الآفــاق المستقبليــة لتطوير أنظمـة الدفــاع الجـوي منخفضـة الإرتفاع
ترجمة: وهدان وهدان
تشكل أنظمة الدفاع الجوي الموحدة والمتعاونة على الارتفاعات المنخفضة
عنصرا حاسما في الجهاز الدفاعي العام أو في نظام الدفاع الجوي الموحد
لحماية القوات المنتشرة، ويظهر تاريخ الحروب الجوية أنه يمكن بالتصميم
والعزم تدمير الطائرات المقاتلة القاذفة المعادية وأنظمة الصواريخ المضادة
للطائرات متوسطة المدى أو تجنبها أو إبطال مفعولها.وفي حال حماية المنشآت
الحيوية كالقواعد الجوية وعقد المواصلات ومراكز القيادة والجسور ومحطات
توليد الطاقة الكهربائية يمكن الدفاع عنها بواسطة أنظمة الدفاع المتخصصة
منخفضة الارتفاع باستخدام الذخائر الذكية الموجهة، كما يمكن الدفاع عن
القوات الرئيسية المتحركة كالقوات المدرعة والميكانيكية أو قوافل التموين
بالطريقة نفسها.
ويمكن أن يتألف الخطر المعادي من أسلحة الهجوم المباشر الموجهة بالصواريخ،
ومن الأشعة التصويرية تحت الحمراء، ومن الصواريخ المتقدمة الموجودة في
الخدمة، كصواريخ أباش وستورم شادو وسكالب eg، أو صواريخ توروس وجاسم، ومن
صواريخ الهجوم البري كصواريخ توك أهوك، كما تشكل الطائرات المسيرة من دون
طيار والصواريخ المضادة للإشعاع والطائرات المقاتلة القاذفة والحوامات م/
د خطراً على القوات المتحركة والمواقع الدفاعية الثابتة، ولكن على أثر
النزاع في إقليم كوسوفو ظهرت إلى الوجود أنظمة دفاع جوي منخفضة الارتفاع
تشكل شبكات مترابطة رفيعة تحتوي على مجموعة من المستشعرات التي تساعد على
قيادة المعركة وإحكام الرمي، وهي تقوم بالاكتشاف والملاحقة وتدمير الأهداف
الجوية المعادية المقتربة من القوات الصديقة وبشكل خاص الطائرات المسيرة
من دون طيار وصواريخ الرد السريع وحوامات الهجوم المباغت، يضاف إلى ما
تقدم ذكره إيجاد مدافع م/ط حديثة عيار 35ملم يجري إحكام الرمي بها عن بعد،
ترمي ذخائر من نوع أهيد (AHEAD) مضادة للصواريخ وتمتاز بحركية فعالة،
ويتألف نظام الدفاع الجوي منخفض الارتفاع من أربع وحدات متشابكة الرمي في
كل منها مدفعان أو أكثر يمكن أن يعملا بطريقة أوتوماتيكية، ويمكن أن يقوم
السدنة بدور المراقبة والإشراف على أي نظام وأخذ الموافقة على الاشتباك من
مقر القيادة قبل أن تفتح هذه المدافع نيرانها على أهدافها المعادية، ويشبه
المستشعر في النظام المذكور رادار باحث متعدد الأشعة جديد طراز(D-3) يعمل
على الموجة أي/ جي الموجة أكس، وقد أدى استبدال الهوائي القديم طراز (D-2)
في الرادار الباحث إلى زيارة كفاءة نظام الدفاع الجوي وجهاز قيادة المعركة
إضافة إلى إمكانية الحصول على صور واضحة عن الأهداف الجوية والبحث الفعال
عن الأهداف الخفية، وفي أجهزة الرمي الشبكية يمكن تبادل المعلومات في
الوقت المناسب بواسطة برامج الحواسب الإلكترونية وتقدير درجة الخطر
المعادي وتحديد مكان جهاز الملاحقة وتوضع السلاح وفتح النار، ويمكن توحيد
أنظمة الدفاع الجوي منخفضة الارتفاع مع أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى
مثل صواريخ مروتال وكنترون أو نظام أداتس (ADATS) الصاروخي الذي يشكل
قاعدة دفاع جوية ممتازة تعمل حتى في ظروف التشويش الصعبة ويمكن الرمي به
على مدى 10كم وأكثر.
وتمتاز أنظمة الدفاع الجوي الحديثة منخفضة الارتفاع بالقدرة الكبيرة على
التصدي لمجموعة كبيرة من الأهداف المعادية والمناورة العالية وذلك
باستخدام الرادار الباحث طراز (D-3)، كما يمكنها التصدي للحوامات التي
تقوم بمهاجمتها المفاجئة والتي تكشف أهدافها على مدى (4-8)كم، وتمتاز أيضا
بتوجيه صواريخها الدقيق وحركتها المرنة برا وجوا وبحرا، ولمواجهة
التهديدات المعادية يمكن للرادار الباحث (D-3) متعدد الأشعة تغطية 70درجة
في الارتفاع و 360 درجة في الاتجاه بدقة تضاهي دقة مستشعرات الملاحقة،
بحيث يمكن أن يكشف الهدف في ثانية واحدة.
ويمكن أن توضع الأنظمة الصاروخية في أمكنة تساعدها على مجابهة الطائرات
القاذفة المقاتلة بحيث تبعد هذه الأنظمة مسافة (1500/ 2000) متر عن الهدف
المدافع عنه، ويمكن أن تستخدم ضمن هذه المنطقة ستة مدافع م/ط وبعض الأنظمة
الصاروخية أيضا، وبقدر ما للمدافع م/ط من أهمية تستخدم فيها الذخائر طراز
أهيد (AHEAD) عيار 35 ملم، لأنها بشكلها الحديث تم تخصيصها لمدافع الدفاع
الجوي التي تستخدم على الارتفاعات المنخفضة، وهي صالحة للاستخدام في أغلب
المدافع بوفورن عيار 40 ملم، وأوتوبريدا عيار 40 ملم مزدوج السبطانة،
ويمكن لأنظمة الدفاع الجوي توجيه مدافع العيار المتوسط وتزويد منصات أطلاق
الصواريخ التي تبعد أكثر من 10 كم بالمعلومات والإنذار المبكر، ويمكن أن
تتمركز المدافع على بعد أكثر من 1000م من هذه الأنظمة وتربط معها بواسطة
خط أرضي لتبادل المعلومات، ويمكن تزويد المدافع الفردية كمدفع بوفورن عيار
(40- 70) ملم برادار الملاحقة طراز (AS-ADS) موجه ك أ/ (KA)، ويمكن أن
توجه هذه المدافع عن بعد وتشبك مع أهداف متعددة بكفاءة عالية إضافة إلى
إمكانية إصابة الصواريخ الهجومية الانقضاضية بها وتدميرها.
ويجري في الوقت الحاضر تعزيز أنظمة الدفاع الجوي على الارتفاعات المنخفضة
بالرادار الباحث نوع بيج (PAGE) قوة 20 واط موجة مستمرة يجعلها قادرة على
اعتراض الصواريخ القادمة وسد الثغرات والإنذار المبكر لمنصات إطلاق
الصواريخ، كما يمكن تعزيزها بنظام البحث والملاحقة الإلكترو بصري طراز
ميرادرو (جي بي أس) (Mirador GBS)، كما يجري تزويد القوات ومراكز القيادة
والمواقع بالصواريخ مع توحيد أنظمة المراقبة الشاملة والمستشعرات والحواسب
الإكترونية وأجهزة الاتصال المعلوماتية لصواريخ ستنجر- ميسترال- هوك
وغيرها، وذلك من أجل كشف الهدف وتمييزه وتحديد هويته واستخدام وسائط
السيطرة على كامل المجال الجوي، وتطبيق مبادئ الاشتباك مع الأهداف
المعادية مثل: تقدير العدو- تنسيق عمل الأسلحة- توزيع مهام الرمي مع
الإحكام اللازم.
كما وتشمل برامج تطوير صواريخ الدفاع الجوي الصواريخ التي تركب الشعاع
الليزري كصواريخ شوراد المستقلة التي تم تطويرها بالتعاون فيما بين الجهات
المصنعة وأنظمة ميكرو سوفت، وهي أنظمة دفاع جوي قتالية منخفضة الارتفاع،
وقد أجريت عليها بيانات عملية الذخيرة الحية في السويد، وللدفاع عن
الأغراض الحيوية يجري ربط (3-4) وحدات صاروخية نوع شوراد (SHORAD) بعضها
مع بعض بواسطة أجهزة لا سلكية، وهي قادرة على الدفاع عن تلك الأغراض على
مسافة 15 كم، ويشمل التطوير أيضا الصواريخ المضادة للإشعاع عالية السرعة
والقنابل الموجهة بأشعة اللايزر التي تطلق من أمدية متباعدة وعلى ارتفاعات
مختلفة، وتضم سرية الصواريخ من هذا النوع مراكز مراقبة وتنسيق (+4) مراكز
توجيه يتمركز كل منها على بعد 10 كم من مركز المراقبة والتنسيق الذي يوجد
فيه عادة عاملان يسكنان في شق من الأرض وملجأ مقياس 20 قدما محمي من أسلحة
التدمير الشامل مع رادار باحث (D-3) وجهاز لا سلكي مداه 100 كم، وفي كل
توجيه صاروخي يوجد أيضا عاملان مع رادار باحث إحكام رمي طراز أركسون مداه
30 كم، إضافة إلى آلة تصوير حراري ومستشعرات أرصاد جوية للتنبؤ عن حالة
الطقس، وهو مزود بأربعة صواريخ طراز (Close RBS 23) جاهزة للرمي تحتوي على
رؤوس قتالية حشوة جوفاء أو متشظية مع صمامات تقاربية أو تصادمية، تعادل
سرعة الصاروخ 900م/ ث بعد الإطلاق ومن ثم يستمر طيرانه بمحركه الرئيسي
نفسه لمسافة معينة وبسرعة (700-800) م/ ث قبل نفاذ وقود المحرك، بحيث تبدأ
السرعة بالتناقص، وملك الصاروخ القدرة على اعتراض أية طائرة مقاتلة في
المجال الجوي المراقب على مسافة 15 كم.
الخلاصة:
تشكل أنظمة الدفاع الجوي الموحدة على الارتفاعات المنخفضة عنصرا حاسما في
الجهاز الدفاعي العام أو في نظام الدفاع الجوي الموحد لحماية القوات
المنتشرة ضد الأخطار الجوية المعادية، ويجري في الوقت الحاضر تطوير كبير
على صواريخ الدفاع الجوي يمكنها من اعتراض الأهداف الجوية المعادية
وتدميرها عن تحليقها واقترابها من المواقع والأهداف الصديقة، وتمتاز
بالتصدي لمجموعة كبيرة من الأهداف المعادية والمناورة العالية، وقد تم
تزويدها بمستشعرات تجعلها قادرة على اكتشاف الهدف في ثانية واحدة، وتشمل
برامج تطوير صواريخ الدفاع الجوي الصواريخ التي تركب الشعاع اللايزري
والصواريخ المضادة للإشعاع عالية السرعة والقنابل الموجهة بأشعة اللايزر.
المراجع:
1- حماية القوات من الأخطار الجوية، مجلة الدفاع الدولية، أكتوبر 2005.
2- الصواريخ راكبة الشعاع اللايزري، مجلة جيوش العالم الفرنسية، أغسطس 2004.
3- وحدات الرمي الشبكي م/ط، مجلة الدفاع الجوية، فبراير 2006.
انت الزائر رقم
لمواضيعي
تحياتي عمر العمري