أبناء المطلقين.. مجرمون؟
زواج فاشل..حدث
هذا في الماضي ولا يزال يحدث الآن. إلا أن هناك اختلافا: في الماضي كان
الزوجان يظلان مع بعض من أجل الأطفال، أما الآن فما عاد ذلك يحدث، خاصة في
المجتمعات الغربية. وربما في الأمر ظلم لأنه اتضح أن أطفال المطلقين هم
الأكثر عرضة لان ينجروا الى عالم الإجرام.
تشير الإحصائيات إلى أن
أطفال المطلقين معرضون ثلاث مرات أكثر لان يصبحوا مجرمين مقارنة بأقرانهم
في العمر من اسر غير مفككة. هذا ما اكتشفته عالمة الاجتماع الهولندية
ماريكا فان دي راكت أثناء بحثها لإعداد رسالتها حول وراثة السلوك الإجرامي.
تتزايد
نسبة الطلاق باستمرار. حاليا ينتهي زواج من بين كل ثلاث بالطلاق. قبل نصف
قرن من الزمان، كان الطلاق عارا، أما الآن فقد أصبح من الأمور العادية جدا
في الحياة.
إلا أن العواقب العاطفية لطلاق ما، تكون أكبر بكثير،
حسب بونت. ما هو الحل إذن؟ هل على الأبوين أن يستمرا مع بعض لأجل الأطفال
فقط، كما كانت تفعل الأجيال السابقة بالرغم من كل المشاكل؟
بالقطع لا،
يقول بونت. في كل علاقة، يستخدم فيها العنف، أو يهان فيها باستمرار طرف ما،
من الأفضل أن يكون الطلاق. إلا أن الأمر حساس جدا للأطفال، فهم يريدون رغم
كل شيء، والديهما معا.
الصبر
يرى بونت انه في كل الأحوال،
لا بد من الصبر حين يكون الأطفال صغارا، حتى إذا كانت العلاقة معقدة. لا
تطلق إذا كان صغيرك في سن الطفولة، يقول بونت. إن الصبر في هذه الحالة مهم
جدا، فقد تبين من بحث فان دي راكت أن الطفل الذي يعايش حالة طلاق، مؤهل لأن
يصبح مجرما أكثر من ابن شخص مجرم.
سبق وكشف بحث خارجي عن وجود
علاقة بين طلاق الوالدين والسلوك الإجرامي للأطفال. نجحت فان دي راكت في
إثبات هذه الخلاصة بالأرقام، حيث تقول: “كل عام، يكون كل طفل معرضا بنسبة
1% لممارسة مخالفة. وإذا كان الطفل لأبوين مطلقين، فان النسبة ترتفع إلى
3%. بمعنى أن هذا الأخير قد يسجل ثلاث مخالفات في العام”.
ويعود
السبب إلى عدد من العوامل: بعد الطلاق، تتفكك الأسرة. وبسبب القلق، يصبح
الأطفال مؤقتا متذبذبين عاطفيا. كما اتضح انه بعد الطلاق، يصبح الإشراف على
الطفل أقل. ولان الدخل ينخفض أيضا، فانه لا يتبقى شيء من المال للقيام
بأنشطة ترفيهية. كما انه قد يلاحظ تراجع في صحة الطفل ودراسته.
خبير
علم النفس التنموي ستيفن بونت يؤكد بأن للطلاق عواقب وخيمة مختلفة. من
خلال عمله السابق مع اطفال وضعوا تحت إشراف مؤسسات الرعاية بيوتهم بسبب
مشاكل في السلوك، يؤكد أن أغلبية هؤلاء الأطفال كانوا من أب وأم مطلقين.