لقد شاء الله العليم الحكيم أن يخلق الحياة الدنيا بهذا الشكل الذي نعرفه ,دار بلاء وابتلاء قال الله تعالى:
(ونبلوكم بالشروالخير فتنه وإلينا ترجعون)
_وإذاكان الإنسان معرض منذ القدم لمختلف الضغوط والمؤثرات أثناء مسار حياته ,فإن الله عز وجل قد أرشده إلى الطريق وخلق فيه من القدرات العقليه والنفسيه والجسديه للتجاوب والتكيف مع هذه المؤثرات بشكل إيجابي وفعال...
__وتوضيح ذلك__أن الصبر على المشاق أو الشجاعه عند المواقف الحرجه والعفو والحلم إنفعالات أوأخلاق في استطاعة كل إنسان أن يكتسبها ويتمرن عليها..أيا كان انتماؤه أو عقيدته..
_فمعلوم مثلا أن البوذيه_والتي هي مله وثنيه _معلوم من خلال نثر وأدبيات معتنقيها ,الحث والترغيب في الصبر والشجاعه ,والتمرن على ضبط النفس والسيطره على الإنفعالات السيئه,ومعلوم من البحوث النفسيه المعاصره أنها تسير في هذا الإتجاه,وتجتهد في وضع الوسائل والآليات المختلفه في كيفية التفاعل الإيجابي مع محيط الإنسان وواقعه.
_غيرأن الإسلام يتميز بعمقه وشموليته في توجيهه وتقويمه للإنسان ضمن منهج متكامل كامل ومترابط,يسع حياة الإنسان كلها, في مختلف ظروفه ومراحله.
_ثم إن هناك تنبيه هام_ يغفل عنه كثير من المسلمين_من الذين يطلبون تقويم أنفسهم وسلوكياتهم,من خلال مناهج أو وسائل قائمه على اجتهادات بشريه,كاليوجا والتنويم المغناطيسي والاسترخاء...وغير ذلك
وهو أن الإلتزام بالمنهج الاسلامي_عقيده وعباده وشريعه _يوجب من معية الله ومعونته وتوفيقه وتسديده ماهو معلوم من الأدله الشرعيه وسير الأنبياء وأتباعهم..
ويعلم المسلم معونة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم_في غزوة بدر الكبرى وإمداده لهم بالملائكه, وإنزال السكينه عليهم وتثبيتهم...
_وكذلك معلوم مايوجبه القيام بالصلاه والصيام وتلاوة القرآن وذكر الله تعالى وقيام الليل,وما يوجبه القيام بعبودية الله تعالى عموما من الحياه الطيبه,والإنفعالات الساره وأثر ذلك في سلوك المرء والتي هي هبه ونعمه من الله عز وجل,لا تحصل من خلال المناهج والوسائل القائمه على الاجتهاد البشري ..
___صحيح قد يكتسب الشخص نوعا من الراحه,وقد ينجح في تقويم سلوكه وضبط كثير من إنفعالاته عن طريق هذه الوسائل الوضعيه وقد ينال مكاسب ماديه ونجاحات دنيويه,غير أن منهج الإسلام يظل متميزا في كماله وشموله...