أمة سريعة الأشتعال
أحمد حسن الزعبي
الأثنين 14-6-2010
الذي تابع ردّة فعل الشعوب العربية قبل اسبوعين على الهجوم»الاسرائيلي» على أسطول الحرّية..توقّع أن الزفير الغاضب سيستمر شهوراً حتى يهدأ، وأن المظاهرات والاعتصامات وخطابات التنديد والمقاطعات وصور أردوغان التي غطت الصحف والمواقع الأليكترونية ودوائر الأحوال المدنية ومراكز الأمومة والزجاج الخلفي للباصات والواجهات الامامية لـ»الفيس بوك» ستتوالد بالتوائم الى ما لا نهاية..
وكل من هو جديد على «صنعة العرب» كان يخيّل اليه ان هذه الصحوة المنتظرة.. التي سيستل فيها العرب السيوف من تحت بناطيل الجينز وسراويل «الأديداس» ويبدأون معركتهم ضد مضطهديهم ومستعبديهم ثأراً للكرامة المختبئة في تنّور الخبز منذ القرن الثالث هجري..
وقبل ان تُمسح دماء شهداء الحرية بليف الأسفنج وصابون»جولدن» من على ظهر السفينة التركية..خلع العرب غضبهم كما يخلع الموظف ربطة عنقه فور انتهاء الدوام الرسمي.. علّقوه على مشجب التاريخ لحين اغتصاب جديد واحتلال جديد و»هيزعة»جديدة...
وفي أقل من لحظة «لبسنا بدلة رياضية».. وبدأنا بالتظاهر الجديد والتنديد والشجب «لكرت الجزيرة» العدو الجديد . كما بدأت تحتل صور «ميسّي» و»كاكا» و»كانفارو» و»فييرا» معظم الصحف والمواقع الاليكترونية ودوائر الأحوال المدنية ومراكز الأمومة والزجاج الخلفي للباصات والواجهات الأمامية لــ» الفيس بوك» كبدلاء شرعيين لوجه البطولة..
***
أمة لها خصائص السيجارة.. سريعة الاشتعال سريعة الانطفاء لن تنجب سوى رماد ودخان و»سرطان» رئوي..