أكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة أن صفقة الحرائر (المحررات الفلسطينيات من السجون الاسرائيلية) التي أنجزت اليوم تفتح باب الأمل لإنجاز صفقة مشرفة بين المقاومة والاحتلال لإطلاق سراح أسرانا، متعهدًا بالحفاظ على الثوابت والحقوق.
وقال هنية في كلمة ألقاها في حفل استقبال أقامته حكومته للاسيرة الفلسطينية فاطمة الزق وطفلها يوسف ، وهي المعتقلة الوحيدة بني عشرين معتقلة فلسطينية أطلق سراحهن من السجون الإسرائيلي ظهر اليوم وفق صفقة تسلم بموجبها المقاومة الفلسطينية شريط تلفزيوني لإسرائيل يظهر حالة الجندي جلعاد شاليط الأسير لديها منذ اكثر من ثلاث سنوات : "هذا يوم العرس الوطني الكبير ونحن نستقبل الحرائر من أخواتنا وبناتنا الأسيرات اللواتي يخرجن في هذا اليوم المبارك في إطار صفقة "الحرائر" بين العدو وبين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وكتائبها المظفرة وفصائل المقاومة الآسرة للجندي الصهيوني غلعاد شاليط".
وأعربت الأسيرة المحررة الزق (40 عاما) وهي تحتضن طفلها يوسف (سنتان) عن سعادتها بخروجها من سجون الاحتلال،لافتا إلى أن الفرحة لن تكتمل إلا بخروج جميع الأسرى من سجون الاحتلال.
واستقبل ألاف من الفلسطينيين الزق عند معبر ايرز/بيت حانون ظهر الجمعة ، وانطلقوا في موكب سيارات كبير نحو مقر الحكومة الفلسطينية غرب غزة حيث استقبلها الى جانب هنية حشد كبير من المسئولين الفلسطينيين.
وعبرت عن شكرها لجهود المقاومة الفلسطينية الآسرة للجندي جلعاد شاليط وعلى رأسها حركة حماس ، وأشارت الى أن فرحتها منقوصة لأنها تركت أخوات لها أسيرات في سجون الاحتلال، وخصت بالذكر ابنة أخيها مؤكدة أن فرحتها لن تكتمل إلا بخروج جميع الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال.
وقلد هنية الزق وسامي الحرية والقدس ، كما منحها حجة لبت الله الحرام لهذا العام تكريما لها ولصمودها في سجون الاحتلال.
وشدد هنية على أن هذا يوم انتصار للإرادة الفلسطينية والصمود الفلسطيني، وقال: "نحن نستحضر الشهداء الأبرار الذين قضوا نحبهم وهم ينفذون العملية.. هؤلاء الشهداء الذين ذهبوا لربهم لنعيش هذه الفرحة الكبيرة".
وأضاف: "في إطار صفقة الحرائر نستحضر أسرانا وأسيراتنا الـ11 ألفًا في سجون الاحتلال، نحن شعب لا ينسى أسراه، ونحن حكومة لن تفرط في حرية أسراه، ونحن مقاومة لا يمكن أن تساوم على كرامتكم".
وأشاد بالدور المصري والمتابعة التي قادت إلى هذه الصفقة، وثمن كذلك دور الوسيط الألماني "وكل من وقف مع شعبنا وأسرانا وأسيراتنا لنحقق هذا الهدف الوطني النبيل".
وقال: "نستعرض اليوم صمود شعبنا في الضفة، وشعبنا في غزة على وجه الخصوص الذي تعرض للحصار والعدوان وأبشع حرب شهدتها هذه المنطقة من أجل يكسروا إرادتنا ودفع المقاومة إلى التخلي عن مطالبها".
الاسيرات يصلن الى الضفة والقطاع
ووصلت الاسيرات الفلسطينيات الى الضفة الغربية وقطاع غزة بعد إطلاق سراحهن ضمن الصفقة التي تمت مقابل شريط يثبت أن جلعاد شاليط ما زال حيا.
وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية قد أعلنت أن الإفراج عن المعتقلة الفلسطينية روضة حبيب من قطاع غزة سيتأخر حتى الأحد القادم.
وكانت إسرائيل قد أطلقت أولى الاسيرات الفلسطينيات، براء المالكي، مساء الأربعاء.
وتبلغ براء المالكي من العمر 15 عاما، وقد عادت إلى منزل والدها في مخيم للاجئين بالقرب من رام الله بعد إطلاق سراحها في وقت متأخر الأربعاء.
وكانت براء قد حكمت بتهمة القتل غير العمد وكانت محكمويتها ستنتهي الشهر القادم.
وتطالب حركة حماس باطلاق سراح مئات من الاسرى المحتجزين في إسرائيل والذين قضى كثيرون منهم فترات طويلة في السجن.
على الجانب الأخر شاهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشريط الذي تسلمته إسرائيل عبر الوسيط الألماني من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس صباح اليوم الجمعة.
وقالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية على صلة بملف صفقة تبادل الأسرى : إن الشريط يستمر لمدة دقيقتين ، ويظهر فيه شاليط وهو يلبس زيا عسكريا إسرائيليا ويتحدث عن موقف كان تعرض له ذات يوم في هضبة الجولان السورية المحتلة ، ويقرأ مقاطع من جريدة فلسطين اليومية التي تصدر من غزة (تتبع لحركة حماس) عدد يوم 14 أيلول الماضي.
واتفق وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود براك مع نوعام شاليط والد الجندي الأسير على عرض شريط الفيديو على شاشات التلفزيوني الإسرائيلي مساء الجمعة ، لأن " مشاهدة تسجيل الفيديو تعزّز التزام إسرائيل بإعادة جلعاد شاليط" وفق براك، مضيفًا "أن التسجيل يلبّي الشروط التي حدّدتها إسرائيل"، حيث يظهر شاليط بحالة جيدة.
وتعهد براك لوالد شاليط خلال اتصال هاتفي به بمواصلة بذل قصارى الجهود لإعادة شاليط سالماً إلى موطنه.
وكان العشرات من الإسرائيليين قد تظاهروا ظهر اليوم الجمعة بالقرب من معبر ايرز/ بيت حانون مطالبين نتنياهو بالإفراج عن شاليط نفسه وعدم الاكتفاء بمشاهدة الشريط.
وتزامنت مظاهرة الإسرائيليين مع إتمام صفقة تبادل الأسيرات الفلسطينيات الـ20 بشريط شاليط المصور .
وتوجه شاليط في رسالة استمرت دقيقتين و42 ثانية برسالة الى عائلته والحكومة الإسرائيلي قال فيها:
"سلام انا جلعاد شاليط ابن نوعام وافيفا شاليط وشقيق هداس ويوئيف المقيمين في بلدة متسبي ايلان، واحمل رقم هويه 397029 ، واليوم هو الاثنين 14- 9 - 2009 ، وكما تشاهدون فانا احمل في يديي جريدة فلسطين لهذا اليوم 14-9-2009 والتي تصدر في غزة ، انا اقرأ في الجريدة عن الاخبار التي تتعلق بي، وعن اي اخبار تصلني عن ايجاد الطريق لتحريري وعودتي الى البيت قريبا ، انا امل وانتظر فترة طويلة لليوم الذي اتحرر فيه ، انا امل من الحكومة العتيدة برأسه نتنياهو ان لا تضيع الفرص الان للتوصل الى اتفاق التبادل، ونتيجة لذلك استطيع بعد طول انتظار تحقيق حلمي واتحرر".
وتابع :" انا اريد ان ابعث سلام لعائلتي، واقول لهم انني احبهم ومشتاق لهم كثيرا وانتظر اليوم الذي اراهم مجددا ، ابي ويوئيف وهداس اذا انتم تذكرون اليوم الذي اتيتم الى المعسكر الذي اخدم فيه في هضبه الجولان بتاريخ 31 .12. 2005 واذا لم اخطيء عملنا جولة في المعسكر، وقمتم بالتقاط صور لي على دبابه مركفاه وعلى دبابة اخرى قديمة في مدخل المعسكر ، بعد ذلك توجهنا الى مطعم في احدى القرى الدرزية وفي الطريق التقطنا الصور على جانبي الطريق على اثار الثلوج من جبل الشيخ ، انا اريد ان اقول لكم انني اشعر بصحة جيدة والمجاهدين من كتائب عز الدين القسام يتعاملون معي جيدا ".