سيّــدة جزيــرة شـالــوت
للفنان البريطاني جون ويليام ووترهاوس
ارتبط عصر الملك الانجليزي آرثر بالكثير من قصص السحر والأساطير.
ومن
اشهر تلك الأساطير أسطورة سيّدة جزيرة شالوت. وتحكي الأسطورة عن سيّدة
أصابتها لعنة وُحكم عليها بالعيش وحيدة في قلعة بجزيرة نائية تسمّى شالوت.
في
القلعة عاشت السيّدة لوحدها بلا رفيق أو مؤنس، ولان القوى السحرية كانت
تمنعها من النظر إلى الخارج مباشرة فقد كانت السيّدة تكتفي بالنظر إلى
العالم خارج قلعتها من خلال مرآة.
وكانت المرأة تمضي وقتها داخل القلعة في الغناء وغزل النسيج. وكانت ترى كل شئ خارج ذلك المكان منعكسا في المرآة.
وذات يوم لمحت في المرآة خيال الفارس لانسلوت الذي كان من فرسان ارثر وكانت واقعة في حبه، فأطلت من النافذة متجاهلة نصائح السحرة.
وفي الحال تهشّمت المرآة ولاحت في الأفق نذر عاصفة قوية وكان ذلك دليلا على قوّة اللعنة وتأثير السّحر.
وفي
صباح خريفي عاصف، تقرّر السيّدة مغادرة سجنها الانفرادي في القلعة وتبحر
في قارب نقشت عليه اسمها. وخلال تلك النهرية تغني أغنية الموت الأخيرة.
وبعد وفاتها، يعثر الأهالي على جثّتها ويتعرّفون عليها.
الفنان وونر
هاوس كان مفتونا بالأساطير الارثرية والشخصيات الأدبية والتاريخية وجسّد
بعضها في العديد من لوحاته. وقد استند في رسمه للوحة على مقطع من قصيدة
للشاعر البريطاني الفرد تينسيون
ولد جون ووترهاوس في روما، وعندما أتى إلى انجلترا درس في استديو والده، الفنان هو الآخر، ثم في أكاديمية الفنون الملكية.
تأثر بـلورنس ورسم مشاهد من الحياة في إيطاليا حيث كان يقيم.
يغلب
على لوحات ووترهاوس الطابع الكلاسيكي، لكنه مصنف بكونه منتميا للأسلوب
ماقبل الرافائيلي بسبب تركيزه على رسم النساء الجميلات وافتتانه بفكرة
الأنوثة وتبنيه للاتجاه الواقعي في الرسم.
من الجدير بالذكر أن أسطورة سيّدة شالوت كانت موضوعا للكثير من الروايات والأفلام والمقطوعات الموسيقية