خطراً على سلامته، وعلى الأم أن تكون حذرة وأن تترك طفلها في مكان خالٍ من أي مخاطر، مثلاً، أشياء صغيرة يستطيع أن يلتقطها بسهولة ويضعها في فمه، أدوات حادّة، مواد سامة... عقاقير أدوية، مساحيق تنظيف.. وغير ذلك مما قد يؤذيه.
وننصح الأهل بشراء الألعاب التي تناسب عمر الطفل ليلهو بها: كالألعاب المصنوعة من البلاستيك، دُمى من القماش الناعم، كرة خفيفة تناسب حجم يده وقدرته على الرمي، والألعاب التي تدور مع موسيقى ناعمة وغيرها من الألعاب المشابهة التصنيع التي تجذب الطفل وينشغل بها من دون أن يتأذّى. ومما يلفت النظر، أن التذوق الفني يظهر بشكل مبكّر لدى الأطفال، فالصغار ينجذبون منذ الأشهر الأولى للأشياء البرّاقة والألوان الزاهية الوهّاجة، ويطربون لسماع الموسيقى والغناء، وينفرون من الضحيح والأصوات العالية والرائحة الكريهة.
مهارة الإدراك الحسّي بين عمر السنة والثلاث سنوات يكتسب الطفل مهارة الإدراك الحسّي، ومهارة الإنتباه، والنطق والتفكير والخيال وهذا يجعله أكثر تعلّقاً بالألعاب التي تسمح له بالإكتشاف والإختبار، فنجده يُقبل على اللعب بحماس ظاهر ويستحسن في هذه السن أن نختار له الألعاب التي تنمي خياله وتشحن ملكة الإبداع لديه: دفاتر رسم نترك له الخيار بتحديد ألوانها، وتشجيعه على ابتكار رسوم من وحي خياله، ألعاب «بازل» (Puzzle) بسيطة وسهلة، وألعاب خشبية تركيبية تناسب سنة وقدرته على التركيز، لأن الطفل في هذا العمر يكون في بداية مرحلة التطور الذهني ويسأم بسرعة من الألعاب المعقّدة. وفي المقابل، قد يلجأ الطفل لأدوات واقعية، مثل هاتف حقيقي، أو وهمي مستعملاً اداةً ما على أنها هاتف ويمثل أنه يتحدث إلى شخص ما ويطلب منه أمراً يرغب به. وفي هذه السن يفيد اللعب النمو العضلي ويطلق الطاقة العصبية ويمنح الطفل الإحساس بالرضى.
ومن عمر الى عمر تختلف أوجه اللعب فنجد الطفل بين سن الرابعة والتاسعة وقد بدأ بالتدريج يكوّن أصدقاء اللعب، وهنا تظهر الأهمية الإجتماعية للعب، حيث يتعلّم من خلاله بعض العادات الإجتماعية التي تظهر في سلوكه مثل: أصول اللعب ومراعاة ادوار الآخرين واحترامه لأفكارهم، وتظهر روح التعاون لديه ويميل الى النشاطات الرياضية التي يجد فيها لذة كبيرة عدا كونها وسيلة لتجديد النشاط والترفيه.. وفي هذا العمر منافع اللعب كثيرة ويجب أن نوفّر للطفل العاباً مختلفة فالتنويع في اللعب مهم جداً لأنه يعلّم الطفل حُسن التمييز.. وهنالك ايضاً مواد للعب أكثر مرونة للتعبير وتعد من الأنشطة الفنية. مثل: اللعب بالرمل، فالطفل هنا يستخدم خياله لصنع طرقات وهضاب ونماذج اخرى... انه يحب معالجة المواد السلسة عن طريق ضغطها ودفعها وجذبها، الخ... كالصلصال والشمع، وعجينة الورق... وكلها وسائل جيدة لأنها توجد احتكاكاً مباشراً بينه وبين المادة حين يبتكر الأشكال. أما الرسم والتلوين فمن الأنشطة التي تهيء الظروف لحصول الطفل على خبرة حسّية - فنية تسمح له بالتعبير الحرّ وينطلق معها الى عالم الإبداع والتميّز. والملفت ان الطفل يشعر بسعادة حين يعرض انتاجه الفني على الغير ويأسره الإحساس بالفخر والإعتزاز وكأنه قد أنجز عملاً لا يستطيع أن ينجزه أحد سواه،. وهذا يدلّ على ثقة الطفل بنفسه وقدرته على الإبتكار.