الحرية لا تمنح بسهولة ولكن تؤخذ عنوة

يحكى
انه في قديم الزمان كان هناك تاجر يعيش في بلاد واسعة ويسافر كثيرا إلى كل
أنحاء الدنيا ليشتري ويبيع,وفي إحدى رحلاته إلى الصين رأى في أحد أسواقها
رجلا يعرض طائرا من نوع نادر أعجب التاجر بالطائر الجميل واشتراه ورجع به
إلى بلده واشترى له خصيصا قفصا من الذهب الخالص.كانت حياة التاجر منذ ذلك
الوقت تدور فقط حول الطائر,ماذا يأكل؟ماذا يشرب؟ لماذا لا يغني ؟وهكذا....
وبعد مضي عدة شهور قرر التاجر السفر مرة أخرى إلى الصين وقبل السفر ذهب
التاجر إلى قفص الطائر وقال له:يا طائري الجميل غدا سوف أسافر في رحلة إلى
بلدك ,فقل لي ماذا أحضر لك من موطنك؟
أحنى الطائر رأسه ثم قال: أريد
حريتي.
ضحك التاجر وقال له:انك أناني.أنا لا أستطيع العيش بدونك,اختر أي
شيء آخر وسوف احضره لك.اطلب وتمنى وأنا أحقق لك ما تريد
قال له الطائر:أذا كنت لا تريد إعطائي حريتي فأرجو عند ذهابك إلى الصين إن
تذهب إلى الغابة وفي مدخل الغابة توجد شجرة ضخمة هي الوحيدة الضخمة في تلك
المنطقة والغابة تقع في الناحية النائية من المدينة وهناك أسروني وأخذوني
إلى السوق وباعوني وأنت اشتريتني, اذهب وقف تحت الشجرة واصرخ لقد أسرو
أخاكم.
وهكذا كان ذهب التاجر إلى الصين وعندما انتهى من أعماله توجه إلى الغابة
وما أن وصل وقف تحت الشجرة الضخمة وصاح قائلا:
لقد اسروا أخاكم...وفي
هذه اللحظة سمع الرجل صوتا شديدا ورأى طائرا ضخما يشبه الطائر الذي عنده
يصرخ ويقع من فوق الشجرة الضخمة,فوجئ الرجل منه وخاف وجرى سريعا وعلم أن
هذا الطائر هو أخ الطائر الذي عنده وقال لنفسه:مسكين لقد مات لم يتحمل
الصدمة؟
رجع التاجر إلى بلده واقترب بصعوبة من القفص وقال للطائر:يا صديقي العزيز
يؤسفني أن أبث لك خبرا سيئا.
فقال الطائر:سيء احكي يا سيدي يحتمل يكون
سيء بالنسبة لك ولا يكون كذلك بالنسبة لي.
قال التاجر:أقسم لك أني فعلت
ما أمرتني به وما أن انتهيت من كلامي حتى سقط أخوك مغشيا عليه من فوق
الشجرة.
عند سماعه هذه الكلمات وقع الطائر مغشيا عليه ,فصرخ التاجر:
ليتني لم
احكي له شيئا كهذا وفتح باب القفص وحاول إفاقة الطائر لكن بلا جدوى.فترك
الرجل الطائر وجرى مسرعا لإحضار الماء ليرشه عليه عله يستيقظ وعند عودته لم
يجد الطائر حيث تركه بل وجده على حافة النافذة يرفرف بجناحيه
ويقول له:هل رأيت يا سيدي الخبر لم يكن سيئا بالنسبة لي لأن أخي أرسل لي
رسالة عبرك أنت من دون أن تدري بشيء يقال: