سارت في هذا الطريق
و لكن لم يبدو لها كمثل كل يوم
لم تأنس بنورشمسه
لم تهنأ بعبق وروده
لم تسمع زقزقة عصافيره
كانت تعلم إلى ما سيؤؤل إليه طريقها
أسرعت الخطا غير المنتظمة
فمازال هناك ما يراودها
ما يناشدها سبيل الرجوع
بكت انهمرت دموعها
اختلطت بحبات المطر
ثم اشتدا عليها ...
لم تكن تدري أترجع ؟؟
لم تكن تعلم أتذهب ؟؟
ففي الذهاب أمل في البقاء
و
في الرجوع خوف عدم اللقاء
و ما أقسى الوقت الذي يحتم
عليك بأن تكون سيد قرارك
أفكار تدور و تدور في رأسها
و مازال خطاها سريعا غير منتظم
و الطريق يأبى ان ينتهي
و اللحظات تمر
كأنها الدقائق
أو هي سويعات ...
و هاهي تطرق بكل قوتها الباب
ليظهر أمامها هالرجل
تمسك بيده بقوه و تأخذه مسرعة
و تحكم الإمساك بيديه فلا تضيعه ..
هرعت و دخلت لبيت قديم
لترتمي عند رجل ما بقى منه سليم
و عيناها ما بينهما
الطبيب و المريض
ترقب و ترصد .. تدعو و تدمع
و لكن برودة أطرافها تسربت ليديه
... أو هكذا ظنت
فما كان السكون الموحش
و برودة جسده التي أحاطت المكان
و تنكيس الطبيب لرأسه
ليقنعوها بأنه رحل .. قد رحل و غادرها
تحجرت الدموع في مقلتيها
و ظلت ممسكة بيديه لا تتركهما
و هنا ..
علا صوت دقات الساعة
و مع صوتها توقف الوقت
يمر الزمان كعادته
و إنما ظلت هي في ذلك الزمن
في ذلك الوقت قابعة واجمة
لايغادرها و لا تغادره ..
و عند كل ساعة تدق الساعة
و مع كل يوم أربع و عشرون ساعة ..
فظل الطريق على حالته اللا معهودة
و ظل قلبها أسير الدقات
دقات الساعة ....