دبي تقتفي أثر اغتيال المبحوح وتعلن التفاصيل لاحقا
حتى
الآن تؤثر القيادات الأمنية في إمارة دبي إلتزام أقصى معايير المهنية
الأمنية وهي تقتفي أثر جناة قتلوا قياديا في حركة حماس داخل أحد الفنادق،
وسط تأكيدات عليا بأن القيادات الأمنية
المعزون في منزل المبحوح في غزة |
قد توصلت الى معلومات وأدلة مهمة بشأن الجريمة، لا تزال بحاجة الى
تدقيق ومراجعة كي يتم ربطها، وإعلان الحقائق كاملة في وقت لاحق. وفي
الموضوع نفسه فقد نسجت مصادر قريبة من حماس رواية لا تبدو متماسكة، أو
واقعية للحادث. لندن (خاص): رفض
مصدر أمني مسؤول مصطلح "الجريمة الغامضة أو المقيدة ضد مجهول" في أول
تعليق إماراتي على واقعة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في
أحد فنادق إمارة دبي بعد يوم من دخوله الى دولة الإمارات العربية المتحدة،
في وقت أكد فيه المكتب الإعلامي لحكومة إمارة دبي أن السلطات الأمنية قد
باتت قريبة جدا من التفاصيل النهائية بشأن الجريمة، بعد أن توصلت الى
المشتبه فيهم، وهم حملة جوازات سفر أوروبية، وقال البيان إن عصابة إجرامية
هي التي نفذت الجريمة بمهارة عالية جدا، إلا أن السلطات الأمنية لا تزال
تقتفي الأثر بشأن الجريمة، وستتعاون في هذا الإطار مع جهاز البوليس الدولي
(الإنتربول)، خصوصا وأن الجهاز الأمني في دبي قد بدد في مراحل سابقة
العديد من الجرائم التي بدت للوهلة الأولى جرائم غامضة جدا، ومعقدة
للغاية.
ووفقا لما رشح لدى "إيلاف" من
معلومات خاصة، فإن القيادي القتيل كان قبل مدة قد أنهى ارتباطه السياسي
والعسكري بحركة حماس، مفضلا أن يمضي بقية عمره في الأعمال والتجارة، قبل
أن تعلن وفاته اليوم وفقا لبيان حركة حماس الذي نعى فيه القتيل بعد نحو
ساعة من تشييعجثمانه في العاصمة السورية دمشق. وتوعدت الحركة بالرد في الوقت
والمكان المناسبين، بعد أن وجهت الإتهامات صراحة لإسرائيل بتنفيذ ما أسمته
عملية الإغتيال في إمارة دبي.
وبحسب بيان حكومة دبي، فإن المجني
عليه والمعروف باسم محمود المبحوح – فلسطيني الجنسية – كان قد دخل إلى
دولة الإمارات في حوالى الساعة الثالثة والربع من بعد ظهر يوم الثلاثاء
الموافق 19 يناير 2010، قادما من إحدى الدول العربية، حيث عُثر على جثته
ظهر اليوم التالي الموافق 20 كانون الثاني/يناير 2010 في الفندق الذي كان
يقيم فيه في دبي.
خالد مشعل خلال تشييع المبحوح |
ورغم ما أفضى إليه بيان حكومة
دبي فإن مصادر قريبة من حماس قد نسجت رواية بدت غريبة جدا، وغير متماسكة
البتة، بدا حتى الآن أنها مختلقة، إذ زعمت مصادر سياسية رفيعة المستوى
داخل الحلقات القيادية العليا في حركة المقاومة الإسلامية حماس أن أحد
القياديين العسكريين في الحركة ويدعى محمود عبدالرزاق المبحوح قد صفّي
جسديا داخل أحد الفنادق في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة
تنفيذا لأمر عالي المستوى صدر عن جهاز المخابرات العامة الإسرائيلية
الخارجي، كرد إنتقامي على مخطط سري لحركة حماس و أحد أجهزة الإستخبارات في
المنطقة لتصفية ضابط إسرائيلي كبير في الموساد رافق وزير البنى التحتية
الإسرائيلية عوزي لانداو من إسرائيل الى دولة الإمارات العربية المتحدة
لحضور مؤتمر الطاقة الدولي، وذلك لتأمين الحماية المشددة للوزير
الإسرائيلي، وهو سيناريو فاجأ إسرائيل التي قرر قادة الإستخبارات فيها
تنفيذ هجوم إستباقي.
حماس توجه اصابع الاتهام الى اسرائيل |
وكان الجهاز الأمني في إمارة دبي قد
توصل الى حقيقة جريمة اغتيال المعارض الشيشاني سليم يامادايف الذي اغتيل
في دبي في شهر نيسان (إبريل) الماضي، باعتقاله روسيا نفذ الجريمة، وسط
اتهامات واسعة وقتذاك لأطراف قريبة من الرئيس الشيشاني كون يامادايف كان
أبرز خصومه منذ سنوات عديدة.
وفي تموز (يوليو) 2008 فقد توصلت
الأجهزة الأمنية في دبي الى الحقيقة بشأن مقتل المطربة اللبنانية سوزان
تميم التي عثر عليها مقتولة في أحد المجمعات السكنية في إمارة دبي، إذ بعد
صمت إماراتي طويل، كشف جهاز الأمن عن أن الفاعل هو رجل أمن مصري سابق، وقد
توصلت الى مسؤوليته بعد اقتفاء أثر معقد جدا، إستند الى تقنيات أمنية
معقدة جدا، لكن المفاجأة الكبرى تمثلت في إعلان جهاز شرطة دبي أن القاتل
السكري نفذ جريمته بإيعاز من النائب المصري هشام طلعت مصطفى الذي تجري
محاكمته حاليا، فقد قادت المعلومات الإماراتية المقدمة الى مصر الى تحرك
شفاف جدا من جانب الأمن المصري في هذه القضية.
ووفقا لتقارير دورية فإن دبي تعد
مقرا للمال والأعمال، ويستغل هذا الأمر من جانب عصابات تحترف الجريمة
المنظمة، إذ يدخل أفرادها الى إمارة دبي تحت هويات رجال الأعمال والتجار.