كل الاحترام لهذا القضاء

العدل . ما أروعها من مفردة وما أكثرها إجلالاً هُناك في بلدان العالم الأول المتقدمة في كل شيء فليست المخترعات وحدها ولا الاقتصاد المهول ولا القوة العسكرية الجبّارة هي ما جعلتهم يحكمون العالم بل في تمسكهم بقيم العدل والمساواة وصيانة حُريات الانسان وحقوقه .

والعدل هو مطلب الناس جميعاً. بالعدل تسود الأمم وبالجبروت والظلم والطغيان تنهار.كل الأديان بما فيها غير السماوية تحث على العدل بين الناس دلالة على قيمته عند البشر وديمومة حياتهم بهِ. في قاعات المحاكم يُفترض أن يقطن العدل ويسود مهما كانت الظروف والمصالح بل وحتى العواطف ، يجب أن تُحيّد جانباً وتبقى الكلمة الفصل للعدالة والحق.

كُنت أقرأ كتاباً عن ألمانيا تلك البلاد العظيمة التي انبثقت من بين أنقاض وركام الحرب والهزيمة لتصنع نفسها بنفسها قام بتأليفه الدكتور إيهاب الشريف ونشرته دائرة الصحافة والإعلام التابعة لحكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية. توقفت مليّاً عند حكاية أوردها المؤلف عن احترام الألمان والمؤسسات هُناك لاستقلال القضاء فقد أصدرت محكمة ألمانية مُختصة حُكماً بإلقاء القبض على أحد المتهمين بالاشتراك في عمليّة إرهابية ، وأشارت معلومات الأجهزة الأمنية الألمانية إلى أن هذا المتهم سيكون في يوم صدور الحُكم في بلدٍ لن يُسلّمه لألمانيا وللعلم فالمتهم لم يكن يعرف بأن

أجهزة الأمن الألمانية ترصده لذلك لم يكن حتى هذه اللحظة يضع قيوداً على تنقلاته وكان بالإمكان تقديم النصح للقاضي بتأجيل إصدار الحُكم ليومٍ أو يومين حتى يتم تنفيذ الحُكم لكن هذا لم يخطر على بال أحد هناك بسبب استقلال القضاء . الذي حدث أن القاضي ولاعتبارات قانونية أنهى إجراءات المحاكمة في نفس اليوم وكان عليه أن يصدر الحُكم لأن التأجيل غير المبرر لا يُسمح بهِ بدون ضوابط.

توقفت هُنا ووضعت الكتاب جانباً وتخيلت ما يدور في محاكم أُخرى من تجبّر القضاة وطاووسيتهم وتأخير القضايا وتأجيل البت فيها أشهراً بل سنوات ، وتغيير الأحكام واختلافها من قاضِ لآخر حتى ولو كانت قضايا مُتماثلة في كل شيء ناهيك عن ترك الأحكام لاجتهادات القضاة حيث لا وجود لما يُسمى بتقنين الأحكام. ثم تذكرت أن الملك العادل عبدالله بن عبدالعزيز قد أولى ولا زال جانب القضاء في بلادنا جُل اهتمامه وهناك مشروع لتطوير القضاء يأمل كل مُحب للعدالة أن يرى نتائجه على ارض الواقع قريباً.ثم الأمل بالوزير الشاب الدكتور محمّد العيسى كبير

حموده[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]