قليلون جداً من لم يشاهدوا الحلقات الكرتونية التي أسرت الأطفال - وبعض الكبار - والمعروفة باسم "كابتن ماجد"، والتي كان بطلاها حامل اسم المسلسل "ماجد"، ومنافسه اللدود بسام.
ماجد وبسام كانا - حسب الحبكة الدرامية لكاتب العمل - لاعبيْن متميزيْن، لكن لكل منهما شخصيته المتفردة التي يقود بها فريقه، الأول كان قائد فريق المجد والثاني نجم فريق السعادة، وكانت المواجهات الفردية بينهما مشتعلة والمنافسة على الألقاب على أشدها. والمقارن بين شخصيتي كابتن ماجد صاحب المهارة العالية والشخصية القيادية والهادئ والواثق في نفسه، وغريمه الأبدي بسام ذي التسديدات الرهيبة والسرعة الفائقة، يجدهما شبيهين للنجمين الحقيقيين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كرستيانو رونالدو، وهما على موعد مع قمة نارية الإثنين في الـ"كلاسيكو" الإسباني.
صراع على كل المستويات الصراع بين ميسي ورونالدو ليس مجرد صراع على قمة الدوري الإسباني بين برشلونة صاحب الضيافة والمركز الثاني برصيد 31 نقطة، وريال مدريد المتصدر بفارق نقطة واحدة عن منافسه التقليدي، وإنما هو صراع شخصي على لقب الأفضل في العالم على كل المستويات، فنياً وبدنياً ونفسياً وجماهيرياً، ومنافسة أخرى على لقب هداف الـ"ليغا" الحائر بين الإثنين.
في المرحلة الماضية من الدوري الإسباني سحق برشلونة مضيفة ألميريا بثمانية أهداف نظيفة، منها ثلاثية (هاتريك) من نصيب ليو رفعت رصيده من الأهداف إلى الرقم 13، رد عليها رونالدو بثلاثية أخرى في مرمى أتليتك بلباو ليقتنص لقب الهداف برصيد 14 هدفاً. ميسي لاعب يجيد في المواعيد الكبرى، ويحمل كاريزما بطل المسلسل الشهير وحب الجماهير، تماماً مثلما كان كابتن ماجد يحظى بتشجيع الحسناوات في مدرجات الملعب، ويتمتع أفضل لاعب في العالم بروح القيادة رغم أنه لا يلف شارتها حول ذراعه، فهو قائد هجوم الفريق الكتالوني وحامل أختام الفريق من طرفي الملعب.
رونالدو.. بسام الـ"ليغا" أما رونالدو - الذي لا يقل مهارةً وشهرةً عن منافسه - فعادةً ما يكون أقل توهجاً في المباريات الكبرى، رغم تميزه بالسرعة العالية والتسديدات المتقنة، كما يمتلك شخصية شديدة الشبه بمنافس ماجد في الحلقات الكرتونية المدعو بسام، صاحب الجسد مفتول العضلات، الواثق بنفسه إلى حد الغرور، المتحدي إلى درجة التعالي أحياناً على المنافسين.
ليونيل وكرستيانو يلتقيان من جديد على أرض الملعب في الدوري الإسباني، بعد مباراتين جمعتهما الموسم الماضي كانت الكلمة العليا فيهما لميسي ورفاقه (1-صفر في كامب نو و2-صفر في سانتياغو بيرنابيو)، كما كانت لهما مواجهتان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2008، عندما كان رونالدو لاعباً في مانشستر يونايتد الإنكليزي، انتهتا بالتعادل السلبي في كتالونيا ثم فوز مانشستر بهدف نظيف في "أولد ترافورد" وصعوده للنهائي ثم فوزه باللقب على حساب تشيلسي الإنكليزي. الـ"كلاسيكو" ليس فقط صراعاً على قمة كرة القدم في إسبانيا، وإنما أيضاً صراع بين بطلين يسعى كل منهما إلى فرض هيمنته على اللعبة وبسط عباءة فكره وطريقته على ملايين المتابعين حول العالم، تماماً مثلما حاول كابتن ماجد وبسام.
............
ربي ساّمِحني عِندَمَاّ أَحزَن عَلّى شَيء أَرَدَتَـُه
وَ لَم تَكتُبُه لِي....