قيادة إِحساس جامح بِمُراوغة روح
,
ورماد من شتات الفكر يتناثر
,
سِقْرَاطُ زمانه بأحاسيسه
,
وقائد لمراسم الفكر بنثره
,
مقايضة حُبٍ بحزن شاسع
,
فكر أنسكب على لفافة من ورق
,
حتى أُشرب بدسمه إلى أن أثقله
,
مُعَاشَرةٌ لفكر سائد وبفلسفة
,
كاد أن يُجنَّ بسببه من تَلقَّى
,
عِظامٌ رميمة متناثرة بلا سبب
,
جبروت وقسوة وتسلط
,
ام أنها أوجدت بلا سبب ..!
,
إِغراق لأحاسيسَ ذابلة
,
يكاد الصخرُ يتفجرْ من غُموضِها
,
قناديل أُوقدت بِنارُ الروح
,
حتى أصبح فتاتاً تَذْرُه الرياح
,
ويُنادي بصوت عالٍ وحاد
,
أهل نحن نادمون ام أننا فرحون ..!
,
سعادة يغمُرها الأسى بجنون
,
وهل يا تُرى هو مأتمٌ نُرثي فيه نفساً
,
ام نودع من أحببنا آخر وداع ..!
,
أم وصلنا به حد العشق والتضحية
,
أُلقي التحية على أحباب
,
ولا أعلم هل هم أحباب أم أعداء ..!
,
وكأنما محيت ذاكرتي البصيرة ..!
,
وأصبحتُ لا أُدرك خيراً أم شراً
,
أرى بياضَ الأسنانِ يلمعُ إبتساماً
,
ولا أعلم أهو غِلٌّ في القلوب
,
أم إبتسامة عفوية تنبع من إخاء
,
أم أنها إبتسامة خبثٍ كانت فَخًّ لذواتنا
,
يا تُرى هل أُغدقت اللَّعنة على دَارِي
,
أم أنه فِكْرٌ أُصيب من الشذوذ عُتياً
,
يا أيها الدَيِمُ الرَّويُّ أنصت لي لأُخبرك
,
فقد بلغْتَ الأرضَ من سَمَاءٍ عِمْلاقةٌ بعد عَناء
,
أهل تعرف ما يحصل لي ؟؟
,
أم أنك ليس بعليم ..!
,
يا أيها الصخرُ القاسي أُلهمني خبراً صادقاً
,
فقد صَبرتَ على عوامل الدهر وأضْحيتَ صامداً
,
أبلغني فقد عِشْتَ جميع الأزمنة والعقود
,
صمدت وقاومت وأحسنت
,
فإني أرى ذاتي عاجزة عن الصمود ..!
,
حظ لم يدع التركيز نَصْبَ عينيه
,
فكان منشغلاً ولم يلقي لي بالاً
,
حتى فاقَ ليعلن عجزه وفشله ..!
,
إنه حظِّي العاثر الذي أصبح عقبة خطيرة
,
ظلمةٌ حانكة أعمت بصيرتي
,
فلم أُنكِرُ مُنكراً أو أؤيد معروفاً
,
جَنَانِي أصبح فتاتً ليس له كيان
,
وراقت دمعتي من عجبي مما يحصُل ..!
,
لم أعد أستطيع أن أعود بذاكرتي لما مضى
,
فلم أشعر بالحنين إلى الماضي
,
ولم أتلذذ بالذكرى ومتعتها
,
إندثرت آمالي وتاهت في بحر
,
أنه بحر اليأس من معرفة الحقيقة
,
وأتى موعد تشييع جثمان ذاكرتي
,
وغسلت بماء من حزن
,
ولف كفنها بحديد عازل من آهات
,
ورش عليها كافور ومسك يشع بياضاً
,
وكُفنت ووضعت بداخل قبر في مملكة العذاب
,
فدفنت بتراب من سعير حامٍ
,
سَمعت تلك الجثة وقع أقدام مُشيعيها وهم ذاهبون ..!
,
فقيل لهم لِمَ هذا ,, قالوا
,
إكرام الذاكرة قتلها ونسيانها
,
فقتلت وأصبحت منسية بحلوها ومرها
,
فعاد العقل ينشئ ذاكرة واقعه
,
وصار يكتب ما يَمُرُّ عليها على ورق حتى لا يُنسى
,
أقاويل تهيم بذاكرتي لم أستطع نسيانها
,
فحاولت أن أعلم ما كان يحدث لي
,
فراقت دمعتي بلا سبب ..!
,
يهاجر إحساسي حتى يَسكن هذا القبر
,
فيشعر بوحشة الظالم قبل ملاقاة ربه
,
ويعود الإحساس للذات الصَامتة
,
حتى يكشف السِتار والقِناع ..!
,
ويظهرُ سبب تلك الفلسفة الغامضة
,
أنها طُعُونُ الندم على الإسرافِ في ذاتي
,
ضِيقة شعرت بها في هذا اللَّحد بذاكرتي
,
فشعرت أنها روحي تُعذَّب بداخل ذلك القبرِ الأليم
,
أفعى تعتصر أضلُعي حتى أصرُخ
,
وأُصيبُ بصممٍ من صوتي وليس لي من مُجيب ..!
,
فلم أفق من مخيِّلاتي وحتى عادت الذكرى
,
وأدركت أنه جُموح لذاكرتي
,
وقد أعيت تفكيري وأرهقته
,
إنه حزن إجتاحني حتى حلقت بالفكر بعيداً
,
وذهب الحزن بعد ألم جسدي
,
فأدركت أن صحتي تاج
,
لم أرها الا بعد إعتصار الأفعى لي
,
فخُلِّدت الروح بذكرى لن أنساها ما حييت