اتهمت مصادر اسرائيلية حزب الله اللبناني بامتلاك صواريخ من طراز 'سكاد دي'
ومقذوفات صاروخية حديثة من طراز ام 600 بعيدة المدى ودقيقة بمساعدة سورية
وايران، وبأنّ الحزب يشغل قاعدة صواريخ سكاد على الاراضي السورية.
وقال المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس' العبرية، عاموس هارئيل، استنادا إلى
مصادر استخباراتية رفيعة في تل أبيب، إنّه في الأشهر الأخيرة أعدّت أجهزة
الأمن الإسرائيلية والغربية عدة تقارير عن مساعي التسلح لحزب الله
بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية، بمساعدة من ايران وسورية.
وأشار هارئيل إلى أنّه في إسرائيل يعبرون عن قلقهم البالغ من توثيق التعاون
بين سورية وحزب الله، وكذلك من مستوى التنسيق في اطلاق الصواريخ اثناء
الحرب. وتابع قائلاً إنّه من التصريحات العلنية المختلفة لرجال حزب الله
يتبين أنه في حالة الحرب، ففي نية المنظمة اطلاق مئات الصواريخ كل يوم نحو
الجبهة الداخلية الاسرائيلية وضرب قواعد سلاح الجو، مواقع البنى التحتية
الاستراتيجية والتجمعات السكانية في وسط البلاد، مؤكداً أنّ التزود
بالصواريخ الدقيقة كفيل بان يسمح لحزب الله ايضا بضرب الرموز السياسية
والعسكرية في الدولة العبرية، على حد قول المصادر الرفيعة.
ولفت هارئيل إلى ما نشرته مؤخرًا الصحيفة الأمريكية 'وول ستريت جورنال'
والتي قالت إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية نقلت الى سورية قبل نحو سنة
منظومة رادارات متطورة. وحسب التقرير، فانّ الرادار سيعزز منظومة الدفاع
الجوي في سورية، وسيساعد عناصر حزب الله في جنوب لبنان، بل وأكثر من ذلك،
فإنّ من شأنه أن يحبط محاولة اسرائيلية محتملة لهجوم جوي على ايران، مؤكداً
أنّ الصحيفة الأمريكية استندت في تقريرها الحصري الى مصادر سياسية وأمنية
في كل من واشنطن وتل أبيب، مشيرًا إلى أنّ سورية وإيران نفتا الخبر الذي
نُشر في الصحيفة الأمريكية.
وبحسبه فقد أفادت الصحيفة أنّ الرادار نُقل في منتصف 2009، في ظل خرق
العقوبات التي فرضها مجلس الامن في الامم المتحدة على ايران في 2007، والذي
يمنعها من بيع او نقل سلاح ومعدات قتالية، علاوة على ذلك، اقتبست الصحيفة
الأمريكية عن الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي قوله إنّ ايران تطور استخبارات
سرية وقدرة على الكشف الجوي لديها. ويتواجد ممثلون ايرانيون في سورية،
والمساعدات في نقل الرادارات هي فقط تعبير واحد عن التعاون بين الدولتين،
على حد تعبيره.
أمّا الناطق بلسان السفارة السورية في واشنطن فوصف النبأ بأنّه مناورة
علاقات عامة كلاسيكية من اسرائيل، وادعى بأنّ هدف المناورة صرف الانتباه عن
جرائم اسرائيل في غزة وفي المناطق المحتلة. وقال المحلل الإسرائيلي أيضاً
إنّ سورية معنية بتحسين قدرة الدفاع الجوي لديها والكشف المبكر الذي في
حوزتها، في ضوء القدرة المهنية العالية لسلاح الجو الاسرائيلي ولا سيما على
خلفية الهجوم على المنشأة النووية في شمال شرق الدولة في ايلول (سبتمبر)
2007، أي في دير الزور. وحسب تقارير في وسائل الاعلام العالمية، قال المحلل
هارئيل إنّ سلاح الجو الإسرائيلي تمكن في حينه من تجاوز مضادات الطائرات
السورية، موضحًا أنّه في اول رد فعل لها على الحدث، فور القصف، ادعت سورية
بأنّ منظومة مضادات الطائرات لديها شخصت الطائرات الاسرائيلية ونجحت في
تهريبها من خلال اطلاق النار عليها.