**في لحظة صفاء مع النفس**
في لحظة صفاء مع النفس تذكرت زمناَ مررت به أو مر بي تسألت أين ذهبوا ؟
نعم كانوا بيننا يعيشون ومعنا يأكلون وفي دلجة الليل يسمرون وفي لحظة
توقفوا لم يعدو حولنا لم نعد نشاهدهم نتساءل...أين ذهبوا؟ أين سكنوا.
قبل لحظه
أو سويعة كانوا بيننا يضحكون ويتهامسون , يمنيهم الأمل للغد البعيد ولكنهم
رحلوا .
نعم أنهم رحلوا للدار الأخره لقد صعدت أرواحهم لــ بارئها ودفنوا ونحن من
واريناهم الثرى , هم أحبابنا وإباءنا وأمهاتنا وإخواننا ولكننا أسدلنا بيننا
وبينهم التراب وتركناهم في ظلمة القبر ووحشته , لا ونيس يؤنسهم ولا
جليس يحاكيهم ,لم نترك معهم شيء حتى ثيابهم خُلعت وكسوناهم (بكفن)
أموالهم وأولادهم مع أزواجهم عادو ولم يبقى معهم إلا العمل هو من ينجيهم
بأذن الله إن صُلح ويرفعهم إلى أعلى الدرجات .
قُل لي أنت يا من تنعم بالحياة ,ماذا أعددت لهذا اليوم المنتظر؟
هل فكرت لحظه بمصيرك (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
الشهور تمضي والسنين تطوى ونحن غافلون لأهون بمتاع الدنيا,متناسين اليوم
الموعود يوم الفصل بين العباد يوم تجزى كل نفس بما عملت ,من الرابحون
ومن الفائزون برضوان الله ومن الشقي ومن السعيد.
أخي في الله والله أن الزمن يسير ونحن غافلون ويمضي ونحن لأهون بمتاع الدنيا
نشتري ونبيع نظلم هذا ونأكل حق هذا ونهتك عرض هذا وبعدها نتفاخر بكل ما نقوم
به متناسين حق الله علينا وحق عباده.
الوقت لا يرحم ,والتمني لا يجلب المستحيل ,لا تقل غداً سأتوب ,فالموت ليس له وقتاً
معلوم, أو بعد غد سألتزم فالأجل محتوم ولكن أعزم ومن هذه اللحظة على السير على
الصراط المستقيم والابتعاد عما يغضب الله عز وجل , لاتجعل للشيطان عليك سبيل,
جاهد نفسك على الطاعة وأعنها على ترك المعاصي , كلنا نخطيْ ولكن خير الخطاؤن
التوابون , كلنا نطلب الرفعة في الدنيا ولكن ليس على حساب أخرتنا , كلنا نطلب الرزق
ولكن ليس كلنا يفرق بين الحلال والحرام .
أموال طائلة وقصور فاخره وجاه وعز ولكنها كلها ستبقى خلفك فهل عرفت حق الله فيها
هل عطفت على مسكين أو تصدقت على يتيم
لماذا لاتكفل يتيما؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة
وأشار بالسبابة والوسطى)
لماذا تحرم نفسك هذا الأجر العظيم .؟ وهل هناك صحبه خير من صحبة خير البشر
في الجنة.!
تصدق ولو بالكلمة الطيبة فالكلمة الطيبة صدقه, أنظر لمن حولك زوجك أخوتك
أقربائك أسدي لهم النصيحة فالدين هو النصيحة
حب لأخيك المسلم ماتحب لنفسك , تغلب على شهواتك ونزواتك فأنها من الشيطان,
قل خيراَ أو أصمت فالخير يقربك الى الله درجه والصمت( حكمه) .
دع من يسخر منك للزمن فهو كفيلاَ به ليريه صوابه , سر على بركة الله ولا تلتفت للخلف
وأجعل مخافة الله بين عينيك , لاتقول رزقي ينقطع فالله كفيلاَ بك وبهم توكل عليه في قرارت
نفسك بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين , جاهد في والديك فأن لهم الفضل بعد الله في وجودك
وتربيتك ( وأخفض لهم جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا )
عندها ستفوز بأذن الله برضوانه وجنته .
أخي فالله أسئلةَ موجه إليك :
ماذا لو قيل لك بعد شهر من ألان ستموت .؟ ماذا أنت فاعل.؟
هل ستنام ليله .؟ أو تأكل طعام .؟ بماذا تفكر.؟ قل لي هل تفكر في الأولاد أم الأملاك
أم يوم الحساب ولحظة أنزالك في وحشة القبر وظلمته.؟
أسأل نفسك ماذا قدمت لهذا اليوم , عندها ستتوجه الى الله ليل نهار وتبذل في سبيله
بكل ما تستطيع من صلاه وصيام وقيام وعباده...الخ.
لماذا لايكون هذا اليوم حاضر معك في كل لحظه .؟
أنها تساؤلات وتريد الاجابه... هل عرفتها...
نعم سأجيبك.. أنه النسيان وطول الأمل ,فالنسيان نعمه من الله ولكنه نقمه !!!عندما ينسينا
حق الله علينا .
فأجعل قلبك وعقلك معلقان بالله عندها لن تندم وسيجزيك الله خير الجزاء .
والله من وراء القصد .