يجفف الناس دموعهم في العادة بالمناديل، غير أن الطفلة فاطمة "9 سنوات"
تذرف بدلاً من الدموع الطبيعية مناديل ورقية أكثر من 30 مرة في اليوم
الواحد وذلك في حالة نادرة حولت حياة الطفلة البريئة إلى كوابيس ومعاناة
يومية مع الدموع الورقية حيث أصبح ليلها نهاراً ونهارها ليلاً، حسب قول
والدها.
وبحسب"مجلة
رؤى "،قال والد الطفلة فاطمة :"إن المناديل الورقية التي تذرفها طفلته ذات
أحجام مختلفة منها الصغير ومنها الكبير، وهي تحملها في يدها وتتساءل لماذا
دموعي تختلف عنكم ولا تدري ما حالتها".
ويضيف
والد فاطمة أنه ما زال مندهشاً من الأمر وقال: "لا اعتراض على قضاء الله
وقدره، فقد كانت ابنتي محبة للدراسة ومتميزة ومتفوقة ومحبوبة من الجميع،
أما الآن فهي تتمنى ألا تذهب إلى الدراسة، إلا أن هناك ما يمنعها ويصرف
عنها حب الدراسة، حيث إنها أصبحت تخاف من المدرسة".
ويستطرد
والدها"ذهبت بابنتي إلى كل مكان للكشف عن حالتها التي جعلتها تذرف دموعاً
من القطن والمناديل وتم عرضها على أفضل الأطباء والاستشاريين في طب
العيون، ورغم تكوين اللجنة الاستشارية لمجموعة من المختصين، وبعد الكشف
على عيون ابنتي، أجمع الجميع أن ابنتي سليمة طبياً ولا تعاني من أي شيء" .
وبحسب
المجلة ذاتها ، يواصل الأب حديثه قائلاً: "يعلم الله تعالى أنني في حيرة
من أمري، ولعل ما يزيدني هماً هي تلك الأسئلة الجريحة التي توجهها لنا
ابنتنا وسؤالها الدائم عن دموعها الغريبة وكل أملها أن تذرف دموعاً كما
تعودت أن تذرفها قبل شهر، بدلاً من الألم والمعاناة التي تعتريها أثناء
ذرفها دموع القطن والمناديل، ونفسها أن تعود من جديد لمقاعد الدراسة وتكمل
دراستها، خصوصاً أنها في الصف الرابع، وأملها أن تعود وتلعب مع صديقاتها،
ويعلم الله أننا عانينا كثيراً رغم أنها تعيش حياتها الطبيعية" .
ويتابع"الدموع الورقية تزداد عندما تقوم بالمذاكرة أو عندما تنوي الذهاب
للمدرسة، كذلك عند سماع القرآن الكريم، أو عندما يقرأ عليها أحد القرّاء،
أو عندما تذهب لدورة المياه، فهي تذرف المناديل الورقية بكثرة، وهذا ما
جعل الكثير من الأطباء والمختصين يستغربون هذا الأمر، وهم يرون تلك الدموع
بأعينهم وابنتي تخرجها من عيونها التي تورمت كثيراً ".
ويضيف
والد فاطمة "كل أفراد أسرتي يعيشون في قمة المعاناة نتيجة لهذه الحالة
النادرة، ولا أدري كيف أتصرف أو ماذا أفعل إزاء هذه الحالة النادرة التي
طرأت على ابنتي" .
ومن
جانبه ، قال استشاري العيون في مستشفى الدكتور عبد الرحمن بخش معلقا على
هذه الحالة : "بداية لا نستطيع أن نطلق أحكاماً جازمة على الحالة من دون
الفحص الطبي الدقيق، لكن عموماً فإن وجود أنواع معينة من الحساسية بالعين
يتسبّب في وجود إفرازات ذات لون أبيض، هذه الإفرازات تلتصق وتتجمع خارجة
من العين في ما يشبه قطع القطن الصغيرة، وهي ليست قطناً بالطبع، لكن شكلها
ولونها هو الذي يعطي هذا الإيحاء، وهي إفرازات ليست بغريبة أو شاذة، إنما
إلى تحتاج العلاج ووصف الدواء المناسب لها حسب طبيعتها ومسبباتها،
والحساسية في هذه الحالة تسبب شعوراً بالحكة والحرقان، وهو الشعور المصاحب
بالألم الذي يصحب هذه الإفرازات".