ملامحها تنم عن طفولة وشقاوة وحب وإقبال على الحياة دون خوف فلا تعترف بالخوف في الإقدام على أهم خطوات حياتها تؤمن بمقوله (من خاف سلم) لكنها في ذات الوقت ترى أن الخوف الزائد عن الحد هو بداية النهاية كما يقولون، عاشت أوج تألقها من خلال المبدع الراحل أسامه أنور عكاشة التي تشعر بعد رحيله بافتقاده وكأن جدار الدراما المصرية أصيب بتصدع شديد تأمل أن لا ينهار، إنها الفنانة الخارجة عن المألوف العاشقة للتحدي ميس حمدان التي التقاها موقع "فرفش" في حوار فضلت ميس أن تبدأه بالحديث عن أبيها الروحي أسامه أنور عكاشة الذي رحل قبل أن يكمل حلمها:الفنانة ميس حمدان فضلتي أن نبدأ حديثك معنا بالحديث عن الكاتب الراحل أسامه أنور عكاشة لماذا هو تحديدا رغم عملك مع آخرين؟
تصمت ميس ثم تقول بصوت حزين: لا تقارن بين أستاذي وأستاذ كل ممثل مصري الأستاذ أسامه أنور عكاشة وبين غيره من الكتاب هذا مع كامل احترامي وتقديري لصغيرهم قبل كبيرهم لكن هذا المبدع يتعامل مع الممثل بمنطق أخر ألا وهو منطق الحب فلا تتخيلوا حينما عملت معه في الجزء الثاني من مسلسل (المصراوية) إلي أي حد كنت اشعر باحتوائه والله العظيم كنت اشعر انه أبويا، انه عائلتي كلها ومطمئنة على نفسي وأنا اعمل معه للدرجة التي بها لم اقرأ الورق الذي أرسله لي فمن أكون أنا حتى أفكر انه من الممكن أن لا يعجبني ورق لمسه خيال الأستاذ أسامة خطت أنامله عليها.
الأستاذ أسامه وثق في جدا ووثق في إمكانياتي الفنية وتحدى بي الكثيرين فلو تتذكرون أني حليت محل الفنانة غادة عادل التي جسدت شخصية نواره في الجزء الأول من العمل وجئت بدلا منها في الجزء الثاني رغم أن غادة تلك الفنانة الجميلة القوية التي لها حضور طاغي على الشاشة كانت بطلة إلا انه اختارني رغم عدم وجود أي خبرة تليفزيونية لي فكيف اصف هذه الثقة التي وضعها في، بصراحة أنا حزينة حزن شديد على فقدانه وكنت أريد أن يشهد نجاحاتي القادمة لأقول له أن الفضل لله ثم لك لكنه مات قبل أن أحقق هذا الحلم، واعتذرت عن تصويري في مسلسل (أنا والعنيدة) يوم وفاته لأني لم استطيع الفصل بين حزني على رحيله وبين قدرتي على التمثيل فشعرت أنى لابد وان أعلن حالة الحداد على الأقل في هذا اليوم حتى اهدأ من صدمة وفاته التي زلزلتني بل وزلزلت ممثلين مصر جميعهم رحمه الله سبحانه وتعالى وبحق معاناته مع المرض الذي عانى منه مؤخرا أتمنى أن يسكن الجنة.
بمناسبة حديثك عن مسلسل (أنا والعنيدة) ماذا تقولين عنه؟
تجربة جميلة أتمنى أن أكون بقدر مسؤوليتها فلا تتخيلون كيف أن شخصية فاتن الحلواني التي أجسدها أرهقتني نفسيا لآي درجة هذا لعدة أشياء أولها أن الشخصية لفتاة شعبية وهى أول مرة أجسد فيها مثل هذه الشخصية المركبة ولكنى لا أخفى عليكم أن طريقة الكلام والمشي كنت اعرفها من الفتيات الشعبيات الذين كنت أقابلهن في الشارع وفي المواصلات العامة فحفظت ملامحهم كما أنى سبق وتحدثت معهن كثيرا،وأحب أن أضيف أن عشقي للتقليد كثيرا ما يساهم كثيرا في تسهيل دخولي داخل أعماق الشخصية.
ما أصعب مشاهدك في هذا العمل؟ |
لا استخدم الجليسرين لعيوني |
صدقوني المشاهد كلها صعبة جدا جدا لكن بشكل خاص فان أصعب هذه المشاهد هي التي تستدعي البكاء وإذا استخدمت الجليسرين فانه على عكس ما يفعل بالناس جميعا يندى جفونهم ويدمعهم إلا انه يعمل على جفاف عيوني ولا اعرف كيف لكن هذا ما يحدث فعلا،وكانت مشاهد البكاء كثيرة جدا في العمل فاضطربت أن استجمع كل الأحداث الحزينة في حياتي حتى أتأقلم على وضع الحزن وأكون صادقة وطبيعية مع نفسي أولا واستطيع أن أعيش بداخل تفاصيل الشخصية ومع جمهوري ثانيا وأتمنى أن المسلسل إن شاء الله يحقق نجاح كبير بقدر المجهود الذي بذلناه فيه جميعا أنا وفريق العمل المكون من هشام عبد الحميد واحمد سعيد عبد الغنى وماجد المصري وعبير صبري وميمي جمال وصبحي خليل، وعدد من الوجوه الشابة والمؤلف الكبير عبد المنعم شطا والمخرج عادل الأعصر،وليسوا هؤلاء فقط بل الفنين وعمال الإضاءة ومديرين التصوير وكل عامل في المسلسل من اصغر لأكبر عامل لان مجهوداتهم فعلا تستحق الاحترام.