من المقرر في أصول العقيدة أنّ الإيمانَ وحده شرطٌ لدخول الجنة وليس العملُ الصالح وحدَه، ومعنى هذا أنّ الإنسان لو جاء بأعمالٍ صالحة، مهما بلغت كثرةً، ومات على كفرٍ أو شرك بالله؛ فأعمالُهُ هذه لا تشفعُ له بدخول الجنة. إنّ الجنة حرّمَها الله تعالى عل كل كافرٍ أو مشرك. ولو جاء الإنسان بالإيمان وحدَهُ لإستحقَّ دخولَ الجنة.
والأعمال الصالحة ليست سبباً لدخول الجنة إنما هي سببٌ لبلوغ المنازل العالية فيها، فَعَلى قدرِ أعمال المؤمن الصالحة تكون مرتبته في الجنة، أمّا الإيمان وحدَهُ فهو شرطٌ لدخولها.
ولاشكّ أن مَنْ جاء بالإيمان وحدَهُ خيرٌ ممن جاء بالعمل الصالح وحده، ولكن هذا ليس الكمال المطلوب. إنما الكمال أن يأتيَ المرءُ ربَّهُ يومَ القيامة مؤمناً قد عمل الصالحات ليكون الأفضلَ والأكرمَ عند الله عزّ وجل. ولهذا أرشدَ الله تعالى عبادَهُ أن يحرصوا على الفوز بالخصلتين الكريمتين معاً الإيمان والعمل الصالح.
و لا يكفي أن يأتيَ العبدُ ربَّهُ يومَ القيامة مؤمناً قد عمل الصالحات، إنّما المطلوب منه أن يكون في الدنيا قد آمن مِن قبلِ أن يعمل هذه الصالحات حتى تكون أعمالُهُ خالصةً لله تعالى، مقبولةً لديه. لهذا كان الحرص على فَهمِ العقيدة وإستقرار الإيمان في النفوس هو الأمرُ الأهم في مسيرة العبد في طريق مرضاة الله عزّ وجلّ، ثمّ بعد ان يستقرّ الإيمان في قلبه يندفع للعمل بما يرضيه.
نسأل الله عزّ وجلّ أن يرزقنا إيماناً ويقيناً، وعملاً صالحاً متقبلاً، إنّه نِعمَ المُجيب.
............
ربي ساّمِحني عِندَمَاّ أَحزَن عَلّى شَيء أَرَدَتَـُه
وَ لَم تَكتُبُه لِي....