أعاد اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى صباح اليوم الى الأذهان الاعتداء الذي فجر انتفاضة الأقصى في مثل هذا اليوم عند اقتحام زعيم المعارضة اليمينية ارئيل شارون باحات المسجد الأقصى في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر في العام ألفين .
واستجاب المئات من الفلسطينيين الى دعوات الرباط في المسجد الأقصى للتصدي لمحاولات جماعات المستوطنين اليهود المتطرفين اقتحام باحات الأقصى بحراسة المئات من قوات الشرطة وحرس الحدود وجنود الاحتلال.
ولجأ المئات من الجنود وعناصر الشرطة الى إطلاق النيران الحية على الفلسطينيين داخل المسجد لتفريقهم من الباحات بعدما حاولوا منع المستوطنين من اقتحامه في عيد "الغفران" اليهودي .
ودعت حركة حماس الفلسطينيين الى المشاركة في المسيرات الغاضبة التي ستنطلق مساء اليوم الأحد في معظم مناطق قطاع غزة للتنديد باقتحام الأقصى ، وطالبت حماس فلسطينيي الضفة الغربية بالنزول الى الشارع للتضامن مع الأقصى.
وأهابت حماس في مؤتمر صحفي عقده ظهراً المتحدث باسمها سامي ابو زهري في غزة العلماء وقادة الفكر إلى استنهاض الشارع العربي والإسلامي تضامناً مع المسجد الأقصى، داعياً جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى النزول للشارع تعبيراً عن الغضب والتحذير من نتائج أي استهداف للمسجد الأقصى.
وقال أبو زهري:" إن التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس هو نتيجة طبيعية للقاء نيويورك واستمرار الانحياز والدعم الأمريكي لجرائم الاحتلال".
ونددت حركة فتح باقتحام المسجد الأقصى ، وحيت المقدسيين الذين تصدوا لمحاولة الاقتحام، وشددت على لسان المتحدث الرسمي باسمها فهمي الزعارير، على أهمية مواصلة اليقظة والحرص والتوحد في وجه الاحتلال، وطالبت الدول العربية والإسلامية إلى مزيد من المساندة ووضع قضية القدس على رأس أولياتها لتعزيز صمود أهلها في وجه المخططات الاحتلالية.
ودعا الزعارير، كل الحريصين على الاستقرار في المنطقة، والمنظمات الدولية ذات العلاقة إلى بذل مزيد من الجهود لغاية لجم سياسات الاحتلال القاضية بتهويد القدس ومقدساتها وفرض الأمر الواقع.
وقال الزعارير إن هذا الاعتداء يتزامن مع الذكرى التاسعة لانطلاق انتفاضة الأقصى، ويتم برعاية مجموعات اليمين المتطرف الإسرائيلي في محاولة لتدنيس حرمة المسجد الأقصى وباحاته الشريفة، في إطار السياسة الاحتلالية القائمة على تهويد القدس واستباحة المقدسات الفلسطينية الإسلامية والمسيحية.
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى من قبل حكومة العدو وقطعان المستوطنين في هذا الوقت بالذات هي دليل على تصعيد خطير وهي بداية لمرحلة جديدة من العدوان الذي يتوسع لتطال شظاياه أطرافاً عربية متعددة.
وقال الشيخ خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في تصريح صحفي مكتوب : إن استمرار الصمت العربي إزاء ما يجري من جرائم وبقاء حالة الانقسام الداخلي يعطي للكيان الصهيوني مثل هذه الفرص التي يستغلها العدو لتنفيذ مخططاته في تهويد القدس واستمرار الاستيطان واستئناف سياسة الاغتيال التي كان آخرها استشهاد ثلاثة من مجاهدي سرايا القدس".
ودعت حركة الجهاد الإسلامي إلى تصعيد المقاومة ضد جرائم العدو والرد على عدوانه "حتى لا يظن العدو أن بمقدوره أن يمرر على شعبنا أوراق جديدة وأن يفرض وقائع جديدة تُمكنه من هذا الشعب ومن هذه الأرض المباركة". كما دعت على لسان القيادي البطش جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية الإسلامية إلى نصرة المسجد الأقصى وحمايته والدفاع عن قدسيته بكل الوسائل والطاقات.
وأدانت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة الاعتداء على المسجد الأقصى ومصليه، ودعت جماهير الشعب الفلسطيني للاستنفار واليقظة .
وطالبت الحكومة في بيان صحفي الأمة العربية والإسلامية بالتحرك العاجل لإنقاذ الأقصى وأهله المرابطين، محذرة من انعكاسات ما يجري على كافة الصعد.
ودعت وزارة الأوقاف الفلسطينية في حكومة غزة كافة القوى الوطنية والإسلامية وشعوب العالم للنفير العام والخروج بمسيراتٍ ومظاهرات للتعبير عن موقف الأمة الرافض لاعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى.
ودعت الوزارة في مؤتمر صحفي بغزة للوزير طالب ابو شعر إلى "انتفاضة جماهيرية ثالثة على غرار ما أشعلته زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون للحرم القدسي من شرارة انتفاضة الأقصى عام 2000".
وأهابت الوزارة بأحرار العالم وصناع القرار السياسي للوقوف إلى جانب المقدسات الإسلامية المهددة منذ أكثر من 60 عاماً على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وطالبت كافة علماء المسلمين وخطباء المساجد بتخصيص خطبة يوم الجمعة المقبل للحديث عن قدسية المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة وما تتعرض له من اعتداءات رامية إلى تهويدها.
كما دعت الوزارة منظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن الدولي والبرلمانات العربية لعقد قمة طارئة تناقش واقع الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى.
كما ناشد منظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن الدولي والبرلمانات العربية لعقد قمة طارئة تناقش واقع الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة الرامية إلى تهويد المدينة.
وقالت رابطة علماء فلسطين إنها "تنظر بخطورة بالغة لما يجري في ساحات المسجد الأقصى المبارك من محاولات محمومة من قبل غلاة المتطرفين اليهود لاقتحام المسجد الأقصى بدعم ومساندة علنية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وعدَّت الرابطة في بيان صحفي أن ذلك يمهد لخطوات أكثر خطورة على صعيد تهويد المسجد الأقصى المبارك تمهيداً لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وأضافت "إن الشعب الفلسطيني قادر وعلى أهبة الاستعداد للانتفاض من جديد حماية لمقدساته، وذوداً عن حقوقه وثوابته، ورفضاً لكل إملاءات الذل والخضوع والخنوع التي يسوقها الغرب تحت مسميات براقة".
وأكدت الرابطة على ضرورة التحرك في مختلف أنحاء العالم الإسلامي نصرة للمسجد الأقصى المبارك، ورفضاً للمخططات الإسرائيلية الرامية إلى طمس المعالم العربية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة.