تعكف شركة وي سي يو للتقنيات الحديثة العالمية على صناعة ماسحات تستطيع قراءة الأفكار، لمعرفة ما إذا كان هنالك شخص ما يشكل تهديدا حقيقيا عندما يعتزم السفر من دون علمه بأن هذا الاختبار أجري عليه.
وتقوم الشركة بتجهيز نظام داخل أبنية المطارات، تمكن إدارته من قراءة أفكار المسافرين لمعرفة من منهم يشكل خطرا على متن الطائرة.
ويقول الرئيس التنفيذي للشركة ايهود غيفون "النظام يقوم بنشر صور شاشات المطارات، وتلك الصور تكون في العادة الرموز الخاصة المرتبطة بالجماعات الإرهابية أو صور أخرى لا يمكن للشخص العادي إدراكها، سوى التابع لمجموعة إرهابية ما".
ويوضح "المنطق يبين أن المرء لا يمكنه إلا أن يظهر رد فعل على الأمور التي يراها وتحدث حوله، حتى ولو بشكل خفي، فإذا شاهد شخص ما صورة تخصه وهو يعرفها في مكان عام فإنه سيفاجأ".
ويقول "إذا كان شخص ينوي السفر من مطار ما، وفجأة شاهد صورة لوالدته على شاشات التلفزيون فإنه يفاجأ ويحدث ردة فعل ما".
ويضيف "وردود الفعل تلك في العادة تكون اندفاع العيون أو زيادة في ضربات القلب، وسرعة في التنفس، وتشنجا في النظام العصبي، وبالتالي يقوم نظام "وي سي يو" بمراقبة ردود فعل الأشخاص عن طريق كاميرات خفية، أو من خلال أنظمة استشعار بيولوجية سريرية خفية، يمكنها الكشف عن ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب".
ويؤدي تحليل تلك العوامل جميعها لتمكين الجهات الأمنية من تحديد من يشتبه في أنهم من الإرهابيين، بحيث يتم إيقافهم للاستجواب والخضوع للكشف مرة أخرى عن طريق الماسحة الضوئية، بما في ذلك التصوير المقطعي الدقيق لتفاصيل حركات الوجه.
ويشير الخبراء في الشركة إلى أنه من شأن تلك الماسحة توفير الوقت على المسافرين الآخرين، وإنهاء معاناة حظر نقل السوائل في الطائرات.
ويستطيع الجهاز، بحسب غيفون، قراءة الحركات الدقيقة للنشاط العضلي، مما يعطي المزيد من الإثباتات حول المؤشرات التي تبين النوايا الإجرامية للشخص.
ويضم الجهاز وحدة تستطيع تحليل حركات الجسم، وماسحة منفصلة لتصوير العين وقارئة الفيرومون، وهي المادة الكيميائية الحافزة للاستجابة السلوكية الطبيعية.
ويقول غيفون ما يميز الجهاز أنه مبرمج ليعرف الفرق بين الشخص الذي يشعر بضغوطات نفسية طبيعية والإرهابي، مؤكدا أنه لا ينتهك خصوصية المرء بأي شكل من الأشكال.
ويذهب غيفون إلى أن المعلومات لا يتم الاحتفاظ بها بعد مرور الركاب عبر البوابة. وتسمح للمسافرين باجتياز الإجراءات الأمنية في غضون دقيقتين إلى أربع دقائق. وفي حال نجاح الجهاز في المطارات، فإن الشركة تأمل أن يتم استخدامه في الملاعب الرياضية ومراكز التسوق، بالإضافة إلى الفنادق.
وتمكن مجموعة من العلماء الشهر الماضي من قراءة أفكار عدد من المتطوعين الذين يتمتعون بصحة جيدة، وذلك من خلال استخدام ماسحات ضوئية لتحديد ما كانوا يفكرون فيه.
ونشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أنه تم من خلال وضع المتطوعين على أجهزة المسح الضوئي بعد أن عرضت عليهم ثلاثة أفلام مصورة، تمكن الباحثون من معرفة أيا من الأفلام كانوا يفكرون فيه.
وهذا التطور يقربنا من مفهوم "آلة الأفكار" لتحديد ما الذي يفكر فيه الشخص من خلال نمط نشاط المخ، غير أن هذا التكنيك ما يزال يمثل مرحلة مبكرة من التطور، وأن قدرته على التمييز بين الأفكار محدودة.
وخلال ما يقرب من قرن من الزمان، ظل العلماء يبحثون عن دليل لتعقب الذكريات، وعلى الرغم من قبول وجودها البيولوجي، إلا أن آلياتها الدقيقة ومكانها وطبيعتها ما تزال لغزا.
وتعود هذه الفكرة إلى كتاب قصص الخيال العلمي الذين لعبوا بفكرة الآلات التي تقرأ الأفكار لفترة من الزمان، مثل رواية ليتيل فازي والبطل فيريديكاتور من العام 1962.
وكان الجهاز عبارة عن خوذة مخروطية براقة يضعها البطل على رأس المذنبين، لتبدأ الشحنات الكهربائية في التحرك يمينا وشمالا، وتكون هنالك شاشة يتغير لونها إلى الأزرق، إذا كان الشخص هادئ المزاج، أو الأرجواني في حال كان المرء متوترا وكان يستخدمها فيريديكاتور في استجواب الآخرين".
انت الزائر رقم
لمواضيعي
تحياتي عمر العمري