سيلفستر ستالون في حديث خاص لـ"الشبكة"
يكشف حقيقة قواه الخارقة وأسراره السينمائية
جاء لابساً بدلة يعني، جاكيت وقميصاً وربطة عنق، على عكس أغلبية الممثلين الذين قابلتهم في أوقات غير رسمية. لكن صوته كان كما نسمعه في الأفلام، صوت قوي عميق ذو نبرات حادة. أما وجهه طبعاً فقد بدأ يبدو عليه الكبر، ولو أنني اعتقد انه خضع لعمليات تجميل، وهو أمر عادي عند معظم الممثلين.
وسألته عن أعمال العنف والجري والتزحلق على السقوف، وهل أداها شخصياً أم قام بها بديل له، فقال إن أغلبية الصور والمشاهد نفذها شخصياً، لكن في بعض اللقطات اضطروا الى الاستعانة ببديل لخطورة اللقطة. وقلت له في آخر فيلم له "رصاصة في الرأس" كان يطارد الشرير على سطوح منازل مائلة بشده كما هي طريقة بناء المنازل في الأماكن الممطرة، وكان
يقفز بالدراجة النارية جرياً وراء الشرير، فقال إنهم بنوا هذه السطوح خصيصاً وعملوا جزءاً صغيراً مسطحاً غير مائل فوقها، لكن كان هناك بديل له على الدراجة النارية يطارد الشرير لخطورة هذه اللقطة. وعلى ذلك ترى الدراجة النارية وهي تسير على الجزء الصغير المسطح، فتعتقد أنها تسير على الجزء المائل من السطوح.
وقلت له إنه نفّذ أفلاماً كثيرة ناجحة من "رامبو" إلى "روكي" وغيرهما، وهو على مر السنين كيف يرى السينما، ولا سيما ان التصوير تغير منذ ذلك الوقت الى الآن، فقال: إن التكنولوجيا غيرت كثيراً من طرائق تنفيذ الأفلام وكذلك الافكار نفسها، فهو، مثلاً، عندما مثل آخر فيلم له بخلاف الضرب والعراك العادي الذي نشاهده في الأفلام القديمة، جاء بأفكار جديدة مثل المطاردة بالدراجة النارية على سطوح المنازل، وكذلك استعمال الطوافة والتعلق بها في بعض المشاهد، ومن ناحية أخرى عملية الصوت. فقد أحدثوا تقدماً كبيراً بحيث تشعر أنك مع الممثل في التشابك والعراك.
وقلت له كيف يرى نفسه في تمثيل أي فيلم جديد، فقال إنه بصدد تصوير فيلم جديد قد يكون آخر فيلم له، ولهذا يوليه أهمية واهتماماً وجهداً كبيراً حتى يكون فيلماً يستمتع به المشاهد ولو أن في بعض القصص جزءاً من المبالغة، ولكن ذلك أمر مقبول لإمتاع الجمهور بالرواية. وفي آخر فيلم له لم يعرض على الجمهور بعد، كان هو الكاتب والممثل الرئيسي فيه، فهل مع مضيّ الوقت سيدخل مجال الكتابة والتأليف، قال إنه منذ صغره يحب كتابة القصص وكذلك التمثيل، ففي آخر فيلم "رصاصة في الرأس" (Bullet to the Head) كان هو طبعاً البطل والكاتب الرئيسي للقصة. ويسعى دائماً في تأليف القصة إلى أفكار جديدة، فهو في هذا الفيلم يؤدي دور شرير يتعاون مع شرطي كلاهما في خطر ضد مجهولين، وهذا هو اللغز الجديد لهذه الرواية.
مع تقدّمه في السن، هل سيمثل ادواراً اخرى في افلامه المقبلة غير أدوار العراك والقفز، قال إن عمره اليوم هو 66 سنة، وقد أجرى عدة عمليات جراحية في جسمه في رجليه وأماكن اخرى، وهو لا يرغب في إجراء اي عمليات جديدة، لذلك سيكون حريصاً جداً في الادوار التي سيؤدي بطولتها، وقد يتفرغ جزئياً للتأليف والرسم، فهو يحب الرسم لأنه يهدّىء الاعصاب في نظره.
وعن طرائف حدثت معه في حياته الفنية والانتاجية، قال إن أكبر مقلب حصل معه كان خلال الحرب الباردة بين أميركا وروسيا، إذ كان ينفذ فيلماً لم يعرض، لأن قبل انتهاء الفيلم تقريباً كان يظهر الروس كأنهم اعداء ضد أميركا، فحصل الصلح بين الدولتين أميركا بسقوط النظام الشيوعي في روسيا، فأصبح الفيلم غير ملائم وفقد أهميته من الناحية العالمية، فقرر عدم الاستمرار في إنهائه.
وعن مشاهد العراك والمشاجرة في الأفلام وكيف ينفذها، قال إن إثنين من أكبر الخبراء في الفنون القتالية (martial arts) في العالم في نظره يدربانه على كيفية تنفيذ الحركات من القفز والمشاجرة، وهما اليوم يعرفان تماماً ماذا يريد حتى تظهر اللقطة بطريقة فنية ومثيرة.
وسألته نحن على ابواب عيد الميلاد المجيد، ماذا سيفعل، فقال إنه عندما كان صغيراً كانت إمكاناتهم ضئيلة والدخل قليل، فكانوا في العيد يعطونه إما حزاماً أو شراباً فقط. أما اليوم فإذا دخلت بيته في عيد الميلاد تجده كأنه متجر لبيع الهدايا مليء باللعب لأطفاله الخمسة (ثلاث بنات وصبيان)، فعدد الهدايا كبير جداً للجميع.
قلت له أنت تؤدي أدوار الشرطة ورجال الأمن، وفي حياتك الحقيقية مع ثرائك وشهرتك ألا تخاف من اللصوص، فقال لا، انا لا اخاف من اللصوص، بل إن اكثر ما يخيفني هو الطلاق (المعروف أن ستالون طلق عدة مرات، بما فيها زوجته الحالية التي طلقها ثم عاد وتزوجها ثانياً).
وماذا عن مستقبل السينما في العالم، فقال إن مستقبلها جيد، ولكن يأسف لوجود عدد كبير من الأفلام والقصص الجيدة الصالحة للإخراج لكنها لا ترى النور بسبب عدم التمويل. وأشار إلى وجود أفلام ذات ميزانية ضئيلة وجيدة جداً لكنها تحتاج إلى دعاية لدفعها الى الجمهور.
وقلت له ان كثيراً من افلامه تعرض في بلاد لا يتحدثون فيها الإنكليزية فتترجم وتعرض بلغة البلد مثل الفرنسية او الايطالية، فقال إنه شاهد عدداً من افلامه مترجماً، وهذا ما يجعل الفيلم يفقد جزءاً من اهميته، لكنه في المقابل شاهد افلاماً أخرى كانت نبرات التحدث فيها تشبه صوته تماماً حتى اعتقد أن هذا هو صوته فعلاً!
وقلت له إنه سينفذ فيلماً جديداً مع الممثل أرنولد شوارنيغر، فقاطعني قائلاً: نعم، ثم استطرد وقال إنه منذ عدة سنوات كان في حفل كبير وكان يجلس بالقرب منه إلى المائدة شاب غير معروف، فاستغرب وجوده إلى مائدته، ولم يعجبه كثيراً أن يجلسوا شاباً غريباً إلى مائدته في الحفل، وكان هذا الشاب هو أرنولد شوارزينغر. ثم رأى فيه بعد سنوات أنه منافس له في أفلام الـ"أكشن"، والآن سينفذان فيلماً يمثلان فيه معاً.
وسألته عن نشأته وشبابه، فقال إنه لم يكن يحب المدرسة، وكان على خلاف دائم مع المسؤولين، وكانوا يطردونه من المدرسة، لكنه كان يحب الرياضة البدنية والتمارين الرياضية، فكان في ذلك المخرج الوحيد له في صغره حتى كبر ودخل السينما. ومن هنا اصبح على ما هو عليه اليوم.