كان زياد لطيفا حريصا على نصح الناس .. وقف يوما عند اشارة مرور فأذا به يسمع صوتأ عاليا لاغاني غربيه .. تحير من اين هذا الصوت ..واخذ يتلفت ويبحث عن مصدره .. فاذا هو من السياره المجاورة له ..
واذا صاحبها قد زاد صوت الذياع الى اعلى درجاته .. حتى اسمع البعيد والقريب ...!!!
جعل صاحبي يضرب على منبه سيارته ويحاول ان ينبه ذاك الرجل الى خفض صوت مذياعه ..
لكن الرجل لا يلتفت ولا يرد ...
يبدو انه لشدة انسجامه مع ما يسمع صار لا يدري عما حوله .. حاول زياد ان يتبين وجه السائق الذي اسدل غترته على جانبي وجهه ..
وبعد جهد رأآآه فاذا لحيته تملأ وجهه ...!!!
ازداد العجب .. شخص بهذه الهيئه بدل ان يستمع الى القران يستمع الاغاني لا بصوت عالي ايضا !!
اضائت الاشاره خضراء ومشى الجميع ..
اصر زياد على مناصحةالرجل فجعل يمشي وراءه وقف الرجل عند دكان .. ونزل ليشتري منه حاجه ..
اوقف زياد سيارته وراءه وصار يتأمله وهو يمشي فاذا الثوب قصير واللحيه تملأ عارضيه ..!!
تسابقت الى قلبه الوساوس اظنه نزل ليخرج الآن بعلبة سجائر !!!
خرج الرجل فاذا في يده مجلة اسلاميه ..!!
لم يصبر زياد واخذ ينادي بلطف :يا اخي .. لو سمحت .. هيــــــه
لم يرد عليه الرجل ولم يلتفت ..؟؟!!!
رفع صوته : هيــــه هيـــه .. لوسمحت يا أخي ... اسمع وصل لرجل سيارته ولم يلتفت ....
نل زياد وقد غضب وأقبل اليه وقال يا أخي الله يهديك ما تسمع ؟؟!!!!
نظر الرجل اليه وابتسم وشغل سيارته فاشتغل المذياع مياشره بصوت مزعج جدا
فثار زياد وقال : يا اخي حرام عليك ازعجت الناس فجعل الرجل يزيد ابتسامته والاغاني بأعلى صوت ...!!
ثار زياد اكثر وجعل وجهه يحمر وصار يرفع صوته ليسمعه.....
فلما رأى الرجل ان الامر وصل الى هذا الحد جعل يشير فيديه الى اذنيه وينفضهما ....
ثم اخرج دفترا صغيرا من جيبه مكتوب على اول ورقه منه : انا رجل اصم لا اسمع فضلا اكتب ما تريد !!
لمحه : قال الله تعالى (وكان الانسان عجولا)
فانتبه لا تغلب عجلتك تؤدتك
من كتاب محمد العريفي_استمتع بحياتك