ويعتبر نابليون بونابرت , امبراطور فرنسا وصاحب الانتصارات المتعددة وأعظم عبقرية عسكرية عرفها التاريخ ,
ولد في ( 15 آب 1769 ) في جزيرة كورسيكا التي كانت فرنسا قد استولت عليها قبل ولادته بخمسة عشر شهراً ,
وتلقى تعليمه وتدريبه العسكري في فرنسا , تخرج وهو في السادسة عشرة من عمره عام ( 1785م ) برتبة ملازم ثان في الجيش الفرنسي ,
وكان نابليون مهتما بقراءة التاريخ فقد كان ملازما اذ قرأ جمهورية افلاطون وكتب ملخصات عن الحكم في فارس القديمة واثينا وجغرافية بلاد اليونان وتاريخ مصر القديمة والهند واطلع على تاريخ العرب ولكن الحياة لم تكن في نظره رسالة وانما كانت في روايه سيرة يعمل خلالها على بلوغ اهدافة وتحقيق اطماعه
كان نابليون لا يعمل من اجل تحقيق غاية سامية او مثل اعلى بل كان يعمل من اجل مجده الشخصي ولم تكن تهمة فرنسا ولا اوربا ولا انسانية وانما عظمته الشخصية وتفرده بالسلطة هي محور اهتمامه ومناط اماله واتجاهاته وهو يمثل النزعة الفردية
ففي سنة ( 1796) اصبح قائداً للجيش الفرنسي في ايطاليا , وبفضل انتصاراته في الجبهة الايطالية بين الاعوام( 1796 - 1797 ) عاد إلى فرنسا بطلاً وطنياً ,
في سنة (1798) قام بحملته الشهيرة على مصر ومن ثم على فلسطين التي كانت نهايتها الفشل الذريع لنابليون وجيشه بعد مغادرة نابليون مصر في اعقاب فشله باحتلال عكا (1799)
عاد إلى فرنسا ليشارك في انقلاب عسكري كانت نتيجته قيام حكومة جديدة وتعيين نابليون القنصل الاول لفرنسا وسرعان ما اصبح حاكماً دكتاتورياً بفرنسا , واثناء حكمه لفرنسا ادخل اصلاحات جوهرية , وخاصة في النظام الاداري والتشريعي واهتم كذلك باصلاح النظام المالي والقضائي , وانشأ بنك فرنسا ,ولعل اهم اعماله ماعرف بـ (دستور نابليون)
عرف عن نابليون قصر قامته وعشقه للنساء وفشله بحياته الزوجية وذكائه النادر , احرز بفضل نبوغه وعبقريته انتصارات باهرة في ميادين القتال والمعارك , كما عرف عنه بأنه لم يكن يشرع في رسم أي خطة حربية الا وهو يمص اقراص السوس , كما كان خطه في الكتابة رديئاً جداً , حتى أن البعض ظن أن رسائله رموز أو خرائط حربية , وقال عنه المقربون منه انه كان غريب الاطوار ,
وكان نابليون قائداً بارعاً للمدفعية , ووطنياً متطرفاً جاءت فرصته بشكل خاص في سنة ( 1793) عندما حاصر الفرنسيون مدينة تولون واستردوها من البريطانيين , وأصبحت انتصاراته فيما بعد كبيرة اذ حكم اوروبا بأسرها تقريباً , وأرسل نابليون إلى مصر بهدف القضاء على تجارة انكلترا مع الهند , لكن حملته انتهت بالفشل امام الاسطول الانكليزي في معركة النيل فعاد إلى فرنسا واعلن نفسه مستشاراً لمدة عشر سنوات ثم لقب بالامبراطور ..
ووخل الحرب عام (1805 ) ثانية ضد اعظم ثلاث قوى وهي بريطانيا والنمسا وروسيا , فنجح في دحر النمسا وروسيا في استرلتين ثم هزم بروسيا عام( 1806 ) , وتحدت روسيا حلف نابليون فهاجمها عام ( 1812 ) متغلباً على الجيش الروسي ولكنه عندما دخل موسكو كان اهلها قد دمروها وكان جيشه جائعاً تعباً من برد الشتاء في روسيا , , تبين ذلك بتحليل أسنان جنوده الذين قتلوا هناك وعددهم 25 ألفا أنهم أصيبوا بمرض التيفوس وحمى الخنادق وهي أمراض تنتقل عن طريق القمل,
وكانت معركة واترلو التي وقعت عام( 1815) قرب بروكسل آخر المعارك الخاصة بالقائد الفرنسي نابليون بونابرت , وقد وضعت هذه المعركة حداً لطموحاته السياسية التي كانت تهدف إلى حكم اوروبا , وكانت هزيمته ساحقة وبعد تنازل نابليون عن منصبه , نفي إلى جزيرة إلبا قبالة ساحل ايطاليا ,
وامضى هناك اقل من سنة قبل أن يقرر العودة لحكم فرنسا لانه وجد أن الحلفاء في مؤتمر فيينا كانوا غير قادرين على تسوية خلافاتهم , وكان يأمل في أن يستغل هذا الشقاق لاستعادة السلطة ولكن الحلفاء تكاتفوا ضده وسار نابليون إلى بلجيكا ليواجه ذلك التهديد , وتولى دوق ولنغتون قيادة القوات المتحالفة لبلجيكا وبريطانيا وهانوفر وهولندا وتلقت القوات الفرنسية هزيمة ساحقة وبعد الهزيمة فشل نابليون في تجميع جيش جديد , ولم يكن امامه من خيار سوى التنحي عن منصبه مرة ثانية ...
توفي نابليون بونابرت في منفاه في جزيرة سانت هيلينا في المحيط الاطلسي , في ( 5 ايار عام 1821) متأثراً بسرطان المعدة .وقد قيل أنه إغتيل عن طريق طلاء جدران غرفته بالزرنيخ و تسبب ذلك له بقرحة معدية لازمته حتى وفاته و لذلك كان غالباً ما يضع يده داخل سترته فوق معدته.