أردت أن تكون شخصية جذابة:
نصادف أحياناً في حياتنا أناس يملكون علينا عواطفنا وننبهر بهم ،أينما اتجهوا تلتف الأنظار نحوهم ، يتمتعون بشخصيات جذابة تؤثر فيمن يخالطونهم ، وكل منا يتمنى أن يمتلك مثل هذه الشخصية .
وفي كل شخص منا رغبة في الاستئثار ونيل إعجاب الآخرين واستحسانهم ، والاستحواذ على ثنائهم، وهناك أناس يبدو عليهم أنهم من ذوي الشخصية المحبوبة و قد تحظى بإعجاب الناس ، ولكن مثل هذا الإعجاب يتبدد كالدخان في الهواء ، إذا لم يسانده جمال الروح ، واهم عنصر في جمال الروح هو الجاذبية والحضور، وبالطبع هناك مقومات أساسية لتلك الشخصية الجذابة و أهمها:
"""أولاً – في المظهر :"""""
لأن الشكل أول ما يجذب العين ، ويكون بمثابة تذكرة المرور إلى القلوب لذا كان لا بد من أن نضعه في بداية أولوياتنا .. وأن نوليه القدر الكافي من الاهتمام ، وبطبيعة الحال أنا لا أعني هنا الخلقة فليس بمقدورنا تغييرها ، لكن أقصد الشكل الذي نظهر به أمام الناس.فكم رأينا أناسا دميمي الخلقة ..ولكنهم ينالون إعجاب الجمهور ..وتبحث العيون عنهم ..وإذا جلسوا في مكان تتجه إليهم القلوب والأبصار ..ذلك أنهم اهتموا بجمال المظهر والجوهر .فكان في مظهرهم الأناقة ..وفي جوهرهم النقاء والصفاء .
**ونعني بجمال المظهر :**
1-الأناقة وحسن الهندام..بحيث ترى أنهم يلبسون مما يوافق مزاج الناس وحسهم الجمالي ..من حيث تناسق الألوان ..ومن حيث طبيعة اللباس ..وبساطته ..
2-الاهتمام بالنظافة الشخصية كالأظافر والشعر والثياب والجسم.. والعناية بالشكل..والإنسان بطبعه يميل لقبول النظيف وينفر من الأوساخ
3- الحرص على وضع عطر هادئ وجميل، لأن أغلب العطور الفواحة تسبب الصداع وتثير عند البعض الحساسية وبالتالي تشعر من تجالسهم بالضيق، إضافة إلى أن العطور الفواحة - فضلاً عما ذكر - لا تصلح للمجالس والأماكن المغلقة .
والعطر احد معالم الشخصية الجذابة المهمة ..
4-علينا أن ندرك أنه ليس شرطاً أن يرتدي أحدنا أغلى الملابس ويبتاع أثمن العطور ليحقق هذه الغاية ، لكن يتم ذلك من خلال الاهتمام بالتناسق بين ألوانها حتى وإن اتسمت بالبساطة ورد بالأثركونوا كالشامة بين الناس)
5-حاول أن تبدو مبتسماً هاشاً باشاً ، فالابتسامة تعرف طريقها إلى القلب ولا تتعارض أبداً مع الوقار ، على العكس تماماً من الضحك ..والابتسامة مجهودها بسيط ولكن مفعولها في القلوب كبير ..وزمنها قصير ولكن مفعولها باق ومديد .
الابتسامة الصادقة تعبر عن شخصية سوية، بينما التجهم وهو تعبير عن شخصية مريضة من الحقائق التي لاحظها العاملون في حقل العلاج النفسي أن هناك علاقة كبيرة بين بعض الحركات التي تظهر على قسمات الوجه وبين السلامة النفسية أو المرض مثل تقطيب الجبين وزم الشفاه وتقليص الجفون ونحو ذلك .
ويضيف العلم قائلاً: عندما يبتسم الإنسان تشترك في وجهه ثلاث عشرة عضلة، ولكن في حالة عبوسه تقوم بالعمل سبع وأربعين عضلة!!
فالمتبسم يريح وجهه ..والعابس يرهق عضلات وجهه…!!
ويذهب العلماء المختصون إلى أن الشخص المبتسم يتمتع أيضًا بنبض سليم ومتزن وأن الابتسامة تساعد على تخفيف ضغط الدم وتعتبر وقاية من أمراض العصر.
يقول الإمام ابن عيينه: [والبشاشة مصيدة المودة، والبر شيء هين وجه طليق وكلام لين].
-------->ثانياً - في المجالسة :
""""عندما تجلس مع أحد حاول بقدر الإمكان أن :""""
1-تتوجه إليه بكل اهتمامك ولا تتشاغل بالنظر إلى الأرض ، ولا تحرص على الالتصاق به، فقد يكون معك ما ينفره منك، وقلل من الحركة والالتفات فهي دليل انك متضايق من مجالسته ، وانتبه لكل حركاتك لأنك قد تغفل وتقوم ببعض العادات السيئة ..مثل النظر بالساعة باستمرار مما يوحي له أنك تستثقل مجالسته ..أو العبث بأوراقك الخاصة التي في جيبك ..أو أمثال ذلك.
2- وحاول أن تجعل كل تفكيرك في حديث من يقابلك فقد يسألك عن نقطة ولا تستطيع الإجابة عليها فيأخذ ذلك على أن حديثه ممل ولا يروق لك ..ولذلك لا تصرف نظرك عن محدثك ..بل اقبل عليه بوجهك ..وأشعره أنك متأثر ومهتم بكلامه …واهتمامك يظهر في عيونك وجلستك وتحركاتك.
3 - عند الزيارة حاول بقدر الإمكان أن تكون خفيفاً ، وألا تطيل البقاء خاصة إن كنت أنت الزائر الوحيد أو الغريب في مجتمع عائلي أو متجانس ، وعليك أن تختار الأوقات المناسبة للزيارة ، وأن تكون قدر الإمكان بدعوة ..أو موعد مسبق ، حتى ولو رأيت استحسانه لمجالستك لا تكثر من زيارته إلا إن دعاك حتى لا تبدو شخصاً مزعجاً مملاً يندم على أنه تعرف إليك ، كما يجب عليك ألا تجلس إلا في المكان الذي يختاره لك.. فإذا أشار عليك بالجلوس في مكان من أركان البيت فلا تعتذر وتظل جالسا حيث تريد ..لأنه أعلم بعورة بيته وما يريحه .
4-حاول عدم استخدام هاتفك المحمول بإجراء اتصالاتك أثناء اجتماعكما ، وألا تستخدمه إلا لضرورة أو للرد على اتصال بهدوء وصوت منخفض وأن يكون الرد بشكل مقتضب، ولا تمد يدك لتستخدم هاتفه إلا لضرورة وبعد استئذان.
5-لا تقاطعه لتستأذن بالانصراف أثناء تحدثه معك ، وإذا استأذنت لا تتحدث بأي شيء سوى الإطراء لجميل ضيافته لك ، وعليك ألا تتحدث أمامه عن أحد بما يكره ، ولا تظهر أخطاءه أو هفواته أمام أحد فهذا سيعطي انطباعاً عنك بأنك غير جدير بأن يدعوك أحد لمنزله .
6-إن حدث ودعاك للطعام..لا ترفق أحداً معك لم يدعه إلا إن أذن به .. لا تستعجله بإحضاره ، وإن أُحضر لا تكثر من الأكل حتى وإن كنت جائعاً ، ولا تأكل بسرعة ، ولا تتحدث وبفمك طعام ، وإن قدم لك القهوة أو الشاي احرص ألا تشرب إلا بعد أن يشرب هو من كوبه فقد يكون فيه ما تكره فيقع في حرج شديد .
7- حاول بقدر الإمكان عدم النظر لهيئة المجلس وأثاثه بحضوره ، وابتعد عن الفضول بقراءة ما حولك من صحف ومجلات وأوراق ، ولا تمد يدك لأي شيء مما تقع عليه عينيك فهذه صفات ذميمة .
8-حاول أن تكون معتدلاً في جلوسك، فبعض أوضاع الجلوس تعبر عن سوء الأدب، ولا تمد رجليك في حضرته ، ولا تضع رجلاً على رجل .
9-عند بداية الحضور لا تسابقه إلى الدخول ، وعند الانصراف لا تخرج قبله لتمنحه الفرصة في أن يصلح من شأن مكان مرورك .
10عود نفسك على السيطرة على تصرفاتك والابتعاد عن العادات السيئة كالعبث في الأسنان والأذنين والأظافر والأنف ، فهي أعمال منفرة تثير الاشمئزاز والاستقذار، وحاول ألا تظهر التثاؤب وإن لم تستطع فأبقِ فمك مغلقاً أو غطه بيدك، فالتثاؤب صفة مذمومة شرعاً وعرفاً ، وفتح الفم حالة غير محببة.