بدأ العام الدراسى بداية نظرية منذ أيام .. ويبدأ البداية الحقيقية بعد أجازة العيد ، كل عام وأنتم بخير ، وبعد سعادة وحيوية اليوم الأول من الدراسة وفرحة الطفل بارتداء الزي المدرسي الجديد ، قد تواجه الأم بعض الصعوبات التي تخلق نوعاً من التوتر والحيرة الداخلية لها كرفض الطفل للذهاب إلى المدرسة وإعلان كراهيته لها يومياًَ مع استيقاظه صباحاً ، أو لعدم تأقلمه مع جو المدرسة خاصة إذا كانت السنة الأولي له .
وللتغلب على هذه المشكلة التي تقلق معظم الأمهات ، ينصح الخبراء كل أم بالتحدث عن المدرسة والدراسة بين الحين والآخر قبل بدء المدرسة ، موضحين أنه عندما تتكون لدى طفلك فكرة عما سيواجهه، يصبح أقل عرضة للإصابة بالتوتر بسبب البناء والأشخاص والروتين الجديد ، وحاولي المرور بسيارتك من أمام المدرسة وتحدثي مع طفلك عن أيام المدرسة التي عشتها واخبريه ببعض القصص المضحكة عن كيفية استيقاظك للذهاب إليها أو اخبريه عن أكثر الأشياء التي أحبتيها في المدرسة وعن موادك المفضلة وكيف استطعتِ تكوين صداقات رائعة كثيرة ، بذلك لن يشعر طفلك بالتوتر إذا استطاع إدراك أن المدرسة جزء من الحياة وأن أمه وأباه كانا في يوم من الأيام طفلين في المدرسة ، حسب ما ورد بجريدة " القبس ".
ويري الخبراء أن مشاركة الطفل في تحضيرات المدرسة طريقة جيدة لارتباطه بجو الدراسة والمدرسة ، لذا دعيه يختار محفظة الأقلام ، وشاركيه في اختيار بعض الكتب الجميلة ذات الفائدة التعليمية التي يمكنك قراءتها معه أثناء التحضيرات للذهاب إلى المدرسة.
تسوقي للباس المدرسي باكراً قدر المستطاع ، وذلك لتجنب الاندفاع الجنوني في الأيام الأخيرة للعطلة ، عندها ستشعرين بتوتر أقل كما أن طفلك سيستمتع كثيراً بارتداء ملابسه الجديدة الخاصة.
عادات خاصة بالمدرسة
من الضروري أيضاً أن يستطيع طفلك التمييز بين أيام العطلة وأيام المدرسة، وانه سيكون هناك بعض القوانين الجديدة عند بداية المدرسة ، بالإضافة إلى ذلك يجب تعويده على بعض العادات الخاصة بها مثل وقت العشاء ووقت الاستحمام ووقت النوم خصوصاً أنه أمضى وقتاً مريحاً أثناء عطلة الصيف .
لذا ينصح الخبراء بتنظيم مواعيد النوم تدريجياً , وتهيئة المناخ المناسب لذلك , ويستوجب هذا الأمر الحزم وضبط عدد ساعات المشاهدة التليفزيونية وأوقاتها، خاصة مع برامج رمضان الحافلة بالمغريات , وأن تحرصي كذلك علي تنظيم مواعيد لهو طفلك ليتعلم الانضباط ، وحتي تنجحين في تحقيق ذلك لابد وأن يتم الامتناع عن السهر في بادئ الأمر علي جميع أفراد الأسرة كلها وليس الطفل فحسب .
ويمكنكِ في رمضان أن تنتهزي فرصة الإفطار في إطعام طفلك وجبة عشائه وتبدئين في تهيئته للنوم عقب خروج الأب والإخوة الكبار إلي المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح فيساعده هدوء البيت الخالي من الحركة, ومن أصوات التليفزيون مع تهدئة أنواره علي تهيئته للاسترخاء والنوم مبكراً, وبذلك يسهل عليكِ إيقاظه صباحاً مبكراً قبل الذهاب إلي مدرسته .
السنوات الأولي لطفلك
أما بالنسبة لطفل الحضانة والسنوات الأولي من المرحلة الابتدائية في المرحلة العمرية من أربع إلي ست سنوات, فهو يحتاج إلي ساعات نوم تتراوح من ثماني إلي عشر ساعات متواصلة يومياً ، وهذا ما أكدته الدكتورة عبلة جلال أستاذ صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث وذلك ليرتاح من المجهود البدني الذي يبذله طوال يومه, ويرتاح أيضاً عقله وذهنه خصوصاً إذا كان يمارس ألعاب الفيديو والكمبيوتر ويشاهد التليفزيون بكثرة لأنها كلها عوامل ترهق بصره وذهنه ، لأن الهرمونات التي تساعد الطفل علي النمو الذهني والجسمي الأمثل يفرزها جسمه خلال فترة نومه ليلاً.
وتشير د. عبلة جلال إلى ضرورة تناول وجبة الإفطار قبل الذهاب إلي المدرسة حيث ثبت علمياً أنها أهم وجبة لطفل المدرسة لأنها تمد جسمه بالطاقة والمواد الغذائية التي تساعده علي النمو, والتركيز والقدرة علي التحصيل ، موضحة أن هذه الوجبة يمكن أن تتكون من كوب لبن حليب, وساندويتش من الجبن وآخر من مادة سكرية كالحلاوة الطحينية أو المربي, وإذا كان الطفل لا يحب اللبن فيمكن إضافة الكاكاو أو الشيكولاتة إليه ليحب مذاقه وفي حالة إصراره علي عدم شرب اللبن يمكنك إعطاؤه بعض عصائر الفاكهة الطازجة المتوافرة في السوق وإعدادها داخل المنزل مثل البرتقال, الجوافة, المانجو فهي تحتوي علي كثير من الفيتامينات والمعادن المفيدة .
أعدي طفلك للمدرسة
وفي النهاية يقدم لكِ الخبراء بعض النصائح المهمة التي تساعدك على تهيئة طفلك للمدرسة وللدراسة وتسهل عليكِ المهمة :
• اخبري طفلك ماذا يجب عليه أن يفعل في حال احتاج الذهاب إلى الحمام أو أراد شرب الماء خلال النهار – لمن سيسأل ، ربما تكونين قادرة على الذهاب معه في اليوم الأول وإرشاده إلى مكان الحمام.
• احرصي على أن يكون طفلك قادراً على تناول غذاءه بنفسه، والاعتناء بملابسه.
• يمكنك أيضاً إحضار بعض التفاح أو الزبيب أثناء العودة من المدرسة في حال كان طريقك بعيداً، حيث تساعده على تعزيز مستويات الطاقة ، وتقوم بعض الأمهات بذلك أثناء العام الدراسي الأول.
• توقعي أن يشعر طفلك بالتعب وأن يكون في مزاج سيئ عند وصوله المنزل إلى أن يتعود على الروتين الجديد.
• إذا كان لديك طفل أصغر أيضاً، ربما يشعر بالحيرة بسبب تغيب أخيه الأكبر لفترات طويلة ، مما سيؤدي إلى مزيد من العراك بينهما، لذا ابدي اهتماماً كبيراً بكليهما إلا أن يعتادا على الوضع الجديد.
• حاولي إلقاء التحية على أمهات أطفال آخرين أثناء إحضار طفلك من المدرسة (ليس من السهل القيام بذلك، فقط قفي بالقرب من إحداهن وقومي بتعليق ودود – وانتظري النتيجة) ، وإذا شعرت بالخجل، حاولي التبسم باستمرار وستحاول عندها الأمهات الأخريات التحدث إليكِ ، وعندما تتعرفين إلى أناس جدد، يصبح الأمر أسهل بالنسبة لكِ ولأطفالك.
• إن دعوة أصدقائه الجدد إلى المنزل للعب تعد طريقة ممتازة لمساعدة الأطفال على الاستقرار بسرعة كما أنها تساعدك على التعرف إلى الأمهات الأخريات أيضاً.