ضاعت معنويات هذا الرجل فكتب يقول..............................................................
ظننت نفسي ولياً في زمن دنست فيه كرامة الأنبياء..! واعتقدت أنني أناصر المظلومين وأدافع عن قضاياهم بينما يقبض الآخرون ثمنها من فوق وتحت الطاولات في أحد مقاهي المدينة..!
أنا الحمار العاشر لجحا لأنهم يمتطوني وعند الإحصاء لا يحسبوني..ولأنني نصبت نفسي علي بابا في زمن ساد فيه أربعين حرامي...!
أنا الحمار لأن أذني أطول من قلمي..ولا أجيد التمييز بين عدوي وصديقي بين زميلي ورفيقي...!
لأنني ظننت أني سأصلح واقع الحال وأدخل التاريخ من أوسع أبوابه وهذا ما جعلهم يتبولون علي عندما حُصرت في الزاوية..!
أنا الحمار..لأنني لا أكن لأحد الضغينة، ولا أجيد فن النميمة..وأهرف بما لا أعرف..لأنني لا احتمل الإهانات ولا أتقرب من أولي الشأن كنادل يتقرب من زبائنه في إحدى الحانات..!
أنا الحمار..لأني أدافع عن المدينة التي كنت أحسبها بِكراً بينما أجهضوها ألف توأم..!
ولكنني أخيراً عرفت قدر نفسي وتطهرت من آثام آدميتي..وأدركت أن للحمير مكانتها وكرامتها ولها تفكيرها الخاص الذي تترفع به عن تفكير الإنسان المخادع ولديها القدرة على تقبل الآخر..فوداعاً يا معشر البشر أبارك لكم آدميتكم فباركوا لي حميريتي النقية.سأصعد في المركب وحدي وأبحر في وجه الأعصار.فبلا فخار أنا الحمار..!