موضوع: العنف ضد النساء ... بحث وتحليل الأحد مايو 23, 2010 1:19 pm
العنف ضد النساء ... بحث وتحليل
إحصائيات على الصعيد العالمي دلت الإحصائيات أن ثلث نساء العالم هم ضحية عنف نفسي ولفضي أومادي في مرحلة من مراحل حياتهن
في المجتمع العربي العنف ضد المرأة إرث ثقافي له تاريخ طويل يمتد إلى أيام الجاهلية الأولى حينما كان الرجل يفتخر بقتل الأنثى (رمزالفضيحة والعار) كما كانوا يعتقدون ولاتزال بيننا رواسب من ذلك الإرث تتفاوت حدته من بلد لآخر حسب مستوى التقدم الفكري ومكانة المرأة في المجتمع
في المجتمعات الأروبية سبب تعنيف المرأة هو غالبا مرض السادية والعدوانية وخلل في التربية غير أن القانون ينصف المرأة وحقوقها المادية والمعنوية ويعتبرها على قدم المساواة بينها وبين الرجل
تعريف يقصد بالعنف ضد المرأة كل ما يؤدي إلى ضرر يمسها ماديا أو معنويا أو نفسيا العنف نوعان ظاهر وصامت عنف ظاهر هو ما يصل إلى السلطات ، وهو الأقل وعنف صامت يتم بين الجدران ، وهو الأكثر انتشارا
مظاهر العنف درجات وأنواع 1/ العنف اللفظي متمثل في السب والقدف والشتم والإهانة والتهديد
2/ العنف النفسي وهو أشده سببه نظرة الرجل للمرأة نظرة دونية : كأنها ملكه وأقل منه ذكاء وتسييرا لشؤونها وشؤون الحياة نظرة مهينة : كأنها حصريا رمز للفتنة والتسلية والمتعة والجنس وهذا يولد في عقله الباطن إحتقار دفين للمرأة سببه تناقض بين ميولاته وتربيته الدينية وهي ظاهرة إنفصام في الشخصية تطغى في المجتمعات الأكثر تقييدا لحرية المرأة وأشدها عنفا تجاه المرأة عنف أغلبه عنف نفسي وصامت يتمثل العنف النفسي في : - حرمانها من منصب تستحقه - التمييز في المعاملة في الوظيفة والمرتب - حرمانها من المساواة في فرص التعليم والتدريب والعمل - ضغط الرجل على زوجته لاستعبادها - الشك ؛ وهو نوع من التنفيس عن وسواسه للمرأة المملوكة - الإكراه والإغتصاب - الخيانة الزوجية - التهديد بمنعها من أبسط حقوقها - الإستلاء على راتبها ومنعها من مالها الخاص - تحميلها أداء عدة أدوار في البيت والمجتمع دون توفير الوسائل المعينة لها
3/ العنف المادي : متمثل في الضرب والجرح في الإغتصاب ؛ وقد دلت بعض الإجتهادات القانونية في أوروبا أنه حتى الزوج يمكن أن يتهم قانونيا بالإغتصاب ويعاقب عندما يكره زوجته دون رغبتها .
مصادر العنف كثيرة : - الأب - الزوج - الأخ - المشغل - الجار - بل حتى المرأة ...! ضد بنات جنسها
المرأة مستهدفة للعنف منذ ولادتها في أسلوب التربية الخاطئ للأم التي هي حريصة على الحفاظ بالتقاليد والعادات ونقلها من جيل لآخر والتي تربي أبنائها على التفرقة بين البنت والولد وتربي البنت على الطاعة والخجل وينظر للبنت على أنها مصدر الانحراف والعار الذي قد يلحق بالأسرة فيسارع إلى إيقافها من التعليم وسجنها أوتحجيبها وتزويجها من أول طارق وينظر المجتمع إليها بريبة إذا طلقت
كل مجتمعاتنا العربية ذكورية ومن قديم الأزمان تحكمها قوانين وضعها رجل لكن هناك بلدان تحررت بعض الشيء وغيرت قوانينها لتنصف المرأة وحقوقها الإنسانية ووضعها في المجتمع غير أننا نرى بعض البلدان تستعبد نساءها وتحجب أطفالها وتفرق بين الجنسين في المدارس وتجعل بينها فروق وحواجز وكأنهما أعداء ..! وأصبح الجنس اللطيف في حصار في مجتمع رجالي محض أطبق عليها حصار سجن الجنس والمتعة والفتنة وهذا من أقسى مظاهر العنف ضد المرأة ..! فالرجل كثيرا ما اساء استخدام حق القوامة ليستعبد به شريكة حياته . مستخدما هذا الحديث أو تلك الآية في غير محلها وهنا تطرح إشكالية القوة والضعف كمدخل لتفسير مفهوم العنف تجاه المرأة من هو المذنب ؟ الجانى أو المجنى عليه ؟ وبما أن الرجل قوي إجتماعيا والمرأة ضعيفة إجتماعيا فالمراة متهمة مسبقا وعندما نسأل لماذا ؟؟؟ تكون الاجابة : - ' لاشك أنها ارتكبت ما يستحق عليه ذلك التعنييف ' (...!) (النفسي أو المادي ؛ الضرب الإهانة أو الخيانة مثلا ) والغريب أن هذه عبارة كثيرا ما نسمعها من النساء أنفسهم ...! ويبدأ الناس بتوجيه أصابع الإتهام إلى الطرف المجنى عليه لأن عادة ما يميل الضعفاء إلى إتهام الضعيف لأنهم أكيد يخشون القوي إذن لا تستطيع المرأة أن تشكوه إلى أهلها فهي لا تملك الجرأة للأعلان عن هذا الظلم لأنها تدرك أن الأهل لن ينصفوها بل سيعيدونها صاغرة إليه وهي مضطرة أن تبقى مقهورة حتى لا تتحقق الصورة التي اختزنتها في ذاكرتها : بأن سبب فشل الحياة الزوجية والطلاق هي المرأة وسبب تشتت الأسرة هي الأم والمرأة العربية تخاف من الفضائح وشماتة الناس كل هذه الأمور تجعلها تصبر وتصمد وتضحي بكرامتها في سبيل أبنائها كما أن هناك آراء وأفكار خاطئة راسخة في ذاكرة المجتمع العربي التقليدي ومن قديم العصور : - في بعض التقاليد والعادات الغير العادلة ...! - وفي الأفكار الموروثة والملقنة أساسها ثقافة التبعية الفكرية والرجعية الدينية والتزمت الفكري وعدم الإجتهاد في الدين وقوانين الأسرة والمجتمع ولربما هو الخوف من التجديد والتغيير لتبقى الأمور على ماهي عليه في صالح الرجل ...! وتضل المرأة ذلك الكائن الضعيف الذي يعيش تحت رحمة الرجل .
الحلول لمحاربة العنف إن بعض الحلول جوهرية وأساسية لكن يلزمها وعي المجتمع بوجود العنف ضد المرأة والرغبة الفعلية في تحريرها وتكريمها :
1/ تعميم الوعي بمحاربة الأمية والإعاقة الفكرية والتخلف الفكري بتعميم مدارس مختلطة لكي نربي جيلا سليما لا نضع حواجز بين الجنسين فليس هناك فرق بينهما سوى الفرق الفيزيولوجي
2/ الإجتهاد في الدين وتغيير النصوص القانونية لتتناسب مع تطورات العصر فلا يعقل أن يضل الرجل يمارس العنف ضد المرأة بحجة أن الرجال قوامون على النساء وأن المرأة ملزمة بالطاعة العمياء للرجل ونحن في القرن الواحد والعشرين
3/ تغيير أسلوب التربية - حدف كل الفوارق في التربية بين الولد والبنت - مراجعة بعض النصوص في المقرر المدرسي ..! الذي تصور الولد يلعب بالكرة في الشارع أو يقرأ كتاب مع والده في الصالون والبنت تنضف البيت أو في المطبخ تحضر الأكل مع أمها صور تربينا عليها ... إلى أن ترسخت في ذاكرة المجتمع وترسبت في العقل الباطن ..! فنبثت منها تجاوزات وكل أشكال العنف إلى أن أصبحت عادية ...! - إحترام الطفولة التي هي مرحلة اللعب والتعليم لايحق للمجتمع حرمان البنت من برائة الطفولة والتمدرس لتحجيبها وترويضها على الطاعة وخدمة الرجل وترويض الفتاة على دور الجارية
4/ مراجعة الأفكار الموروثة والملقنة لتغييرها لتتناسب مع تطورات العصر وحقوق الإنسان وحقوق المرأة
5/ تغيير الضمير العام من قديم العصور المرأة هي التي تتحمل أخطاء وخطايا الرجل حتى عندما يخونها ويتزوج عليها تحمل المرأة كل المسؤولية إذن يلزمنا تغيير الفكر العام والضمير العام الذي أعطى اليد العليا في استغلال المرأة وتعنيفها ولن يتم ذلك إلا بعد تغيير نظرة المجتمع للمرأة باحترامها ، بمنحها حقوقها القانونية والإنسانية لتتغير نظرة الرجل للمرأة ...! لتتغير سلوكه تجاهها ...! ليصبح سلوكا متزنا وسليما ولتعيش المرأة بكرامة في مجتمع سليم ومتقدم
والخلاصة أن العنف ضد النساء سلوك إنحرافي يجب محاربته
موضوع: رد: العنف ضد النساء ... بحث وتحليل الإثنين مايو 24, 2010 2:34 pm
موضوع جدا مؤسف بصراحة..
تعليقي.. أحاديث من رسول الله صلى الله عليه و سلم.. (((إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم )))، (رواه احمد) وقال: (((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهـلي)))، (رواه بن ماجة) وقال: (((أكمل المؤمنين أيماناً، وأقربهم مني مجلساً، ألطفهم بأهـله)))، (رواه الترمذي)
هذا أصل وأساس في شرعنا.. وعلينا التطبيق.. ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم