عصفور من الشرق - توفيق الحكيم

عصفور من الشرق

توفيق الحكيم

عصفور من الشرق - توفيق الحكيم Rcc_b7b54e77f4a39cd52dd8d3eadef500

Knižní tip
توفيق الحكيم عصفور من الشرق
فى رائعته المشهورة " عصفور من الشرق " التى ترجمت ونشرت بالفرنسية طبعة
أولى عام 1946 ، ونشرت طبعة ثانية فى باريس عام 1960 ، يسجل توفيق الحكيم
وقائع رحلته وإقامته فى باريس ، فالرواية فى حقيقة الأمر ليست سوى قصة
حقيقية للأديب ذاته ، فبطل الرواية " محسن " ما هو إلا توفيق الحكيم ،
ووالد البطل ما هو إلا والده الذى كان يعمل مستشارا ، وأراد لابنه أن يصبح
محاميا فأرسله الى باريس لدراسة الحقوق والآداب ، فاذا بالفتى ينحى منحى
مختلفا ويُيمم وجهه شطر الفن الذى وجد فيه ما روى روحه الظمآنة . ملخص أحداث الرواية
تدور أحداث الرواية حول الفتى " محسن " الذى يرتحل إلى باريس ؛ لكى يدرس
الحقوق والآداب حتى يتسنى له أن يصبح محاميا تنفيذ الرغبة والده المستشار ،
ولكن الفتى ينبهر بباريس- مدينة الفن و الحب والجمال – ويدير ظهره بأكمله
لدراسته ، بل ونراه يتردد على دور العرض والمسارح . وخلال إقامته فى
باريس يتعرف " محسن " على " أندريه " وزوجته "جرمين " وسرعان ما تنشأ
علاقة صداقة ويتخذ الفتى من منزل والدى صديقه القاطن فى الريف مسكنا له ،
وهناك يتعرف " محسن " على والد ووالدة صديقه وكذلك على " جانو " ابنه .
ويقع محسن فى حب فتاة فرنسية فاتنة ، هى عاملة فى شباك التذاكر بمسرح
الأوديون ، ويتعلق قلبه بها حتى أنه يقضى الساعات الطوال على مقهى بجانب
المسرح ويستسلم لشروده وخواطره وغوصه فى بحار التأملات ، بين عالمه الشرقى
الذى تركه والعالم الغربى الذى ارتحل اليه . ويعرض محسن مشكلة حبه على
صديقه وزوجته فينصحانه بأن يبتاع لها زجاجة من عطر هوبيجان أو طاقة من
الزهر ويكون قد أحسن صنعا إذا ما دعاها لتناول العشاء فى مطعم أنيق ، ولكن
محسن بفكرة وتقاليده الشرقية يرفض ذلك معللا أنها تستحق ما هو أغلى من
زجاجة عطر أو باقة زهور . وتتطور الأحداث فإذا بالفتى يعزم على معرفة
محل إقامتها محتالا فى ذلك ثلاث حيل تخفق أولاهما وتنجح الثالثة وعندما
يعلم أنها تقطن حجرة فى فندق " زهرة الأكاسيا " إذا به يلملم حاجياته
ويغادر منزل والدىّ صديقه غير عابئا بالأخطار مضحيا فى ذلك بالغالى والنفيس
وينجح الفتى فى أن يحصل على حجرة فى هذا الفندق وتشاء الأقدار أن تصبح
شرفة حجرته تعلو شرفة حبيبته التى يتمكن من معرفة اسمها وهو " سوزى " بعد
محاولات مضنية من موظف الاستقبال ، كما يعرف أيضا أن الفتاة تسكن بمفردها
لان الحرب الكبرى قد فرضت على الجميع الخروج للعمل واللهث من أجل الحصول
على لقمة العيش لا فرق فى ذلك بين شاب وفتاة . وأخيرا يتمكن الفتى من جذب
انتباه الفتاة عن طريق ببغاء صغير أرسله إليها كهدية وكعرفان بجميلها
لأنها دفعت له ذات مرة حساب غسيل وكى ملابسه فى الفندق ، ويعقبه ذلك
اعترافا بحبه للفتاة وتتوالى اللقاءات والدعوات فى المطاعم ولكن إذا بالحب
ينقلب الى الغدر وإذا بسهام الوله تنقلب لخناجر مسمومة تخترق قلب الفتى
وتهيض روحه واذا الفتاة تنقلب فجأة على الفتى الشرقى وتهمله من أجل رئيسها
فى العمل " مسيو هنرى " ، ويحاول الفتى عبثا أن يعيد العلاقة من خلال خطاب
أرسله لها ليعرف سبب القطيعة ولكن هيهات فقد ذهب الحب إلى غير رجعه .
وخلال تلك الفترة يتعرف محسن على عامل روسى يدعو " ايفانوفتش " ويأنس
بصحبته . يعانى العامل الروسى من فقرة وبؤسه وشقاء عمله وعدم المساواة فى
المجتمع ، ويعانى كذلك من الغرب ونظرياته وأوروبا ومعتنقاتها الفكرية التى
جعلت الناس يلهثون من أجل لقمة العيش . والعامل الروسى لا يؤمن بأى ديانة
ولكنه يعكف على دراسة القران والإنجيل والتوراة ليكتشف الحقيقة بعقله
الواعى المثقف ويشفق عليه محسن ويحاول أن ينتشله من يأسه ولكن " ايفان "
الذى أصبحت نفسه تهفو الى الشرق قد عزم على السفر ليغذى روحه من مفاهيم
السماء والجنة والخيال ، تلك المفاهيم التى حرمت أوروبا منها الناس ولكن
حلم العامل الروسى لايكتمل ويموت موصياً محسن أن يكمل حلمه ويسافر الى
الشرق حاملا معه ذكراه وحده . النقد والتحليل
تعد الرواية انعكاسا واضحا ودقيقا لحال المجتمع الفرنسى الفقير فى ذلك
الوقت والرواية لا يمكن أن يكمن مغزاها فى قصة حب فاشلة وإنما فى براعة
إبراز الصدام بين الشرق والغرب من حيث العادات التقاليد وطريقة التفكير
وتقدير قيمة الوقت بل وأيضا فى النظريات المتبناة . فالرواية تقفز بنا
الى فكرة بعيدة عن الأذهان يتخيل فيها الحكيم أن أوروبا ما هى إلا فتاة
شقراء فاتنة نتجت من تزاوج كلا من أفريقيا واسيا ولكن تلك الفتاة لعوب
غريرة تبنت نظريات أدت إلى قيام حضارات على أنقاض وأشلاء حضارات أخرى .
يعرض الحكيم وجهة نظرة من منظور ورؤية العامل الروسى " ايفان " الذى يعانى
من الفقر والبؤس ولكنه مع ذلك يمتلك عقلا ناضجا واعيا مثقفا استطاع من
خلاله أن يرصد ويحلل ويكشف حقيقة النظرية التى تنبتها أوروبا ألا وهى
الرأسمالية والمادة التى تحكمت فى المجتمع وجعلت الناس فى حالة تعجل ولهث
دائم وراء العمل من أجل الحصول على المال ،لا فرق فى ذلك بين شاب وفتاة ،
مما أدى الى انهيار معنى الأسرة وظهور مشكلة الدنيا التى لم تحل وهى " وجود
أغنياء وفقراء وسعداء وتعساء على هذه الأرض " ولكن الشرق استطاع أن يحل
المعضلة يوما ما عن طريق الأنبياء والرسل . فأنبياء الشرق قد فهموا أن
المساواة لا يمكن أن تقوم على هذه الأرض لذلك أفهموا الناس بأن هناك " جنة
الأرض " و " جنة السماء " فمن لم يحظ بالمساواة فى الحياة الدنيا وعاش فى
فقر وتعاسة ، فلا يحزن لأن حقه محفوظ فى جنة السماء ولكن هذه المبادئ لم
تستمر مما جعل العالم يغلى فى أتون مضطرم . فالغرب حاول أيضا أن يكون
له أنبياؤه الذين " يعالجون المشكلة على ضوء جديد " ، ولكن الضوء منبعث هذه
المرة من باطن الأرض لا آتيا من أعالى السماء ، هو ضوء العلم الحديث ،
فجاء نبيهم " كارل ماركس " ومعه إنجيله " رأس المال " حيث أراد أن يحقق
العدل على هذه الأرض ، فقسم الأرض فقط ونسى السماء ، فكانت النتيجة أن أمسك
الناس بعضهم برقاب بعض ، ووقعت المجزرة بين الطبقات تهافتا على هذه الأرض ،
فالغرب ألقى قنبلة " المادية والبغضاء واللهفة والعجلة " يوم أفهم الناس
أن ليس هناك غير الأرض وأخرج السماء من الحساب ؛ لان علم الاقتصاد الحديث
لايعرف السماء ، إلا أن تلك النظرية غايتها الأساسية التغرير بالعمال
والفقراء ؛ لأنها محت من حياة الناس زهرة " الصبر والأمل " ، فإما أن تصارع
وتعمل من أجل الحصول على المال والاستمتاع بالحياة ، وإما أن تحيا فى فقر
وتعاسة ولا سبيل للتعويض ، مما أدى الى انتزاع محبة الناس لبعضهم البعض .
والعجيب أن هذه النظرية وتلك المبادىء قد وجدت لها صدى مسموعا ؛ لان الغرب
تعلم من طرق أنبياء الشرق وأساليبهم ، فالأنبياء لا يلتف حولهم الا الفقراء
والضعفاء والساخطين والمتذمرين والمعوزين والأرقاء والعبيد ، وهذا ما سار
الغرب على نهجه فاستمال طبقة العمال والفقراء ، وملا رؤوسهم بكلام زائف أدى
الى شقاؤهم وتعاستهم ، مما أدى الى الحروب التى تناثرت فيها الجثث ،
وتطايرت فيها الأشلاء ، فالغرب قد جرد العالم الأرضى من مفاهيم السماء
والجنة والخيال . هذا هو بيت القصيد الذى أراد لنا الحكيم أن نعيه ونفهمه ،
واستطاع أن يعبر عنه بمقدرته الفذة من خلال قصة الحب الفاشلة التى ساقها
كدليل على فكرته ، فما حدث مع " محسن " ليس إلا صورة مصغرة لما حدث مع
المجتمع ، وليس إلا انعكاس للمبادىء الجديدة التى اعتنقها الناس ، وهذا ما
دفعهم للتكالب على العمل والتضحية بكل غالى ونفيس ، وهذا بالضبط ما فعله "
محسن " تماما حينما أعجب بالفتاة الفرنسية وجذبه جمالها فعمل على إرضاءها
بكل السبل ، فإذا به لم يجن سوى الشقاء والتعاسة تماما مثلما اكتشف الشعب
أن مبادىء النظرية الماركسية تهدف إلى التغرير بهم ، فأصابهم اليأس والحزن
وعاشوا فى شقاء مستمر ، وخرجوا من المعركة أصفار الأيدى ، وهذا هو ما دفع
العامل الروسى إلى تصوير أوروبا بأنها " جميلة رشيقة ذكية ، لكنها خفيفة
أنانية لا يعنيها الا نفسها واستعباد غيرها " وهنا قاطعه محسن قائلا
كالمخاطب نفسه " نعم أنانية لاتعرف غير حياة الواقع ولا يهمها شقاء الآخرين
ولا تحب الحياة إلا فى .... الحياة " . على أن البعض يظن ويعتقد أن
أوروبا قد وصلت بالعلم البشرى الى قمم لم يصل إليها ،ولكن الحكيم يعترض على
ذلك ويقول منتقداً على لسان العامل الروسى : ان العلم " علمان " : العلم "
الظاهر " والعلم " الخفى " وأن أوروبا حتى اليوم طفلة ، تعبث تحت أقدام
ذلك " العلم الخفى " ، الذى كانت حضارات أفريقيا واسيا قد وصلت به حقيقة
الى قمم المعرفة البشرية ... أما العلم " الظاهر " وحده فهو كل ميدانها ،
كل هذا العلم الحديث الذى يبهرنا ، ليس فى حقيقته غير " طريقة " و " أسلوب "
! نعم ، إن الجديد حقا فى العلم الأوروبى الحديث هو " أسلوب " التفكير
المنتظم و" طرائق " البحث العقلى المرتب ، أما أكثر من ذلك فلا . إن قمم
المعرفة البشرية هى فى مجاهل ذلك " العلم الخفى " الذى لم يدخل قط عقل
أوروبا ؛ لان وسائلها لا تهيئها إلا لفهم مظاهر الحياة السطحية ، إن عين
العلم الأوروبى لاتقع دائما الا على سطح الأشياء . وهكذا قدم لنا الحكيم
قضية الفكر الأوروبى ومبادئه ونظرياته وموقفه من العالم بما ساقه من قصة
الحب ، ولكنها بالطبع ليست للحب ذاته ، وإنما ليقرب لنا صورة المجتمع آنذاك
الذى فقد بسبب تبنيه الفكر الماركسى الرأسمالى أسمى معانى الحياة ألا وهو
الحب ، وهكذا أراد الحكيم أن يوصل لشبابنا المنبهر بالغرب وحضارته رسالة
فحولها أن أوروبا ليست سوى طريقة وأسلوب .

حمل من هنا

عصفور من الشرق - توفيق الحكيم 30_12_1213568613711

يسلمو ايديك صديقي بكذب عليك لو حكتلك اني قرائتها

لنها بدها واحد يكون معطل من الشغل

يسلمو ابو جالود الجميل

دائماً متألق في طرحك
واختيارك
ابدعت في طرحك
الف شكر جالودي
في انتظار المزيد من جديدك

جاري التحميل........... عصفور من الشرق - توفيق الحكيم 532204

............

ربي ساّمِحني عِندَمَاّ أَحزَن عَلّى شَيء أَرَدَتَـُه
وَ لَم تَكتُبُه لِي....

» عصفور ....؟
» عصفور
» عصفور طل من الشباك
» عصفور محشش
» عصفور متحرك