في الزمن القديم، وفي احدى قرى اليابان،
عاش فلاح اسمه تشانغ كان تشانغ هذا كسولا جدا، يمضى اوقاته بالتسكع على
الارصفة، او السير في الطرقات، و النظر الى ما حوله، وفي احد الايام، و
بينما كان سائرا، لفت نظره جرة ملقاه على قارعة الطريق، فاقترب منها .. و
عندما حملها، و نظر داخلها، تملكه العجب، وعقدت لسانه الدهشة، إذ كان في
قاعها قزم لا يتجاوز طوله بوصات ثلاث.
تمتم تشانغ : ماذا ارى .. قزم؟!
اجابه القزم: نعم واسمي تارو خذني معك يا تشانغ ارجوك
قال القزم: سنلهو معا يا تشانغ و ستحبني كثيرا
ابتسم تشانغ وقال: فكرة جميلة، ستكون لي تسلية رائعة ايها القزم.
..وانطلق : تشانغ بالجرة نحو كوخه، و عندما
وصل حمل القزم على راحته، و انزله برفق على الارض و اشار الى كوخه قائلا:
هذا هو بيتي يا تارو وامل ان يعجبك.
نظر القزم الى الكوخ و قال: انه جميل و مريح، سنعيش منذ اليوم معا يا تشانغ الطيب.
وفي صباح اليوم التالي خرج تشانغ للنزهة
كعادته، و امضى نهاره يتسكع هنا و هناك و في دروب و طرقات القرية .. و
عندما عاد الى كوخه اخر النهار، فوجئ بعملاق يحتل المكان، وعندما أمعن
النظر فيه تبين له انه القزم تارو الذي اخرجه من الجره واسكنه كوخه، صاح
تشانغ بفزع: يا الهي!! كيف اصبحت بهذا الحجم يا تارو ؟!
رد تارو : هذا سر لن ابوح لك به يا تشانغ وعليك منذ اللحظة ان تقوم بخدمة تارو العملاق و تنفذ كل رغباته و إلا ....
قال تارو هذا وهو يرفع قبضته الجبارة مهددا، فذعر تشانغ وقال بخوف: حاضر ..
حاضر .. سأنفذ كل ما تطلبه مني يا تارو وقام تشانغ على خدمة تارو و تنفيذ
طلباته التي كانت مرهقة.
فكان يحضر له عصير البرتقال في الصباح، و
الفاكهة الطازجة عند الظهر، و خبز التنور مع الجبنة و الزيتون في المساء ..
و يقول له في كل مرة تفضل، وكل طعامك هنيئا ايها العملاق تاروا فيجيب تارو
انك مهذب و مطيع يا تشانغ شكرا.
وفي الصباح خرج تشانغ للتنزه و التسكع و
عندما عاد ابصر العملاق قد نما اكثر و اكثر حتى ضاق به الكوخ، فصرخ تشانغ :
ياللهول، سيحطم كوخي!!
و امضى : تشانغ ليلته امام باب كوخه ، دون
وم، بسبب الخوف، وفي الصباح، ذهب يتنزه في الطرقات و الحقول، فأبصر جاره
العجوز تسونغ يعمل في حقله و قد هده التعب، استنجد العجوز بجاره تشانغ
قائلا: ألا تساعدني في حصاد القمح يا تشانغ ؟!
فكر تشانغ : ليس لدي رغبة في العم، لكنني أخجل أن أرفض طلب هذا العجوز.
وراح تشانغ يعمل في الحقل بهمة و نشاط و ما ان شارفت الشمس على المغيب، حتى
كان قد انجز مع جاره حصاد نصف الحقل، قال الجار: لقد انجزنا الكثير، شكرا
لك يا تشانغ على مساعدتي
قال تشانغ : بل الشكر لك .. فأنا اشعر بسعادة كبيرة بعد عمل يوم كامل.
و عندما عاد تشانغ الى كوخه، كانت هناك مفاجئة في انتظاره .. لقد تضائل حجم تارو قليلا.
تسائل تشانغ : ما السر في ذلك يا ترى؟
وفي اليوم التالي، خرج تشانغ الى الحقول، فساله جاره العجوز تسونغ : ألا تساعدني اليوم ايضا يا تشانغ ؟
رد تشانغ : بلى بلى، انتظرني .. سأحضر
منجلي فهو حاد جدا، و عندما عاد تشانغ بعد الظهر الى كوخه، فوجئ أكثر، لقد
تضائل حجم تارو كثيرا فخاطبه: ياه لقد تضائلت كثيرا يا صاحبي؟
قال تارو : لقد خاب ظني بك لماذا تحمل منجلك كل يوم و تمضي لمساعدة جاكر؟ ألا تعرف أن عملك هذا يجعلني اتضائل اكثر؟
وصار تشانغ يذهب يوميا الى الحقول لمساعدو
كل من يطلب المساعدة منه، وفي احدى المرات، عاد الى كوخه فوجد تاروا قد
عاد الى حجمه الاول، فصاح به: ها .. و الان ما رأيك يا تارو ؟
قال تارو متوسلا: ارجوك يا تشانغ اعدني الى جرتي و ضعني على قارعة الطريق، اخشى اذا استمر الحال هكذا ان ياتي يوم اتلاشى فيه.
قال تشانغ: هذا ما سافعله يا عزيزي!
ثم تناول القزم و القاه في الجره قائلا: العمل هو عدوك إذن ايها القزم!
قص تشانغ حكايته مع القزم على جارته
العجوز تسي فلم تعلق عليها بل ابتسمت و قالت: القزم هو الكسل، يظل قزما إذا
لم يهتم احد به، إما سكان القرية، فقد صدق بعضهم حجاية تشانغ و شكك بها
بعضهم الاخر.. لكن احدا منهم لم يفكر بالنظر الى الجرة كانوا جميعا نشيطين،
ولا وقت لديهم للبحث عن الكسل.