اباءٌ وحذاء

التاريخُ بالعظماءِ حافلٌ
والمسيرُ بالبيداءِ جحافلٌ
والسائر بالفضاء قد وصل
وعانقت النجوم برهبةٍ زُحل
حينما وربما غابت شمسنا
عندما إنما الغدر اغتال الأمل

لكنما سويعة ًمن حينِ مساء
عانقنا رويداً رمشَ الإباء
حينَ للجلادِ سددت بسخاء
حينَ للدجالِ وجهت حذاء

يا ابن أمتي من الفرات
يا صرخةً أعادت بنا الكبرياء
جُدت بالكرامةِ لُحيظةَ السُبات
وتَصحو وما جفت دموع الأبرياء

ما امتزجت رمال الصحراءٍ بالذل
ولا رجفت الرياض خوفاً بالظل
ولا صنعاءُ منا خاضعةٌُ خَوفَ الويل
ما كانت عمان إلا قوسُ قُزحِ الرجال
ولا جنين منكم ببعيد يا عدواً مُحتال
عَلِمت ُ الآن أن ضياعَ القدس مُحال
أيقنتُ الآن أن احتضار الصُبحِ خيال
وما ابتسامته كانت إلا خِشيةَ النِعال
واحتراقُ مُروءتِهِ باتت تَهفو للاغتيال

ما القاهرةُ تغفو تحتَ الطلاسم
ولا بغدادُ أمست عقيماً من الصواعق
ولا في سمانا أبرق للفجر سارق
ولا بجسدنا غابت الروح و غارق
إنما سَبح لرب المشارق بالعزة هائم
يرفع هذا الوطن الممتد البيارق
ويمحو ليلهم كنسيمٍ امتزج بالمواسم

أخي يا صاحب الحذاءِ الماسِيْ
يا أخاً من امة لا يمحوها الكيْ
صنعت منه أسطورةَ ذليلٍ خَسِيْ
نَقشتَ له صورا أبهرت كُلَ حَيْ