ذات يوم وعلي مقاعد الدراسة ...احببتُ رفيقة ..أعلنتُ لها
وعليه الحب علي الفور ..وبشجاعة فائقة ..أُحبكِ هكذا
..
تلعثمت هي ..احمر لون وجنتيها ..طارت
أوراقها في الفضاء ..
وعلي صدرها ..وقفت
مرتبكةً بدت لي ..ترددت الكلمات في
حلقها
ولم تقوي علي الخروج ...ثم غادرت المكان ...
ولاحقا عرفتُ أنها قد غادرت الزمان أيضا ..وأنها لم تعرف
الحب يوما ..فتأسفتُ كثيرا لأني أخبرتها عنه ..كانت
تخاف
الحب الذي لم تعرفه قط ..وتعتبره
الجرم الذي يُعاقبون عليه
بالموت
..اعتذرتُ منها عن حبي ..وطلبتُ سماحها ..وعاهدتها
يومها بألا يعرف أحدٌ بما دار بيننا ..ولا بما بدر مني فلربما
فُصِل ذلك الرأس الجميل عن ذاك الجسد الأجمل ..ومضينا
كرفاق دراسة فقط ...حتي استراق النظرات لم نسمح بها
..
وذات يوم ..كتبت لي ورقةً صغيرةً ودستها
في كراستي ..
كما في فيلم مصري قديم
..وجيدٌ أم أحدا لم يستعر مني
كراستي أو
أنني لم أتركها كما أفعل عادةً مع أحد ما .. فلم
أكن أعرف أن جُرما بداخل كراسة محاضراتي يُعاقب عليه
الناس لا القانون ..وعندما وجدتها كان ما كُتِ ب عليها ..
..( ..أُحبك ..أُحبك ..أُحبك ..لا أراني إلا بين
أحضانك ..سأغير
مفاهيمي كلها عن الحب لأجلك
..فهل ما زلت تُحبني ..؟ )
لكنها جاءت
متأخرة...ومضي بها الزمن ..وصار الزمن غير
ما
اشتهته سفينتها اليوم ..فلم أرد في البدء ..لكنها فهِمت
واعتذرت اليوم هي الأخري الآن ..ودعوتُ لها أن يكون عقلها
لا قلبها فقط ..رفيق خياراتها القادمة ..وانتهي موسم
الإمتحانات ذلك العام ..
في العام التالي ..لن تُكمل دراستها ..لقد تزوجت بمن لا تُحب ..
هكذا عرفتُ لاحقا من أحد ما ...وحزِنتُ عندما قال لي
ذلك
الأحدُ أنها ما كانت سعيدةً أبدا
...وأنها قصفت زهور عمرها
مبكرا وهي لا
زالت ورودا ..وأنها اختارت بسرعة البرق من
خطف
سنوات عمرها الزاهية ..وهكذا فعلت بنفسها خطاً ..
ربما للمرة الثانية ..
حموده