أمل جراحأمل جرّاح (1945-6 فبراير 2004) شاعرة وروائية سورية.
ولدت
أمل جراح في مرجعيون جنوبي لبنان لأبوين سوريين تلقت تعليمها في دمشق،
وتزوجت من القصصي السوري ياسين رفاعية عام 1967 لينتقلا للاقامة في بيروت
التي غادراها بعد اندلاع الحرب الأهلية في السبعينيات إلى لندن ثم يعودا
إليها مجددا.. فارقت الحياة في بيروت بعد صراع مع المرض في 6 فبراير 2004.
لديها
خمس مجموعات شعرية هي: رسائل إمراة دمشقية إلى فدائي فلسطيني (بيروت
1970)، إمراة من شمع وشمس (الكويت 1972)، وصاح عندليب في غابة (بيروت
1975)، صفصافة تكتب اسمها (بيروت 1986) وبكاء كأنه البحر والتي صدرت بعد
رحيلها بشهرين.
من رواياتها (خذني بين ذراعيك) والتي قامت بكتابتها
العام 1967 وصدرت في 2010 تحت عنوان (الرواية الملعونة) وحازت عنها جائزة
مجلة الحسناء العام 1968.
صدر بعد رحيلها بعام كتاب حمل عنوان (أمل
جراح أميرة الحزن والكبرياء) حمل معظم ماكتب عنها بعد رحيلها ومختارات من
مجموعاتها الشعرية الخمس
وَرد الصّباح وَرد المساء
شعر: أمَل جَراح
خذوا هذا الوجه
أريحوه في وجوهكم
فالتعب تجعّد على أصابعي
والريح لم تعد تغادر جدران قلبي
أنا النائية إلى أطراف الأرض.
القادمة من سجون النجوم
كل ما أراه يتحرك كالرعب
ويغمر عيني برمال الشواطئ
كل ما كان لي ولّى
وها أنا خائفة من الخطوة الأخيرة
كنت أمهر أيامي بالصمت
أن لا جدوى للصراخ
وكنت أبتسم
لأن لا معنى للصياح
الآن أقول لكم
الموت خاتمة المطاف
فليكن صياحكم صياح البراءة
وصراخكم صراخ الأطفال.
اقتلعوا أشواك الأرض
فقد أدمت أقدامنا
وأوجعت أحلامنا.
الآن أقول لكم
ما قيل من قديم
وما قد يقال:
لا جديد
الحياة تضمحل والجوع يترمل
والحزن وحده يأكل الفرح ولا ينهض
أسمعكم أيها المتعبون
تنادون هنا وهناك ولا من مجيب
أسمعكم إذ أنادي معكم
ولا من يربت على كتفي
كان الطهر ورد الصباح
كان الطهر ورد المساء
لم تعد الأسرار أسراراً
ولا العمر يلثم الحياة
وسوف أصلي أمام حفرتي
قبل أن يستبيحني التراب
لأن تراثي تحت الموج
على حشائش البحر أنام نومتي الأبدية.
اقرعوا معي الأجراس
وليؤذن المؤذنون
ذابت شموع النور
وصار الرحيل شذى الرجاء
يا مواكب النور إذ تغادر أهدابي
لا الأنبياء ضحايا
ولا الضحايا أنبياء
فلتشرق اختلاجة القلب
مثلما تشرق الأفكار في رأس شاعر
ولتصنع القبلة هيكلها
فقد آن زمان الأشرعة
وآن للسفن أن تمخر العباب
يا من شئتني أن أكون جمالاً وشعراً وكلمات
أيها الكوكب الهاوي في أحضاني زنابق وعطراً ورجولة
وداعي كبير
وحياتي لا تُغتفر
سمرني على أهدابك
أطرد من حولي الأوهام
وامسح عن عنقي مذلة الخوف
يا من شئتني أن أحبك
أحبك
هذا ندائي دون نداء
حدق إلى وجهي
كل نأمة بي تحبك، تختلج، وترتجف،
إذ تراك.
ناعمة ليالي معك
ناعمة،
وإذ يشيد الله لي هناك مأوى
ارحل عنك مهيضة الجناح
مكسورة القلب
في عيني دموع
وفي صدري يستلقي الحزن متعباً
مشدوداً إلي بالشوق والشفاعة
هرماً، مشيب الشعر والأصابع
لوح لي بيدك
وأغلق أهدابك على أسراري
وإذ أناجيك
لا تغض الطرف
فالذكرى لن تموت
والجرح لن يسكت عن الأنين
والأطفال سيمسكونني من ذراعي
ويمضون بي إلى الخلاص
حيث لا أسى ولا تعب
وحيث أصلي للإله
أرجو لك الحياة