أيها الإنسان.. لمَ الحزن؟! معذرة عزيزي القارئ على هذه البداية.. فقط هو
إحساس انتابني فجأة ودون مقدمات.
لا تحزن.. اذهب بعيدًا عن شجرة الحزن
التي تقيم تحتها.. بعيدًا عن شجرة اليابسة التي تمنحها ثمرًا أو ظلالاً..
ابحث عن سعادتك التي تبغيها، تجد صحتك وعافيتك.. اضحك من قلبك وافتح نوافذ
الفرح ليدخل بيتك، وكفاك حزنًا أيها الإنسان.. يا من تملك أسرار صحتك التي
هي بين يديك.. على شفاهك.. في قلبك وروحك.. تستطيع أن تعثر على ما تريد من
الاطمئنان إلى الحياة.. تستطيع أن تجعل الصباحات أجمل.. والمساءات أجمل
وأحلى إذا استطعت أن تضحك من القلب.. أن تبتهج كما يجب أن تكون البهجة.
البعض
يقول: إن الأحزان ثقيلة.. الهموم لا تنقطع.. أسباب الأسى أكثر من أسباب
الفرح.. لكنهم لا يعرفون أن البكاء على ما فات لا يُعيد ما فات.. وأن
البكاء على الأحلام، التي لا تتحقق، لا يجعل الأحلام حقيقة واقعية في
عيونهم.. وأن البكاء على الخسارات والإحباطات والمرارات لا يُغير الأحوال..
فلماذا إذن يُهدرون الوقت والصحة؟!.. ولماذا يخسرون راحة البال؟!.. فقط
أقول لهم: اضحكوا.. اضحكوا من قلوبكم.. اضحكوا لتطردوا الهم والغم.. اضحكوا
لتتحصنوا ضد الأمراض التي تتربص بكم.. وقايتكم تكمن في الفرح والسعادة..
وقاية أبدانكم في الضحك من القلب.
جميعنا يعرف ويعلم تمام العلم كيف
ينقذ الإنسان نفسه، حين يفتح قلبه للبهجة، وحين تصبح ضحكته دليلاً على حب
الحياة.. وبالرغم من الضغوط الدائمة اليومية التي تواجه الإنسان وتحاصره في
بيته وعمله وتجعله فريسة سهلة لأنواع شتى من الأمراض النفسية التي تصحبها
الأمراض العضوية، فإن مناعة الجسد تكتسب قوة وفاعلية عندما تتحفز إرادة
الإنسان في مواجهة هذه الضغوط وعدم الاستسلام لها لأن ضعفنا أمام هذه
الاختبارات اليومية من الهموم والمشاكل يُسلبنا القمة ويُلقي بنا إلى
التهلكة حين تكتسح الأمراض أجسادنا وتخترقها، فلا نجد الحيلة أو الوسيلة،
وكان في إمكاننا أن نُجنِّد طاقتنا النفسية في إبعاد الخطر بضحكة بسيطة من
القلب.. «ضحكة» تصدر عن قناعة وعن وعي وإدراك بأن البهجة في الحياة ليست
ترفًا، إنما هي «ضرورة» ليست حياتية فحسب، بل صحية في المقام الأول.. فقط
نضحك من قلوبنا.. ابتسم أيها الإنسان.. وأسعد حياتك وكنْ إنسانًا
متفائلاً.. لا تنظر للحياة نظرة سلبية ولا حتى إيجابية.. فقط كنْ حكيمًا..
وأمسك زمام الأمور.. اهتم بطاعة خالقك.. أدّي فروضك.. لا تهملها.. كنْ
نشيطًا لا كسولاً.
دعني أقول لك: جميل جدًا أن تحب من حولك بقلب صادق
وتكون إنسانًا يعتمد عليه.. محبوبًا ممن حولك.. لأنه تتفاوت قيمة الإنسان
بتفاوت حب الناس واحترامهم له.. حب لا يضاهيه أي حب في الدنيا.. -حِبْ
والديك- كنْ طفلاً لأمك، فقد أسرفت هي في حنانها لك.. فأسرف أنت أيها
الإنسان في طاعتها ورضاها.. كنْ رجلاً لأبيك.. يُعتمد عليه وسندًا له في
وقت ضيقه.. كونى له فخرًا وعزة وطبّقي مقولة: «كل فتاة بأبيها مُعجبة»..
ابتسم أيها الإنسان.. فإن الابتسامة «صدَقة».. تفنن في صياغة الكلام..
واعلم أن الكلمة الطيبة هي تأشيرة الدخول وسلْب محبة الناس وكسب احترامهم..
ابتسم فإن الابتسامة تُذلل الآلام والصعاب.. ابتسم لأن الابتسامة ليست
مالاً تٌشقى للحصول عليه.. فقط ابتسم.. وكنْ هكذا دومًا.. أنت كما أنت..
قوي واثق.. واجعل من نفسك الطيبة صديقة لك.. فهي أصدق وأطهر.. ودومًا اخلق
من الألم ابتسامة.. ومن الهزيمة انتصارًا.
وتذكر أيها الإنسان.. أن
السعادة لا تكمن في التفاهم الكامل مع الحياة.. بل في القدرة على تجاوز سوء
التفاهم، ولو أحزنتك لحظات