السعودية التي تبرعت بـ 250 مليون دولار لكاترينا، تفتح دعوة للتبرع لمنكوبي سيول جدة
أبدى عدد من السعوديين استياءهم من الدعوة التي أطلقها مسؤولون
وجمعيات خيرية للتبرع للمتضررين من سيول جدة، في الوقت الذي تتصدر السعودية
بلدان العالم من حيث حجم تبرعاتها لإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية
حول العالم.
وتساءل مواطن سعودي رفض الكشف عن اسمه لـوكالة "يونايتد برس
انترناشونال" عن سبب الدعوة للتبرع لمتضرري السيول في جدة مع العلم ان
المساعدات الرسمية السعودية وصلت إلى "أصقاع الأرض".
ومن المعروف أن شركة أرامكو السعودية قامت ببناء 150 فيلا سكنية
للمتضررين من إعصار كاترينا عام 2005 في مدينة نيو أورليانز الأميركية.
وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة الخاصة بكارثة كاترينا فإن المملكة قدمت
مساعدات بلغت أكثر من 250 مليون دولار لمنكوبيها وهو أكبر تبرع يأتي من بلد
خارج الولايات المتحدة لهؤلاء المتضررين.
وجاء في تقرير لصندوق إغاثة الكوارث الطبيعية التابع للأمم المتحدة أن
السعودية تتصدر جميع البلدان الأخرى بالنسبة لحجم التبرعات التي تقدمها
لإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية.
أين اموالنا؟
وكتب سعودي في أحد المنتديات على الإنترنت تعليقاً على دعوة التبرع
التي وصلته عبر الهاتف النقال "أحسست بغصة عندما وصلتني دعوة التبرع.. فهل
عجزت ميزانيتنا عن استيعاب الجراح الجداوية (نسبة إلى جدة)".
وتابع "أهل جدة منا ونحن منهم.. فوالله إنه لعيب أن يستجدى لهم وخيرنا
وصل لولايات أميركا وبنت أرامكو (شركة النفط السعودية) منازل كثر
للأميركان ومرت خيراتنا على بلدان كثيرة، فلماذا تقصر عن جدة وميزانيتنا
بخير والحمد لله والبترول الآن وصل لـ100 دولار".
وكتب اخر يقول "ترى.. لماذا لا يبعث الله بمديري شركة ارامكو السعودية
إلى مدينة جدة وضواحيها بدلاً من شمال هيوستن لبناء بيوت ولو من القش
لفقراء السعودية ممن يعيشون على المزابل في جدة وغيرها".
ويشعر سكان جدة بالقلق نتيجة اختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي
وارتدادها على المنازل نتيجة عدم اكتمال شبكة الصرف الصحي التي سبق الإعلان
عن البدء في تنفيذها منذ ما يزيد عن الثلاثين عاماً مما ينبئ بكارثة بيئية
خطيرة قالت مصادر طبية سعودية انه قد يصعب السيطرة عليها إلى جانب تراكم
النفايات وتكدسها في المنازل.
ورصدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الجمعة الماضي وجود أسر متضررة
في جدة لم يتم تقديم الخدمات الإنسانية لها من مأوى ومأكل وملبس في حي
البغدادية الراقي في جدة وغياب الدفاع المدني عن الحي وبالتالي عدم تلبية
احتياجات السكان.
وقال عضو الجمعية معتوق عبد الله الشريف "هناك منازل طمرت بالسيول
وأخرى انهارت أجزاء منها إضافة إلى أن اكثر المتضررين لا يجدون ملابس
لأطفالهم بعد أن قضى السيل على كل شيء".
وبدأت في السعودية خلال اليومين الماضيين عدة جهات معظمها جمعيات
خيرية ومواطنون بجمع التبرعات العينية لمتضرري كارثة جدة وتزامن ذلك مع
إعلان الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أنها غير مسؤولة عن أضرار
أمطار وسيول جدة الأخيرة التي تسببت بسقوط عدد من الضحايا إضافة إلى خسائر
كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.
ونشرت الرئاسة على موقعها الإلكتروني تقريراً شاملاً عن تحذيراتها
وبلاغاتها وتوقعاتها حول أمطار إضافة إلى صور التعاميم والمخاطبات الرسمية
التي تمت مع الجهات المعنية، مشيرة إلى أن تحذيراتها بدأت قبل العاصفة
الممطرة بأربعة أيام، وأكدتها قبل الحالة بـ 24 ساعة، فيما أًصدرت في يوم
العاصفة 11 تحذيراً أحمر.
وكان مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة بمحافظة جدة التابع
للمديرية العامة للدفاع المدني اللواء محمد بن عبدالله القرني أوضح أن
ضحايا سيول جدة الأخيرة بلغ 10 قتلى و114 مصاباً و6 مفقودين، فيما وصل عدد
الأشخاص الذين تم إيواؤهم 21300 عن طريق لجان الإسكان المكونة من الدفاع
المدني ووزارة المالية ولا زالت عمليات الإيواء مستمرة على مدار الساعة.
واعتقلت السلطات السعودية الجمعة الماضي في جدة عشرات المتظاهرين
الذين تجمعوا للاحتجاج على سوء حال البنية التحتية بعد أن اجتاحت سيول
جارفة ثاني اكبر المدن السعودية وقدرت مصادر رسمية عدد المعتقلين بنحو مائة
شخص.
وجاء الاحتجاج بعد أن حثت رسائل جماعية عبر هواتف بلاكبيري سكان جدة
على الانضمام للمظاهرة في خطوة غير معتادة في هذا البلد النفطي في وقت
تنتشر فيه الاضطرابات المناهضة للحكومات في العالم العربي.