الاعراس .......بس كمان مرة

تخيل يا سيدي صورة "أبو العريس " وهو شابك مع الشباب آخذا مكان اللويح مغطيا رأسه بطنجرة مفتخرا ومعبرا عن فرحته بوصول ابنه إلى لحظة الفوز بنصف دينه الآخر , !!.. يا حسرة عالحطة والعقال , ومن أدرانا فربما تصبح الطنجرة مقلوبة على رأس العريس تراثا , ففي زمن أمن الانقلاب في غزة باتت كل الأمور ممكنة حتى لو كان طبخ المقلوبة بالبامية !! أو قلب الأفراح إلى أحزان وجراح !! وليس غريبا أن يطلق المؤرخون على أعراسنا في هذا الزمن الطارئ مسميات مثل "الأعراس المطنجرة "بدل " الأعراس المطنطنة " أو" الأعراس المقموعة " ولعلنا سندخل موسوعة جينيس " بالأعراس المكتومة " أي الجامعة لأنواع الأعراس السالفة الذكر إذ يجلس العروس على الأسكي ( كرسي العرس ) منتظرا " لحظة زفة الدخلة "على أحر من الجمر وقد ألبس رأسه بطنجرة , أما المدعويين من أهل العروسة والعريس وأصحابه وأحبابه فلا حرج عليهم من استخدام القلايات والطناجر والصواني الألمنيوم من مختلف القياسات ..فسلامة رؤوسهم بالدنيا وكذلك مصوري الفيديو المساكين !! أما "ياليل وياعين " , والاوف , والموال بكل أنغامه وأنواعه وخاصة مواويل (فتح ) الشهية على الحياة والفرح , فان " الفنان " مغني الفرح قد أمضى على تعهد " لسلطان البوليس الرقيب" أن يغني .. ولكن " بقمع " وله أن يلعلع إذا شاء ولكن بلغة الصم والبكم " واللي ما بدهم يشوفوا شو عما يصير !! لذا عليك ألا تفاجأ يا عزيزي الغزاوي إذا وصلتك بطاقة دعوة لحضور حفلة زفاف صديقك الحميم وفيها بالبنط العريض :" نتشرف بحضوركم لعرس ابننا بس هاتوا طناجركم وقلاياتكم معكم من فضلكم , لأنا مش راح نكون مسئولين عن اللي ممكن يحصل لروسكم " , وتطول الملاحظة مشيرة :" خلوا أولادكم الزغار بالبيت لأنهم راح يشوفوا العرس مباشرة على التلفزيون بنشرات أخبار كل الفضائيات , فبطونهم الطرية يمكن انو تنبعج بالكراسي اللي ممكن يطيرها عسكر السلطان لما بينرفزوا من" فتح " أغاني الفرح "!!

ولك أن تتخيل صورة " فرح الستات " إذا اقتحمت عليهن عسكريات السلطان بسبب( فتحهن ) ونشادهن ورقصهن على أنغام الأغاني التي من أجلها " انفشخت " من ضرب الهراوات واكعاب البواريد رؤوس أزواجهن وأبنائهن .. يا عيني !!..وصور يا مصور !!

شوف يا سيدي , ستطالب العروسة أن يكون تاج فستان الفرح طنجرة تيفال فرنساوي أصلية , والله يعين العريس الذي ستقف حماته وتضرب رجلها بالأرض " حالفة يمين انو ما بيصير العرس إلا بطنجرة بالأحجار الكريمة " على رأس بنتها وحيدتها الغالية !! .. .."يا ستي حاضر بس خلي العرس يمشي " وشوف واسمع بقا لما الستات بيهنئوا بعضهن وهات يا بوس والطناجر تخبط ببعضها ومع كل كلمة مبروك وعقبال عند حبايبك طرقعة طنجرة بطنجرة ,.. طيب ليش كل هالعجقة ؟!! فليغني أهل الفرح رجالا ونساء ويرقصوا على أنغام " الطشت قال لي , يا بنت يللي " وهيك بيخلصوا من نرفزة عسكر السلطان . وإلا أنا غلطان؟!! ..غلطان وستين غلطان واوف وياليل وياعين , وعلى دلعونة وعلى دلعونه ست الحبايب فتح الحنونة .." ما رأيكم بينفع أكون لويح ..بس بشرط من غير طنجرة ؟!!!".