جهاز لتسجيل الأحلام وقراءة الأفكار
في اختراق علمي مدهش نشر على الجورنال العلمي Nature “الطبيعة” الخميس،
قال اولئك علماء إن جهازا قادرا على التأويل المصوَّر للمعلومات
الإلكترونية التي يصدرها العقل بات ممكنا الآن.
وتبعا للدكتور موران سيرف، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، فقد أجرى فريق
العلماء الذي يترأسه تجارب مختبرية على متطوعين ألصقت مجسّات الكترونية
برؤوسهم وكان بوسع الفريق “قراءة” أفكارهم.
وقال سيرف: “نريد أن نقرأ الأحلام. سيفتح هذا الأمر آفاقا جديدة مثيرة
لأنه سيتيح للأطباء قراءة أفكار اولئك الذين يعانون من الغيبوبة العميقة
الطويلة على سبيل المثال“.
وأضاف أن العلماء تمكنوا من تسجيل نشاط الخلايا العصبية في منطقة تسمى
“الفص الصدغي الأوسط” في أدمغة 12 من اولئك الذين يعانون من الصرع. والجهاز
الذي يسجل هذا النشاط عبارة عن خوذة يرتديها الشخص وقد تتيح له، في حال
تطوير مقدراتها الحالية، تسجيل أحلامه وإعادة عرضها متى ما شاء.
ويذكر ان الفص الصدغي الأوسط يؤدي دورا في قدرة الإنسان على تذكّر
الأشياء. وبشيء من التدريب، تمكن اولئك المتطوعون من السيطرة على صور هجين
تتألف من صورة مركبة فوق صورة أخرى. ولدى الطلب، تمكن هؤلاء من رسم صورة
الممثلة مارلين مونرو أو الرئيس جورج بوش مثلا بمساعدتها على الظهور أو
التخلص منها بإبهات ملامحها حتى محوها تماما.
وكانت للمتطوعين طرقهم الخاصة للسيطرة على تلك الصور. فكان بعضهم “يفكر”
في صورة الشخص التي يريدها بينما كان آخرون يرددون اسم صاحبها وهكذا دوليك.
وكان المشجع حقا هو أن المتطوعين نجحوا في هذه المهمة بنسبة 70 في المائة
من الحالات.
وقال الدكتور سيرف: “وجد المتطوعون الأمر مثيرا حقا إذ اكتشفوا أن بوسعهم
السيطرة على الأشياء فقط باستخدام أفكارهم. ولذا فقد كانوا سبّاقين الى
اسكشاف آفاق جديدة أخرى تتعلق بقدرة التفكير ونوع النتائج التي يمكن ان
يأتي بها مثل السيطرة على الأشياء في العالم المحسوس”.
ويذكر أن الباحثين استخدموا في السابق نشاط الخلايا العصبية في منطقة الفص
الصدغي الأوسط لتحريك النابض على جهاز كمبيوتر. وقد تمكن المتطوعون في
التجربة الأخيرة من إعادة هذا النجاح نفسه.
وبخلاف نوع المرح الذي يمكن ان يعود به جهاز لتسجيل الأحلام، فإن العلماء
يأملون له أن يفتح أبوايا جديدة في عالم الطب، مثل معرفة ما يحدث خلال نوبة
الصرع وأسبابها والتحليل النفسي الذي يسلط الضوء على اللاوعي وتطبيقات
أخرى كثيرة مثيرة تصب في وعاء رفاه الإنسان.