قد لا يصدق العقل قصة الستيني يوسف رحال الذي اختصر سؤال العلم في جملتي دعاء وابتهال، فقام من مقعده الطويل حرا بعد 25 عاما من الشلل.
لتعود قدماه تطلقان الخطى مجددا، ويعود كما كان قبل حادثة سقوطه عن ارتفاع 4 أمتار، والتي أسفرت عن شلل أصاب قدميه.
ويروي أبو نضال قصته مع رحلة مرضية يصعب على المرء تصديقها، فهو وبعد سقوطه عن رافعة تموين يصل طولها إلى حوالي 4 أمتار أثناء عمله في الملكية الأردنية سنة 1977، أصيب بانزلاقات غضروفية، وقطع في الأعصاب، وتفاقمت حالته حتى أقعدته الإصابة بداية العام 1984.
ويقول أبو نضال الذي لم يصدق للحظه أنه عاد حرا من جديد بأن "الله كبير، وهو يفعل ما يريد"، ويزيد بأن "الصبر مفتاح الفرج".
ففي قصة أبو نضال الذي نام ليلة السبت الماضي، وعينه على رحلة الحج إلى الديار المقدسة في وقت سيعلن فيه رسميا عن تفاصيلها، وبينما هو غارق في احتمالات الرفض أو السماح له بأداء الفريضة بسبب وضعه الصحي، ظل طوال تلك الليلة "يدعو ربه بأن يمكنه من زيارة بيته المعمور".
ويضيف بـ"أنه نام بعد أن صلى الفجر حاضرا واستكمل مناجاته ربه سائلا إياه أن يمكنه من ذلك".
ويزيد أبو نضال أنه وفي أثناء نومه كان يشعر "بأن خدرا يسري في جسمه من أعلى رأسه حتى أسفل قدميه، وما إن استيقظ مع تمام العاشرة صباحا وأدى صلاة الضحى، حتى بدا في داخله شيء يقول له "حاول أن تتحرك (...) حاول أن تمشي".
ويضيف "لم أستطع القيام بذلك وأنا في الشارع، حيث خفت أن أقع أمام المارة".
وزاد "حاولت أن أقف على قدمي وشعرت بأني أقف تماما، وصرت أمشي في المنزل حتى تيقنت أنني عدت للسير على قدمي".
أبو نضال الذي "عجز الطب عن علاجه استطاع بقدرة الله وحده أن يعود إلى حياته الطبيعية ويتخلى عن الكرسي المتحرك".
وفي أعقاب ذلك مباشرة اتصل أبو نضال بولده ليفاجئه بما جرى معه، وقد سرى الخبر بعد ذلك بسرعة فائقة بين الحي والأقارب، وجرى فتح صيوان فرح لاستقبال المهنئين.
وبعد 25 عاما من الإعاقة الحركية يعود يوسف رحال (من مواليد العام 1947) ليجول الأرض مرحا في خطى واثقة عادت إليه بإعجاز رباني، لا بنصح طبيب، أو بقدرة إنسي.
ولعل إيمان أبو نضال بالمعجزة هو نفسه ما ذهب إليه العلم، فاختصاصي الأعصاب والدماغ الدكتور نايف دبابنة اعتبر بأنه لم يسبق أن سجلت حالات كحالة أبو نضال، حيث إن فترة الشلل طويلة، وطبيعة الحالة لا بد من تقييمها بعد الاطلاع على التقارير الطبية.
لكن دبابنة يؤكد بأن إمكانات الشفاء لو كانت متوقعة لحصلت في السنوات الأولى من الشلل وليس بعد هذه الفترة الطويلة.
ويعيد الدكتور دبابنة الأمر الى احتمالات نفسية فقد يكون أبو نضال تجاوزها بعد التخلص من الآلام التي رافقته طوال هذه الفترة.