وضع المنتخب السعودي نفسه في مهب الريح، كما هو الحال لمدربه البرتغالي
خوسيه بيسيرو الذي من المنتظر أن يتسلم ورقة إقالته التي طالت وهي في أدراج
مكاتب الاتحاد السعودي منذ خسارة الأخضر فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم
الماضية في جنوب أفريقيا فضلا عن خسارته نهائي كأس الخليج الماضية في
اليمن.
الخسارة السعودية فرضت على الأخضر أن لا يفرط بالنقاط الست المقبلة وثلاث
منها تبدو مستحيلة إذا ما كان هذا هو مستوى منتخب المملكة، إذ أنه سيقابل
اليابان الجريحة، في حين أن مباراة السعودية المقبلة أمام الأردن لن تكون
سهلة على الإطلاق.
وبدأت المباراة بضغط متبادل من الفريقين، إلا أن المنتخب السوري بدأ بفرض
إيقاعه السريع على المنتخب السعودي المتواضع أداءً وحضوراً فنياً وبدنياً،
حتى أعلن نجم الهجوم السوري عبدالرزاق الحسين عن بداية "الدبكة" بهدف شاركه
فيه مدافع السعودية عبدالله شهيل قبل نهاية الشوط الأول بسبع دقائق.
الهدف السوري لم يحرك أوصال الجثة السعودية الملقاة على ملعب الريان، بل إن
الارتباك الفني والتكتيكي السعودي صار مغريا لمزيد من الرقص عليها، وسنحت
للسوريين بعدها سلسلة من الفرص التي تناوبوا على إضاعتها فيما كان لاعبو
الأخضر وكأنهم يلعبون مع بعضهم لأول مرة حتى انتهى الشوط الأول على هذه
الحال.
وفي الشوط الثاني دفع مدرب السعودية بتيسير الجاسم بدلاً عن عبده عطيف
البعيد جداً عن مستواه، ولكن السوريين كانوا عند مستوى الحدث حتى وتيسير
الجاسم يعدل النتيجة للأخضر بهدف ساهمت فيه ضعف التغطية الدفاعية السورية
وخطأ الحارس الأحمر، عند الدقيقة 60.
ولم يستكن السوريون وآمنوا بحظوظهم حتى تمكنوا من العودة مرة أخرى وأمسكوا
بقصب السبق، بعد ثلاث دقائق فقط حينما سدد عبدالرزاق الحسين كرة تكفل
المدافع السعودي أسامه هوساوي باختصار طريقها نحو المرمى الأخضر.
بعد الهدف السوري الثاني دفع مدرب السعودية بهداف الدوري السعودي نايف
هزازي وزميله نواف العابد بدلاً عن ناصر الشمراني ومناف أبوشقير، إلا أن
العلة السعودية ظلت كما هي دون فعالية تكتيكية أو منهجية ترسم خارطة طريق
المرمى الأحمر، حيث كانت التغييرات مجرد أسماء بدلاً عن أخرى وفي نفس
المراكز.
وضغط السعوديون مع الدقائق العشر الأخيرة إلا أن لاعبي المنتخب السوري
أكثروا من السقوط واحداً تلو الآخر حتى أنتهى اللقاء دون أن تمضي دقيقتين
متتالية دون توقف، ومثل هذا الوضع كان كفيلاً بقتل المباراة حتى انتهت
بتفوق سوري مستحق وخسارة سعودية أولى قد تكلفه طموحه في العودة إلى لقبه
المفضل بالنظر إلى أنه واليابان وإيران يحملون الرقم القياسي في عدد الكؤوس
المسجلة باسمهم بواقع 3 بطولات لكل منهم.