عرفنا في قصة "مصباح علاء الدين" ذلك الجني المارد الذي ينفذ أي رغبة تخطر ببال علاء الدين. كل ما كان على علاء الدين فعله هو حك مصباحه ومن ثم يظهر الجني. إن لديك داخلك جنيا أقوى وأعظم بكثير من مارد علاء الدين وهو مستعد لتحقيق كل ما تأمره به. إن لم تكن قد أيقظته فعلاَ، عليك القيام بذلك فوراَ.
استطاع العظماء منذ أقدم العصور إما بشكل حدسي بديهي وإما بالمعرفة والعلم أن يدركوا أنهم يمتلكون قوة يمكن أن تخدمهم تماما كما كان الجني يخدم علاء الدين. كانوا يستدعون هذه القوة لمساعدتهم على إنجاز الأعمال أو الفنون العظيمة، التأليف، الاختراع، أو الكتابة ولقد عرف الحكماء هذه القوة عندما قالوا: "حقيقة ذاتك هي ما تعتقده في عقلك اللاواعي".
على الرغم من الموهبة الفائقة لعقلك اللاواعي وقدرته غير المحدودة فإنه مجرد عبد خادم لك ينتظر أن تعطيه الأوامر. إنه لا يستطيع أن يأمر نفسه. إنه آلية موضوعية تلقائية تعمل بإخلاص على أن تحقق لك أي شيء تلح عليه به بشدة. إنه شريك مهم وجدير بالثقة يزودك بجميع المعلومات الضرورية التي تحتاج إليها لصنع الحياة التي تريدها.
إن عقلك اللاواعي يستجيب وفقا للمعتقدات والقناعات التي تحملها في جانب العقل الواعي. إن عقلك الواعي يختار ما يعتقد أنه مناسب وصحيح وعقلك اللاواعي يقبل دون مناقشة أي شيء يمليه عليه عقلك الواعي. ومن المهم أن تتذكر أن عقلك اللاواعي يتقبل الفشل بنفس البساطة التي يتقبل بها النجاح وسيساعدك على تحقيق الاثنين بنفس السهولة
يعمل عقلك اللاواعي حالياَ لصالحك أو ضدك تنفيذاَ لأوامر عقلك الواعي، كل ما عليك فعله هو تحديد هدف جديد وإعطاء الأمر لعقلك اللاواعي لتنفيذه والابتعاد عن الفشل والتردد. إن لم تنجح فاعلم أن عقلك الواعي لم يؤمن بفكرتك بالشكل الكافي لتحويلها إلى أمر صارم ومحدد. جرب فلن تخسر شيئاَ.