عذرا يا أنا .....

يا رفيقي الوردي في ربيع العمر ....
يا بركاني الثائر على كل الدنيا بدونك ......
يا شوقي الغاضب من ألم الفراق......
لك كل عذري .....

مرت أيام و لم أناجي طيفك الزائر .....
حاولت استراق بعض ساعاتي بعيدة عنك ......
لكني لم أقوى على الاحتمال .....
ما زلت كما في الماضي ... "جبروت عند" كما كنت تلقبني .....
مازلت أحاول جاهدة أن أثبت اني أقوى من أي زمان و أي مكان و أي طيف عابر رغما عني .....
اعذرني ... ما زلت انا ....
لم تجدي صفعات الرياح نفعا معي .....
ولم تقوى الايام على صقلي كمان تريد ......
وبقيت صامدة .....

عذرا يا أنا .....
عذرا يا رمقي الرائع ويا خيالي المسافر في ارجاء روحي .....
عذرا منك .... قد ظننت لوهلة اني قد اجد ما اتنفسه بعيدا عنك .....
قد ظننت اني قد أعيد صياغة الحاضر بدون ماضيي الحزين .....
قد ظننت اني اتقن رسم مخططاتي كما يجب ان تكون ولكني معك فشلت .....
فلا الماضي يترك مساحاته داخلنا ......
ولا المستقبل يرضى بأقل من وجودك هائما حولي ......
لا الشمس تشرق بغير نسماتك .....
ولا الليل يهدأ بدون عبرات كلماتك ......
وما بين حاضري ونهاري .... انا فقط أرتجف انتظارا .....
فرفقا يا ساكني عليي ......
واستعجل القدوم الليلة .....
فما عاد شوقي يحتمل الالم اكثر ......
قد بات مجروحا نازفا ينتظر دواءك ......
ألم أخبرك من قبل أن بهجة العالم كله هو أنت ......
و انك ان حللت تغيرت الألوان .... و تناغمت الاصوات ..... وارتسمت الابتسامات ......
ألم اخبرك انك ان اتيت تأتي كل الدنيا معك ....
ياااااااه ...... اشياء كثيرة لم اخبرك بها بعد ......
قد شتت كلماتي ما بين اعذاري و اشواقي .....

اعذرني يا أنا فقد اوشكت على فقد الصواب ....
فما عادت تنفع الوصفات و لا عادت تجدي المسكنات ......

عذرا يا أنا .......
اقبل كل عذري .......