في قلبك مقعد واحد..فأغمض عينيك..وتساءل بصدق..من يجلس فوق ذلك المقعد؟
هل تدرك ماذا يعني ان يكون في القلب مقعد واحد؟ وما أهمية ذلك المقعد في حياة إمرأة وحيدة؟ وماذا يعني ان تمر قوافل الاحلام ويمر القادمون و الراحلون ويبقى ذلك المقعد محجوز لرجل واحد دون سواه؟
كنت يا سيدي الطالب الوحيد في مدرسة القلب تجلس فوق ذلك المقعد الوحيد وكنت اشرح لك درس إحساسي بدقة متناهية وكنت بيني و بين نفسي اتمنى ان لا يدق جرس الحصة الاخيرة أبدا.. أبدا
نعم كان في الصف يا سيدي طالب واحد كنت اشرح له الدرس بشكل خاطيء كنت اتمنى ان لا يوصل الى الاجابة الصحيحة كنت لا اريده ان ينجح كي لا ينتقل الى الفصل الآخر كي لا يغادرني كي لا يبقى المقعد امامي خاليا
لكن الطالب الوحيد ذلك الجالس فوق مقعد القلب كان أذكى من الرسوب كان أذكى من اعادة السنة بي كان أجمل من ان يبقى بلا رحيل كان أروع من ان يطيل البقاء امام عيني كان أغلى من ان لا يتلاشى وينتهي كالحلم
ولأن الوقت كالسيف ولأن سيف الحلم كان أضعف من الصمود ولأن الاماني كانت أنقى من فقاعات الماء ولأن عمر الفرح كان أقصر من طرفة العين ولأني كنت أخشى ان تتلاشى وتغيب فيغمضة عين فقد كنت ابقى امامك مذهولة العين أثرثر بك بيني و بين نفسي واستذكرك واراجعك كدروسي المدرسية واحفظ تفاصيلك الجميلة
وكنت في كل يوم القنك درسا في الحب وآخر في الوفاء وثالثا في الشوق ورابعا في الحنين وأعلمك كيف تكتبني فوق ورقة الاملاء وكيف تحفظني عن ظهر قلب وكيف وكيف اغيب..تغيب انت
وكان أشد ما يرعبني هو ان يفاجأني جرس الحصة الاخيرة معلنا انتهاء حلمي معك وبك فكنت اتحايل على الوقت اتحايل على الساعات على الدقائق وكم تمنيت ان ينساني الوقت معك فلا يدق جرس ولا يطرق ناقوس
لكن الجرس دق ايقظ الاحساس وازعج الامنية وفتح عين الحلم وانتهت الحصة الاخيرة وتوقف الدرس ورحلت انت حاملا شهادة عشق منحتك إياها إمرأة أحبتك بصدق وجنون وانتقلت منها الى مرحلة لا تحتويني وبقى ذلك المقعد خاليا وربما باكيا وقبل ان يرعبنا المساء أعترف لك معك...كنت لا املك سوى الهروب لأنه لا توجد لديك محطة واحدة مهيأة لأستقبالي وبعد ان ارعبنا المساء أستأذنك إنتهى الدرس سأدق الجرس الآن فتهيأ ضح احلامك في حقيبتك وارحل بسلام