لا يسلم من قلم الأميرة الأسود وطلائها إلا قلة في جهادها الفني.
في معرض صورها الالكتروني، أعادت الفنانة تلبيس عارضات خفيفات الملابس في إعلانات فيرجين ميوزيك وشركات ألبسة مختلفة، بالحجاب والشادور الذي لا يظهر سوى أعينها.
هذه الصور تصدم بقدر ما تثير السخرية، وقد أثارت موجة من الغضب في الأوساط الإسلامية كما العلمانية.
سندريلا تضع الشادور
حتى سندريلا وهي ترقص مع أميرها في إعلان متحرك، يتحول رداءها إلى عباءة سوداء.
إلى جانب سندريلا المحجبة، إعلان لرجل رسمت على رأسه خوذة سوداء من العصور الوسطى، لتظهر عيناه الزرقاوان فقط في الصورة.
قالت أميرة الحجاب لمنصات أن حملات الحجاب لا تنتشر في شوارع باريس كعمل "فني لأجل الفن"، بل تمثل جزء مما تسميه "مقترحات فنية لفكرة أكثر عالمية".
عبر هذه الفكرة العالمية، تعني أميرة الحجاب أنها تتابع ما تسميه "قضيتها النبيلة" أو "حركة ضد الإعلانات" في محاولة لمكافحة الاستهلاك الجنسي المنتشر.
لكن "تخريب الصور" هذا يحصل بطريقة تضعه في مواجهة مع أسلوب إعلاني على الطريقة الغربية، مع صور نساء لا يرتدين الكثير أو رجال ونساء نحيلات يستخدمون لبيع كل شيء من العطور إلى القهوة.
قالت أميرة الحجاب وهي تتحدث بصيغة الغائب "حين كانت أميرة الحجاب في سن المراهقة، سمعت عن حركات مثل آدباستر. لكن بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر، تغيرت الأوضاع، ولم تعد تخرب الصور على الطريقة الأميركية".
ردا على سؤال حول مصادر الإلهام، عددت أميرة الحجاب الكثير من الحركات.
"ذا وومن. نو لوغو من ناعومي كلاين، الحركة المعادية للإعلانات، الحركات الجنسية، الإلحاد الرمزي، الأساطير..."
فيما تكافح الأميرة الاستهلاك الجماهيري والإعلانات الجنسية، حققت بعض أهدافها بنفحة أنثوية.
فلنأخذ مثلا العارضات اللواتي رسمت فوقهن الحجاب، العبايات القصيرة، والكعوب العالية وغالبا ما يحملن الهواتف الخلوية، فهن كنساء عصريات في أي إطار شرقي أو غربي.
كما تثير صور النساء الثلاث المبتسمات على خلفية زرقاء، حمراء وبيضاء، وهي ألوان العلم الفرنسي في إشارة واضحة إلى الجدال الذي أثير حول الحجاب خلال السنوات الماضية في فرنسا.
وتصر أميرة الحجاب على أنها غير متورطة بأي حركة دينية أو سياسية وأنها لا تعمل مع أي جماعة ضاغطة.
تصف الفنانة التي تبلغ من العمر 21 عاما نفسها على أنها مشاكسة تعاني من الأرق وقائدة "معركة فنية".
من هي أميرة الحجاب؟تقول الفنانة "خلقت أميرة الحجاب لأبني العلاقات. أردت مزج العناصر من ثقافات مختلفة، ابتداء من موضوعي الأساسي: المرأة المحجبة. أعتقد أن هذا هو السبب الأساسي وراء شهرة أميرة الحجاب. لم تسمح لنفسها أن تكون محددة في دين أو جنس. كان هذا أساسيا بالنسبة إلي".
أمثال الكثيرين من المشاغبين الفنيين كبانكسي في المملكة المتحدة، اختارت أميرة الحجاب أن تبقى هويتها سرية.
"أحب الأسرار وهي مرادفة لأمر بغاية الخصوصية بالنسبة لي". وتقول أنه ليس مستحيلا أن تكشف عن هويتها في المستقبل.
ليس غريبا أن قرار أميرة الحجاب بعدم الكشف عن هويتها قد أثار الكثير من الجدل بين المدونين والمنتديات الالكترونية.
"هل هي مسلمة أو أنها رجل؟" هو سؤال يطرح كثيرا.
وقد جرى الحديث حول ما إن كان الإعلان الأول الذي رسمته الأميرة بالأبيض والأسود والذي يصور إمراة محجبة، هو صورة شخصية للفنانة.
لكن الفنانة الشابة تؤكد أن الناس لم يتقبلوا فنها بسرعة، مضيفة أن إعلاناتها ومشاريعها استقبلت بسلبية في بادئ الأمر.
"في البدء، كانت ردات الفعل سلبية، لكن مع انتشار أعمالي بشكل تدريجي، تأثر بعض الأشخاص الذين فهموا فني واهتموا به".
تحاول أميرة الحجاب الوصول إلى الجمهور غير التقليدي، محبو الفن والمدونين.
"هناك دائما أشخاص يرون الدرجة الأولى من الموجة الاستهلاكية. هؤلاء هم الأشخاص الذين أحاول التواصل معهم."