وظيفة شرف
الخميس 30 تموز (يوليو) 2009
رأيتها تشقّ طريقاً بين زحام الناس، متثاقلة خطواتها، تميل بجسدها يمنة ويسرة وكنت أعرفها قويّة شامخة..
ـ أم مصطفى
التفتت بإعياء، وأرسلت تلك الابتسامة التي لم تفارق شفتيها الخشنتين يوماً
ـ ماذا تفعلين هنا يا أم مصطفى؟
آخر مرّة رأيتها فيها ليلة شاركنا في عزاء ولديها اللذين
استشهدا في يوم واحد، وكان أبو مصطفى قد نال ذلك الشرف قبلهما بثلاث
سنوات.. وقتها لم تفارق الابتسامة شفتيها وهي تحوّم فخورة مثل فراشة بين
جموع الناس
ـ كيف تتدبّرين حياتك بعد أن أصبحت وحيدة..؟
فقدت بريق عينيها لحظة، ثم همست وهي تشير إلى بناء شاهق:
ـ أعطوني وظيفة شرف في هذا المصرف..
بعد أيام وأنا في زيارة صديق يعمل في المصرف ذاته، اكتشفت أن أمّ مصطفى تعمل مستخدمة في مكتب مراسلات، يقع تماماً فوق المصرف..