«حريق البخارية» يلتهم الأسواق القديمة وسط البلد

شكلت لجنة للتحقيق في أسباب الحريق الذي اندلع فجر أمس في أقدم ثلاثة أسواق تجارية في عمان، وخلف خمس إصابات وخسائر بالملايين.
كما قررت غرفة تجارة عمان تشكيل لجنة لحصر الاضرار واسماء التجار المتضررين لوضع الية لمساعدتهم .
واندلع حريق في أسواق( البخارية وفيلادلفيا والبلابسة)- مكونة كل واحدة منها من أربعة طوابق - في شارع الملك طلال وسط العاصمة مقابل الجامع الحسيني الكبير، في تمام الساعة الرابعة من فجر أمس الخميس في سوق البخارية امتد تدريجيا إلى الأسواق الأخرى التي تشكل بمجملها 12 طابقا بمساحة ألف متر مربع تقريبا.
وتتألف اللجنة، التي شكلها وزير الداخلية نايف القاضي، من متصرف لواء قصبة عمان الدكتور خالد العرموطي ومدير شرطة وسط العاصمة ومدير دفاع مدني العاصمة ومدير منطقة المدينة ومندوب المختبر الجنائي ومندوب شركة الكهرباء الأردنية للوقوف على أسباب الحريق .
وقال مدير غرفة تجارة عمان مهند العطار أن الغرفة ستشكل لجنة لحصر حجم الأضرار التي لحقت بسوق البخارية بعد الحريق .
وستضم اللجنة مندوبا عن غرفة تجارة عمان، وعددا من التجار إضافة الى مندوب عن محافظ العاصمة.
وستقوم اللجنة بحصر أسماء التجار الذين تعرضت ممتلكاتهم للحريق ، ونسب وحجم الأضرار خاصة وأن المحال المتضررة صغيرة ومتوسطة الحجم متخصصة في بيع مواد التجميل والنثريات والإكسسوارات وبعض مشاغل الخياطة.
ووفقا لمدير عام غرفة التجارة سيصار الى وضع آلية لمساعدة التجار المتضررين، مرجحا أن تقوم الغرفة بفتح باب التبرعات لتحقيق هذه الغاية.
وشدد العطار على ضرورة وضع آليات جديدة لشروط السلامة العامة وتوفير الوسائل الحديثة لمكافحة الحرائق والسيطرة عليها وتفعيل ذلك في المجمعات التجارية.
من جهةاخرى قال نقيب تجار الالبسة والاقمشة صلاح حميدان ان الحريق أتى على حوالي 39 محلا تجاريا.
منها تسعة محلات البسة في سوق فيلادلفيا وفي سوق البخارية والبلابسة محل للنثريات والاكسسوارات والعطور.
واشار الى ان الخسائر المادية كبيرة فالمحلات كانت تستعد لموسم المدارس والعيد من خلال تخزين البضائع وزيادة المعروض منها.
وبين ان النقابة ملزمة بالتنسيق مع باقي القطاعات الاقتصادية لعمل ما يمكن من اجل تعويض التجار ، مشيرا الى ان النقابة ستعقد اجتماعا السبت لدراسة الموضوع والخروج بآليات لمساعدة التجار.
يشار الى أن رئيس غرفتي تجارة الاردن وعمان العين حيدر مراد قد قام بزيارة موقع الحريق للاطمئنان على حالة التجار و الوقوف على حجم الاضرار التي تعرض لها السوق مصادر متطابقة من الدفاع المدني والأمن العام أكدت أن القراءات الأولية تشير إلى أن سبب الحريق قد يكون عائدا لـ'' تماس كهربائي''.
و قال الناطق باسم الدفاع المدني العقيد فريد الشرع أن أسباب الحريق'' سيتم الإعلان عنها فور الانتهاء من تحديدها.
وقال الناطق الإعلامي في الأمن العام الرائد محمد الخطيب أن التوقعات الأولية لأسباب الحريق'' تكمن في اهتراء شبكة التمديدات الكهربائية في البنايات الثلاث وعدم اجراء الصيانة اللازمة لها''.
وأوضحت المصادر أن محلات'' أتت عليها النيران بالكامل ،و أخرى تضررت بشكل جزئي''، مشيرة إلى أن الحريق ''سبب صدمة كبيرة لأصحاب تلك المحلات''.
ولم ينتج عن الحريق- وفق العقيد الشرع- أية خسائر بالأرواح باستثناء خمس إصابات من مرتبات الدفاع المدني تعرضوا لإضرار بسيطة كالجروح نتيجة الزجاج المتساقط وضيق تنفس جراء الدخان المتصاعد وحالتهم العامة جيدة .
وقامت كوادر الدفاع المدني في مديرية دفاع مدني العاصمة وبإسناد من مديرية إنقاذ وإسناد الوسط ومديرية دفاع مدني الزرقاء والبلقاء ومادبا ومديرية دفاع مدني المطارات والقصور بمكافحة الحريق الذي شب بالمجمعات الثلاثة. وأشرف على عمليات إخماد ومكافحة الحريق وزير الداخلية ومحافظ العاصمة ومدير الأمن العام ومدير الدفاع المدني. وبين العقيد الشرع أن عملية مكافحة الحريق ''استمرت خمس ساعات وشارك فيها حوالي (300) شخص من الدفاع المدني وأكثر من (60) آلية عمليات''.
وبلغت مساحة الحريق بكل طابق من مجمع البخارية حوالي (350)م2 ،و(200)م2 بكل طابق من مجمع البلابسة ، و(200)م2 بالطابق الأول من مجمع فيلادلفيا.
وأضاف العقيد الشرع أن الحريق أسفر عن ''خسائر مادية كبيرة''، مبينا أن النيران امتدت أفقيا وعموديا في الأسواق الثلاثة نتيجة تلاصق المباني وعدم وجود مساحات بينها.
مؤكدا أن عددا من آليات الدفاع المدني استمرت بالتواجد قرب الأسواق'' تحسبا لتجدد الحريق''.
وعمدت إدارة السير وفور اندلاع الحريق بتحويل اتجاهات السير من وسط العاصمة إلى مناطق أخرى وشاركت الطائرات العمودية في إرشاد إدارة السير للازدحامات المرورية ولإيجاد طرق بديلة.
في ذات السياق، أوعزت أمانة عمان لكوادرها المناوبة الحضور بالسرعة الممكنة، للمساهمة بتأمين تنكات المياه لكوادر الدفاع المدني وإزالة العوائق وتقديم كل مساعدة ممكنة.
كما شددت على تعزيز أعداد الفنيين وعمال النظافة في الموقع ومساعدة أصحاب المحال لإزالة المخلفات الناتجة عن الحريق. 
و قامت امانة عمان بفتح 3 ابار ارتوازية قريبة من موقع الحريق في راس العين وبئر رغدان وبئر الندوة وتم تزويد الدفاع المدني بالمياه من خلال 65 تنكا تزويديا سعة كل منها 15 مترا مكعبا .
وفي هذا الصدد، أعرب أمين عمان المهندس عمر المعاني عن أسفه لوقوع الحريق، وقال أن أمانة عمان ستبذل أقصى جهودها لتلافي الآثار السلبية للحريق في الموقع بـ''السرعة الممكنة''.
وتحتوي الأسواق التجارية الثلاثة، التي تعد الأقدم في عمان، والأكثر اكتظاظا، على تحف خزفية ومنسوجات قديمة ومطرزات ومسابح ، وتحف فنية ومشغولات يدوية ويرتادها السواح الزائرون. 
وأسس سوق البخارية الشيخ كمال الدين البخاري لدى قدومه إلى مدينة عمان في الساحة الشرقية للمسجد الحسيني سنة 1934 ميلادية. وبقي منذ ذلك الوقت في موقعه إلى أن شب حريق في ذات السوق عام 1937؛ لينقل بعدها إلى عمارة فوزي المفتي في شارع الملك طلال مقابل المسجد الحسيني، التي كانت عبارة عن خان قديم تستريح فيه القوافل التي تحمل بضائع التجار الذين كانوا يمرون بمدينة عمان، من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وبالعكس.
وتتكون المحلات التجارية في الأسواق الثلاثة من 220 محلا تتوزع حسب نوعية البضائع التي تقوم ببيعها.

يعطيكي العافيه على الاضافه الجميله

مشكور يا اسامه الله يعطيك العافيه