الاردن يجدد رفضه الاجراءات احادية الجانب في الاراضي الفلسطينية

الأردن يجدد رفضه الاجراءات احادية الجانب في الاراضي الفلسطينية

القاهرة
- بترا - جدد الاردن ادانته ورفضه كافة الانتهاكات والاجراءات الاسرائيلية
احادية الجانب في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك قرارها المرفوض
بضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح الى قائمة التراث اليهودي
واستفزازاتها المستمرة ازاء المقدسات في القدس التي تشكل خطا احمر في
الثوابت الاردنية لا يمكن تجاوزه.
وشدد وزير الخارجية ناصر جودة في
مداخلة له في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الذي عقد على هامش
اجتماعات الدورة 133 لوزراء الخارجية في مقر الجامعة العربية في القاهرة
امس الاربعاء على مطالبة الاردن للولايات المتحدة الاميركية والمجتمع
الدولي بتحمل مسؤولياتها لوضع حد فوري لكل هذه الانتهاكات الصارخة للقانون
الدولي والشرعية الدولية والتي تقوض جهود السلام وتهدد الامن والاستقرار
في المنطقة والامن والسلم الدوليين.
واكد ان الاعلان الاسرائيلي احادي
الجانب بوقف جزئي ومحدد بسقف زمني للاستيطان، والذي استثنى القدس الشريف
وتضمن استثناءات اخرى، جعل هذا الاجراء ناقصا وخاليا من أي مضمون،
ومرفوضا. واشار الى ان القدس الشريف خط احمر لا نسمح بالاقتراب منها باي
صورة كانت، مؤكدا أن تعنت الحكومة الاسرائيلية واستمرار وضعها للعراقيل
والعقبات ادى الى عدم وصول الجهود الاميركية والدولية الرامية الى انتاج
البيئة الملائمة لاستئناف المفاوضات المباشرة الى مبتغاها. وبين انه فيما
تحول هذه الاعمال والعراقيل الاسرائيلية دون توفير بيئة مناسبة لاستئناف
المفاوضات المباشرة، تمضي الحكومة الاسرائيلية في محاولاتها فرض وقائع
جديدة على الارض مستغلة حالة الجمود الراهنة التي تتحمل هي وحدها
مسؤولتيها. وقال انه في هذه الاثناء ترتفع وتيرة الاعمال الاسرائيلية
احادية الجانب المدانة والتي تنتهك القانون الدولي والاعراف الدولية في
الاراضي المحتلة وبشكل خاص في القدس الشرقية.
واشار جودة الى ما تعرض
اليه الحرم القدسي الشريف اخيرا من استفزاز اسرائيلي جديد من ضمن جملة
استفزازات وانتهاكات مدانة وغير مقبولة، تتطلب منا جميعا وقفة جادة لحمل
المجتمع الدولي باسره على تحمل مسؤولياته، و التصدي لمثل هذه الاعمال غير
القانونية وغير الاخلاقية، وغير المسؤولة والتي قد تؤدي الى وضع يهدد
الامن والسلم الدوليين لما للقدس الشريف من مكانة مرموقة في وجدان عشرات
الملايين من المسلمين والمسيحين في كل انحاء العالم.
واشار الى ما
قامت به الحكومة الاسرائيلية من اجراء مدان ومرفوض بادراج الحرم
الابراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح على قائمة الترات اليهودي في خطوة
استفزازية تدلل على عدم الالتزام بنهج السلام ودربه.
واضاف ان الحكومة
الاسرائيلية تمضي ايضا، مستغلة حالة الجمود على جهود السلام، في الاستيطان
غير الشرعي وغير القانوني ومصادرة الاراضي وغيرها من الانتهاكات في
الاراضي الفلسطينية المحتلة. واشاد وزير الخارجية بالموقف الفلسطيني
الملتزم بالسلام والمتمسك بالثوابت والمحددات العربية ازاء مقاربة جهود
تحقيقه، معبرا عن دعم الاردن الكامل للرئيس محمود عباس والقيادة
الفلسطينية في كل مواقفهم المشرفة ومنطلقاتهم المتشبثة بالثوابت العربية
في هذا الصدد.
وشدد على ضرورة واهمية المساندة الكاملة للموقف
الفلسطيني وتحصين واحتضان هذا الموقف الملتزم، وصولا الى هدف اقامة الدولة
الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على كامل التراب الوطني الفلسطيني في
الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، على خطوط الرابع
من حزيران عام 1967.
وحول الجهد والاتصالات الاميركية لاحياء السلام
قال وزير الخارجية اننا نلتقي كلجنة مبادرة السلام العربية في وقت تطرح
فيه الولايات المتحدة الاميركية صيغة لمقاربة غير مباشرة تشكل تكثيفا
لجهودها التي كانت قد بداتها العام الماضي والانتقال الى معالجة قضايا
الوضع النهائي كلها و بالاخص قضية الحدود. واضاف ان علينا ان نمضي وبمنتهى
المسؤولية في مساندة الصيغ المتاحة والتي لا تتناقض مع مبادئنا
ومنطلقاتنا، والتي من شأنها اخضاع الحكومة الاسرائيلية الى وسائل رقابة
وضغط ومحاسبة من قبل الولايات المتحدة الاميركية و المجتمع الدولي باسره،
مشيرا الى انه لا يضيرنا ان نضع الاطراف المعنية على المحك من خلال القبول
بتكثيف وتوسيع نطاق الجهود التي بدأت العام الماضي، عبر مقاربة دبلوماسية
غير مباشرة تعالج هذه المرة قضايا الوضع النهائي كلها و بشكل خاص قضية
الحدود.
وقال اذا كانت هكذا مقاربة من شأنها ان تضبط وتقيد الاجراءات
الاسرائيلية احادية الجانب المدانة والماضية قدما في كل الاحوال بغياب أي
عملية تفاوضية قائمة، وبشكل يكاد يكون يوميا، فلا يضيرنا شيء ان نقبل بهذه
الصيغة لان من شأنها ان تمتحن نوايا الاطراف، وان تضع الحكومة الاسرائيلية
الحالية، اذا استمرت في عرقلتها و اجراءاتها المرفوضة، على مسار تصادمي مع
الاجماع الدولي، كما ان من شأن قبولنا بهذه الصيغة، ان يمتحن قدرة المجتمع
الدولي وجديتهم في ممارسة الضغط على الحكومة الاسرائيلية ازاء قضايا الوضع
النهائي.
وبين انه لا يوجد ما يمكن ان نخسره من مساندة هكذا مقاربة،
ويمكننا ان نحقق مكاسب، يتمثل اقلها في ضبط وتقييد، ان لم يكن وقف وانهاء،
الاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب، كما يمكن لهذا المسعى الاستكمالي
للجهود الاميركية عبر العام الفائت ان ينتج الوضع التمكيني لاستئناف
المفاوضات المباشرة، في حال نجح المسعى الاميركي من خلال هذه المقاربة غير
المباشرة، بالوصول الى وقف كامل وشامل للاستيطان من خلال انجاز اتفاق على
موضوع الحدود.
وقال ان الواجب يملي علينا ان نساند القيادة الفلسطينية
في حال ارتأت قبول هذا الطرح، لان الصيغة المطروحة، بنظرنا لا يوجد فيها
تنازل باي شكل عن المطالب المشروعة ولا عن ثوابت الموقف العربي، وقد تفضي
الى الضغط على اسرائيل وان تفرض عليها ان توقف خروقاتها المدانة التي تهدف
الى فرض واقع جديد في الاراضي المحتلة وفي المقدمة منها القدس الشريف.
واكد
جودة ان تمسك الدول العربية بالمبادرة العربية للسلام كرس القناعة الدولية
بجدية خيارنا الاستراتيجي بالسلام، بينما وضع الحكومة الاسرائيلية في
دائرة الاتهام بالعرقلة وعدم جديتها لتحقيق حل الدولتين واحلال السلام
الشامل في الشرق الاوسط وفقا للمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام
العربية التي باتت بفعل تمسكنا الواعي بها مرجعية معتبرة في ادبيات جهود
صنع السلام. وختم بقوله «لعل خلاصات الاتحاد الاوروبي التي تبناها في 8
كانون الثاني 2009 خير دليل على المفاعيل الايجابية لتمسكنا بهذه
المبادرة».
من جهة اخرى اجرى جودة على هامش اجتماعات وزراء الخارجية
العرب في القاهرة أمس مباحثات مع المبعوث الاوروبي لعملية السلام في الشرق
الاوسط مارك اوته تركزت على الجهود والاتصالات الاخيرة لتجاوز العقبات
التي تعترض جهود السلام في المنطقة.
واشار جودة الى اهمية دور الاتحاد
الاوروبي في دفع جهود السلام وتجاوز الصعوبات التي تعترضها وصولا الى حل
الصراع في المنطقة وجوهره القضية الفلسطينية كسبيل وحيد لتحقيق السلام
والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والذي يشكل مدخلا لمعالجة قضايا المنطقة
الاخرى. من جهته اكد المبعوث الاوروبي مواصلة الاتحاد الاوربي لجهوده في
اطار الجهود الدولية المبذولة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس
حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
واعرب
عن تقدير الاتحاد الاوربي للجهود التي بذلها ويبذلها جلالة الملك عبدالله
الثاني لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، مؤكدا الحرص على
استمرار التنسيق والتعاون بين الاتحاد الاوربي والاردن لدفع جهود السلام
الى غاياتها المنشودة بما يفضي الى تجسيد حل الدولتين في اطار شمولية الحل
في المنطقة.