لماذا تغيّرطعمُ التفاح ؟؟
هذه لمن يعرف عمان قبل 30 سنه وا اكثر زمان كانت أسماؤنا أحلى... وكانت النساء أكثر أنوثة
ورائحة الباميا تتسرب من شبابيك البيوت،
ساعة "الجوفيال" في يد الأب العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً وأكثرها حداثة
حبات المطر كانت أكثر اكتنازاً بالماء. زمان ... كانت الدماء في أخبار الثامنة أقل ً مذاق الشمس في أفواهنا كان أطيب وطريق "المصدار" كان أقل ازدحاماً بشاحنات الأثاث، بنات المدارس زماااان كانوا يخبئن أنوثتهن في صفحات دفتر العلوم. زمان لما كانت غمزة "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة!! وأجرة الباص قرشين، والصحف تنشر كل أسماء الناجحين بالتوجيهي. عندما كان المزراب يخزّن ماء الشتاء في البراميل، وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات مشتركة، حلو العرس .... كان يوزع في كؤوس زجاجية هشّة تسمى "مطبقانيات". كنت اشاهد في الصباح الجارة وهي تمدّ يدها من خلف الباب بكوب شاي ساخن للزبّال فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار! زمان.. عندما كانت "الشونة الشمالية" هي آخر الدنيا. "فكر واربح" كان أهم برامج المسابقات لم نكن نعرف بعد أن ثمة فاكهة تتطابق بالاسم مع منظف الأحذية "الكيوي"، لم نكن نعلم بأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من شروشه ونحمله في جيوبنا!! كانت "القضامة المالحة" توصف علاجاً للمغص، والأولاد يقبّلون يد الجار صباح العيد، البوط الصيني .... كان في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين! زمان عندما كانت "أخبار الأسبوع" لصاحبها عبد الحفيظ محمد أهم الصحف وأجرأها على الإطلاق، و"ألمانيا" بلد الأحلام، وصورة المطربة صباح على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط. زمان كنا نصحو على صوت "مازن القبج" أو"سمرا عبدالمجيد" وظهرا تسمع "كوثر النشاشيبي" ومساء تترقب "ابراهيم السمان"... والتلفزيون يغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم! عندما "مدينة الأهلي للالعاب السياحية" في رأس العين هي وجهة الأثرياء، والسفر الى صويلح يحتاج التحضير قبل يومين، والجامعة الأردنية بلا شقيقات! حين أقلام البك الأحمر
هي الوسيلة الوحيدة للحب قبل اختراعالموبايلات، وعندما كانت المكتبات تبيع دفاتر خاصة للرسائل اوراقها مزوّقة بالورد،.. أما الورد ذاته فكان يباع فقط في جبل عمان، الحي الأرستقراطي الباذخ في ذلك الزمان!! حين جوازات السفر تكتب بخط اليد، والسفر الى الشام كان بالقطار، وقمصان "النص كم" للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء! كانت البيوت تكاد لا تخلو من فرن "ابو ذان وأبو حجر" الحديدي، والأمهات يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح، والأغنام تدق بأجراسها أن بائع الحليب صار في الحي،
كان مسلسل "وين الغلط" لدريد ونهاد يجمع الناس مساء، ومباريات "محمد علي كلاي" تجمعهم في سهرات الثلاثاء، وكان "نبيل التلّي" أفضل لاعب هجوم في كرة القدم! كانت الناس تهنئ أو تعزّي بكيس سكّر "أبو خط أحمر" وزن مئة كيلو غرام، الأمهات يحممّن الأولاد في اللجن،
"القرشلّة" يحملها الناس لزيارة المرضى! كان "الانترنت" رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين،
ولو حدّثتَ أحدا يومها عن "العدسات اللاصقة " لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم، أما "الماسنجر" فلو حملته للناس لصار لك شيعة وأتباع!! حين كان مذاق الأيام أشهى،
والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها،
وعندما "زهير النوباني" في دور "مقبول العقدي" أعتى رمز للشر قبل أن يعرف الناس أن في الغيب
رجلاً يدعى "جورج بوش"! كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة! الموظفون ينامون قبل العاشرة،ً
محاطين بهالة من السحر والبطولة،
والزوجة في يوم الجمعة تخبئ كبدة الدجاجة وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله! الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين، والثلج لم يكن يخلف موعده السنوي، كانت الحياة أكثر فقرا وبرداً وجوعاً، لكنها كانت دائما خضراء! ولسا بتسألني ..........ليش تغيّر طعمُ التفاح؟؟؟؟؟؟