القبرة وبورصة اربد

:wall head: :wall head: :wall head: :wall head: :wall head: :wall head:

يحكى أن رجلاً أمسك بقبرة ، فقالت له: ما تراك فاعل بي؟ فقال: أذبحك وآكلك. فزعت القبرة وقالت له: لكنني عصفورة صغيرة ولحمي لا يسمن أو يغني من جوع ، ولكن هل لك بثلاث نصائح هن خير لك من أكلي ، أعلمك الأولى وأنا في يدك ، وأخبرك الثانية إذا صرت على الشجرة ، وأقول لك الثالثة عندما أحلق في السماء. فكر الرجل قليلاً ثم وافق ، وقال هات الأولى. فقالت القبرة وما تزال في يده: لا تأسفن على ما فات. فهز رأسه موافقاً وأطلقها. فلما حطت على الشجرة قالت: أما الثانية "فلا تصدق ما لا يقبله العقل" ثم طارت إلى السماء وصاحت "يا مسكين لو ذبحتني لوجدت في حوصلتي جوهرة وزنها عشرين مثقالاً. فعض الرجل على شفته حتى كاد يدميها وراح يضرب أخماساً في أسداس ، ثم قال هات الثالثة. فقالت: كيف أعلمك الثالثة وأنت لم تستفد من الأولى والثانية ، فقد أسفت على إطلاقي ، وصدقت ما لا يقبله عقل فكيف يكون في حوصلتي جوهرة اثقل مني. ثم رفرفت جناحيها بسعادة وطارت في سبيلها.

وفي الثقافة الغربية مثل يقول "Too Good To Be True" بمعنى أن الأمر إذا كان ممتازاً بشكل غير منطقي فالأرجح أنه غير ما يبدو عليه.

صدّق متعجلو الثروة من أهل إربد والأردن إعلانات الجرايد والإشاعات عن تجارة البورصة فباعوا البقرة الحلوب والأرض الولود وذهبات النسوان واقترضوا من البنوك ووضعوا كل ما يملكون بين ايدي بائعي الوعود واستسلموا لخدر أحلام الثراء السريع. ما سمعته وقرأته عن تجارة البورصة هذه الأيام ينطبق عليه قول القبرة "لا تصدق ما لا يقبله عقل" فهوامش الربح الموعودة غير معقولة.

إن وراء الأكمة ما وراءها ، والعاقل لا يصدق ما لا يقبله عقل حتى لا يأسف على ما يفوت بعد أن تطير "القبرة" بالأحلام والمدخرات.

واضيف على هذا المقال مثل شعبي قديم يقول
الي بتجيبوو الريح ** يتوخذو الزوابع
والله يهدي الناس